هدى الطنيجي (أبوظبي)
يشكل اليوم العالمي للسكتة الدماغية الذي يوافق 29 أكتوبر من كل عام، مناسبة لنشر التوعية بين أفراد المجتمع كافة، حول الأعراض والمخاطر وطرق الوقاية للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.
وهناك 3 أعراض رئيسة للسكتة الدماغية، وهي تدلي نصف الوجه، وضعف إحدى الذراعين، وصعوبة في الكلام، وتلك الأعراض يجب الانتباه إليها لاتباع طرق الإسعاف المطلوبة، والتواصل المباشر مع الجهات الطبية لإسعاف المصاب في أسرع وقت ممكن، ويؤكد الأطباء أهمية حصول مرضى السكتة الدماغية على المساعدة الطبية خلال الساعة الأولى من الإصابة، حيث تزداد فرص إنقاذه في تلك الفترة.

وقال د. عصام صالح، استشاري طب الأعصاب في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: إن«اليوم العالمي للسكتة الدماغية فرصة لرفع الوعي بعلامات وأعراض السكتة الدماغية وأهمية إسعاف المصاب في أسرع وقت لإنقاذه وتفادي مضاعفات وأضرار السكتة الدماغية، فمن الضروري أن يكون لدى أفراد المجتمع إدراك بأهمية الاستجابة السريعة خلال التعرف على الأعراض، منها الأعراض الرئيسة، تدلي نصف الوجه، وضعف إحدى الذراعين، وصعوبة الكلام. 
وذكر أن السكتة الدماغية تحدث عندما يتوقف أو يقل إمداد الدم إلى الدماغ، لذا يتوجب الإسراع للاتصال بـ 999 لإسعاف المريض فوراً إلى أقرب مركز مجهز للاستجابة للسكتات الدماغية، حيث إن الاستجابة السريعة تضمن إعادة التروية بسرعة وتعافي الدماغ وتفادي مضاعفات العجز عن الحركة أو الكلام».
وأضاف: «منذ افتتاحها، عملت مدينة الشيخ شخبوط الطبية على تطوير خدمات علاج السكتات الدماغية من خلال توفير فريق متكامل من الخبراء متعددي التخصصات، في كل من طب الأعصاب والأشعة العصبية التداخلية بالتعاون مع قسم الطوارئ والعناية المركزة وقسم العلاج الطبيعي لتشكيل فريق متخصص في تشخيص وعلاج ومتابعة حالات السكتات الدماغية على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، تلاه افتتاح جناح الأشعة التداخلية الثنائي Biplane Angio Suite لتشخيص وعلاج السكتات الدماغية الإقفارية، وتخضع هذه الخدمة لإدارة قسم الأشعة العصبية التداخلية، وهي جزء من قسم التصوير السريري، حيث يتعاون اختصاصيو الأشعة العصبية التداخلية مع وحدة السكتات الدماغية. 
وتغطي الخدمة منطقة واسعة في إمارة أبوظبي، لتقدِّم إجراءً علاجياً مهماً ومنقِذاً للأرواح يقلِّل كثيراً من الآثار السلبية طويلة المدى أو الآثار الدائمة للسكتة الدماغية، ومؤخراً تم اختيار مدينة الشيخ شخبوط الطبية مركزاً للتميز في علاج السكتة الدماغية في أبوظبي من قبل دائرة الصحة – أبوظبي، وتواصل المدينة الطبية تطوير جهودها للمساهمة في ترسيخ مكانة الإمارة وجهةً رائدةً للرعاية الصحية المتطورة في المنطقة وخارجها».
حالة مرضية
لورنا لمبى، 57 عاماً، من الفلبين مقيمة في إمارة الشارقة لما يقارب العشرين سنة، تعمل كمساعد طبيب أسنان منذ 15 سنة، تتمتع لورنا بنمط حياة نشط، فهي حريصة على ممارسة الرياضة بشكل يومي، وممارسة كرة الريشة بمعدل يومين إلى ثلاثة أيام في الأسبوع، الرياضة بالنسبة لها هواية ومتنفس للتخلص من الضغوط. 
وقالت: بدأت قصتي في أغسطس، خلال زيارتي أذربيجان للسياحة، وقبل الرحلة شعرت بتوعك، حيث توقعت أنه بسبب الإرهاق أو قلة النوم والتوتر أو ارتفاع ضغط الدم، وأن ليس علي إلا أن أخذ قسطاً من النوم للراحة. 
وأضافت: في اليوم الثالث وخلال وجودي في أذربيجان، زاد ألم الصداع بشكل كبير، واعتقدت أنه بسبب تعب السفر وقلة النوم، ولم يكن هناك أي شك بخطورة الوضع إلى أن اتصلت بابني الذي لاحظ حدوث شيء غريب فطلبت المساعدة من زميلتي التي ترافقني للتأكد من وجود أي من أعراض السكتة الدماغية، صعوبة الحديث، ضعف اليدين بحيث لم أكن قادرة على حمل جهاز الهاتف، إلى جانب تهدل الوجه، وبسرعة تأكدوا من أني مصابة بالسكتة ليتم نقلي إلى عيادة في باكو، تم علاجي بدواء لارتفاع ضغط الدم، ولكن الأعراض لم تزول.
وذكرت: في يوم عودتي إلى الإمارات، أعلمت طاقم الطائرة بوضعي الصحي وأني أعاني من صداع شديد ودوار، وفور وصولنا إلى مطار أبوظبي، كان فريق الإسعاف في انتظارنا ليتم نقلي إلى قسم الطوارئ في مدينة الشيخ شخبوط الطبية كونه مركزاً للتميز في علاج السكتة الدماغية في أبوظبي، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة من تصوير الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي وتخطيط القلب، تبين أني كنت أعاني من السكتة الدماغية ولدي جلطة دموية في الجزء الأيسر من دماغي. 
شكرا لمدينة الشيخ شخبوط الطبية 
قالت لورنا لمبى: أشكر كل الأطباء في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، وكل فريق طب الأعصاب من الأطباء والممرضين والفنيين الذين قدموا لي الرعاية والعلاج الفوري لإنقاذ حياتي، وانصح الجميع بعدم الاستهانة بخطر السكتة الدماغية، فهو مرض قد يودي بحياة المصاب به قبل أن يدرك أنه مصاب به بالفعل، علينا جميعاً أن نثقف أنفسنا بعلامات وأعراض السكتة الدماغية لنتمكن من إنقاذ الأرواح..أحمد الله على منحي هذه الفرصة لأعيش يوماً آخر، وأشكر كل الأشخاص الذين لا يترددون في إنقاذ أرواح الآخرين بغض النظر عن العمر والعرق، وأشكر مدينة الشيخ شخبوط الطبية على الرعاية الصحية التي قدمت لي من قبل خبراء في السكتة الدماغية.