هالة الخياط (أبوظبي)
شهدت قمة أبوظبي للمدينة الذكية، التي انطلقت أعمالها من أبوظبي أمس، الإعلان عن منصة أبوظبي للمدن الذكية ومشاريع للحدائق الذكية وتوفير «الإنترنت» المجانية في حدائق إمارة أبوظبي العامة خلال العامين الجاري والمقبل، بما يعزز جودة الحياة في الإمارة.
وتأتي القمة التي تنظمها دائرة البلديات والنقل في دورتها الثالثة، لتؤكد مواصلة إمارة أبوظبي تنفيذ المشاريع الذكية بعد تصدرها للعام الثالث على التوالي كأذكى مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الثالث عشر على مستوى العالم، حسب مؤشر IMD للمدن الذكية.
وكانت فعاليات الدورة الثالثة من «قمة أبوظبي للمدينة الذكية» أطلقت أمس، بتنظيم من دائرة البلديات والنقل، بحضور 700 مشارك من مختلف الدول.
وركزت قمة المدن الذكية التي انطلقت تحت شعار «مدن ذكية لعالم مستدام»، على: كيف يساهم استخدام تقنيات المدن الذكية في معالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحاً في العالم، بما في ذلك تغير المناخ، والتوسع الحضري، واستكشاف تقنيات المدينة الذكية كحلول مبتكرة لمعالجة القضايا العالمية الملحة، ولا سيما في مجال الاستدامة والمناخ؟
ابتكار واستدامة
وقال معالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل: «يعكس تربع أبوظبي في المركز 13 عالمياً من أصل 141 مدينة في مؤشر المدن الذكية 2023، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، التزامنا بالانفتاح والابتكار والشمولية والاستدامة، مما يؤكد تفانينا في تطوير المدن الذكية».
وأضاف الشرفا، في الكلمة التي ألقاها بالنيابة عنه عمر النعيمي، مدير عام الشؤون المؤسسية في دائرة البلديات والنقل، أن القمة تتماشى مع الخطة الاستراتيجية لدائرة البلديات والنقل واستراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، مؤكدةً التزامنا بتطوير المدن الذكية وتحقيق الاستدامة. كما تأتي القمة انعكاساً لتصنيف أبوظبي المتواصل كأذكى مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار ثلاث سنوات، والذي يؤكد ريادتنا في المشهد المتطور للمدن الذكية والمستدامة.
نهج حكيم
أعربت جونغ سوك بارك، الأمين العام لمنظمة العالمية للمدن الذكية والمستدامة، عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث المهم الذي يعمل لأجل بناء عالم مستدام، مشيدة بالنهج الحكيم لدولة الإمارات العربية المتحدة وقيادة أبوظبي في الدعوة إلى تطوير المدن المستدامة والذكية، وأعربت عن تقديرها لمساهمة أبوظبي القّيمة كعضو مؤسس في أبوظبي.
وأعلنت عن اختيار أبوظبي للمقر الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط، مما يعكس تقدم الإمارة الملحوظ في نهجها للمدن الذكية.
استشراف المستقبل
وأكد اللواء مكتوم علي الشريفي، مدير عام شرطة أبوظبي أهمية قمة أبوظبي للمدينة الذكية، التي تتواكب مع توجهات القيادة الرشيدة نحو استشراف المستقبل برؤى حكيمة تخطط للاستفادة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل مستدام يعتمد على التقنيات المتطورة والذكية، وهذا ما تقدمه القمة من نتائج تجارب وخبرات عالمية متميزة، إلى جانب ما تقدمه أبوظبي من إنجازات ونجاحات تتواصل بخطى واثقة بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي عززت الجهود واختصرت الوقت، وقدمت نتائج مثمرة في العمل الشرطي والأمني، وانعكست على رفاه وسعادة المجتمع.
وأوضح الشريفي أن ما يتحقق من إنجازات هو ثمرة للرعاية والدعم غير المحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
ولفت إلى أن القيادة العامة لشرطة أبوظبي استعانت بمنظومة المدينة الآمنة والذكية وتوظيف واستثمار وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف ميادين العمل الشرطي والأمني، من خلال التحليل الاستباقي في التعامل مع الأزمات الطارئة والسرعة في زمن الاستجابة الأمنية، مما أسهم في زيادة فاعلية الأجهزة الأمنية لدعم متخذي القرار.
