لمياء الهرمودي (أبوظبي)
أكدت سارة إبراهيم شهيل، مدير عام مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية «إيواء»، أن استخدام الفن كعلاج، أثبت قدرة مذهلة على تجسيد المشاعر والتجارب والقصص التي لا تستطيع الكلمات التعبير عنها بمفردها، إذ تمكن هذا النوع من العلاج من تسخير القوة والإمكانات لتمهيد إحداث التغيير الإيجابي وتحقيق الشفاء والتمكين وإعادة التأهيل، وتحسين الصحة النفسية للأفراد، خاصة للذين يعانون من الصدمات النفسية وآثار العنف. 

جاء ذلك خلال مؤتمر العلاج بالفن الذي أطلقه المركز مؤخراً في العاصمة أبوظبي. وأوضحت إيما ميلز، اختصاصية علاج بالفن، مديرة مشروع للصحة النفسية في المملكة المتحدة لـ«الاتحاد»، أنه خلال العامين الأخيرين من إدارة مشروع علاج فني مجتمعي، شهد 80% من الأفراد الذين يخضعون للعلاج تحسناً في الثقة بأنفسهم، ما أدى إلى تقليل ملحوظ بنسبة 58% في زيارات الأطباء. يُعزى هذا النجاح إلى بروتوكول العلاج بالفن الذي يتم تنفيذه في سياق الصحة النفسية المجتمعية.
 وقالت: «خلال مشاركتي كمتحدثة في مؤتمر العلاج بالفن 2023 الذي نظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية (إيواء)، قدمت بروتوكول الصدمات المصمم من قبل الدكتور لوزاتو في عام 2021، والذي يستخدم الفن كوسيلة للتعامل مع التعرض للصدمات النفسية، ويتماشى هذا البروتوكول بسلاسة مع مبادئ الصحة النفسية المجتمعية».
وأضافت ميلز شرحاً للمراحل الثلاث الرئيسية للبروتوكول قائلة: «تمكين الفرد، وزيادة الوعي بالصدمات، واستغلال الموارد، تعتبر المراحل الرئيسة للبروتوكول. وتتم هذه المراحل من خلال ست ورش عمل متخصصة في العلاج بالفن، وتساعد كل ورشة عمل العملاء على فهم تأثير عدم التنظيم العاطفي على حياتهم، وتعزيز الأمل، والحصول على رؤية متباعدة حول تأثير الصدمات، واستغلال الموارد لتحقيق التقدم الشخصي». وشددت إيما على إمكانية تخفيض نفقات كبيرة للحكومات من خلال العلاج بالفن، خاصة في ظل التصاعد العالمي للنزاعات والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ، ما أدى إلى زيادة الضغوط على الناس، وتأثيرها على الصحة النفسية، مع مراعاة الظروف الاقتصادية للعديد من البلدان ذات الدخل المنخفض، ما يزيد الطلب على حلول فعّالة من حيث التكلفة لعلاج الصدمات.
وأشارت أيضاً إلى أن 80% من الأفراد الذين تم علاجهم أبلغوا عن زيادة في الثقة بأنفسهم، بالإضافة إلى انخفاض كبير بنسبة 58% في زيارات الأطباء. إيما تؤيد إقامة مؤتمرات تدعم هذه الفكرة والمشاركة فيها، بهدف تعزيز تبادل الخبرات في المجال وانتشار العلاج بالفن على الصعيدين المحلي والعالمي كوسيلة لزيادة إمكانية الوصول إلى الصحة النفسية.
تأهيل الحالات
شددت سارة إبراهيم شهيل على الاعتراف المتزايد بالعلاج بالفن كوسيلة فعالة في مساعدة الضحايا، وأضافت: «لقد لاحظنا من خلال التجارب العلمية على الصعيدين المحلي والعالمي أن العلاج بالفن وأشكاله المتنوعة يسهم بشكل كبير في إعادة تأهيل الحالات». وقد أثمر مشروعها المجتمعي عن مساعدة 68 حالة من ضحايا العنف والإيذاء والاتجار بالبشر خلال العام الماضي، حيث شهد العديد من الأفراد تطورات إيجابية من خلال المشاركة في العلاج بالفن.