وأشار إلى النجاح الذي تفردت به منظومة تنبيه السائقين في حالات الطوارئ بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي في خفض الحوادث الجسيمة والوفيات خلال الأحوال الجوية المتقلبة، منذ البدء بتطبيقها في عام 2018 وحتى العام 2023، وصولاً لنتائج ريادية مثمرة، وهي «صفر وفيات» و«صفر حوادث جسيمة» في الأحوال الجوية المتقلبة.
منصة لتبادل الأفكار
من جانبه، قال العميد سالم عبدالله بن براك الظاهري، مدير عام هيئة أبوظبي للدفاع المدني بالإنابة: إن القمة تمثل منصةً هامة لتبادل الأفكار والمعرفة حول الابتكارات في المدن الذكية والذكاء الاصطناعي، فنحن في هيئة أبوظبي للدفاع المدني نؤمن بأهمية تبني التقنيات الذكية والمدينة الذكية كأدوات مهمة لاستدامة منظومة السلامة في إمارة أبوظبي. وتهدف الدورة الثالثة من قمة أبوظبي للمدينة الذكية، إلى استقطاب مزيد من الخبراء وأصحاب الرؤى الذين سيدعمون بأفكارهم المرحلة التالية، والإسهام في إرساء أطر عمل ورؤية واضحَين لضمان قابلية العيش في المدن الذكية.
مذكرات تفاهم
وشهدت القمة منصة لتوقيع العديد من مذكرات التفاهم بين دائرة البلديات والنقل ومجموعة من الشركات البارزة، بما في ذلك «هواوي» و«اتصالات»، والتي تؤكد التزام الدائرة بتعزيز التعاون وحفز التقدم التكنولوجي. وتتعاون الدائرة مع كبار مزودي خدمات وتقنيات المدن هم «e&» و«هواوي» لتحفيز مشاريع المدن الذكية، وتوظيف حلول الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من أحدث التوجهات التكنولوجية في تطوير المدن الذكية.
خريطة طريق
أعلن جمال العبيدلي، المدير التنفيذي لقطاع شؤون تكنولوجيا المعلومات بالإنابة في دائرة البلديات والنقل، أن الدائرة عرضت من خلال مشاركتها خطة طموحة وخريطة طريق على مدى السنوات الخمس المقبلة لدعم المدن الذكية والتغلب على التحديات الخاصة بالنمو العمراني المتسارع والتغير المناخي والعديد من التحديات في عمليات إدارة المدن. وبين أن القمة عرضت العديد من المشاريع، ومنها منصة المدينة الذكية المرتكزة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملية صنع القرار في المدينة، والحدائق الذكية المصممة لتعزير مستويات الحياة وكفاءة خدمات المدينة باستخدام أجهزة «إنترنت الأشياء» المستدامة، وإطلاق شبكة «هلا واي فاي» المجانية التي تقدمها دائرة البلديات والنقل بالتعاون مع مزودي الاتصالات بالدولة.
منصات
شهدت منصة دائرة البلديات والنقل الإعلان عن مشروع «مركز التحكم المروري المتنقل»، وهو وحدة متحركة مجهزة بأحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي وأجهزة الاتصالات.
وقالت حصة الحربي، من قسم إدارة الحركة المرورية في مركز النقل المتكامل: إن المشروع يهدف إلى إدارة الحركة المرورية للفعاليات والأحداث، ويُمكّن إدارة حركة المرور في إمارة أبوظبي بفعالية من خلال التعاون بين متخذي القرار كدائرة البلديات والنقل وشرطة أبوظبي.
خرائط «جوجل»
شرحت سارة الحوسني، من مركز النقل المتكامل عن منصة تحليلية لخرائط «جوجل»، كمشروع تحليلي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يعمل على جمع بيانات مرورية عند التقاطعات وتحليلها، وتوفير مقترحات تحسينية من شأنها تحسين كفاءة عمل إشارات المرور في الإمارة والمساعدة في الحد من الازدحام، وبالتالي التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.