إبراهيم سليم (أبوظبي) 
أعربت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي عن اعتزازها بنجاح البعثة الأولى من البعثات الصيفية لـ«برنامج إثراء الطلبة»، في ضوء الإنجازات اللافتة التي حققها 100 طالب وطالبة إماراتيين من المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشراكات التعليمية في الصفوف من 10 إلى 12، إذ أنه في جامعة هارفارد على سبيل المثال، نال 6 طلاب معدلاً تراكمياً 3.5 وما فوق، وحاز أربعة منهم على 3.67 وما فوق، كما حصل طالب آخر على العلامة الكاملة.
وأكدت الدائرة أن برنامج البعثات الصيفية لبرنامج إثراء الطلبة، نجح في تحقيق المستهدف منه، بما يعكس رؤية الدائرة الراسخة حول تطوير قدرات ومهارات أجيالنا الصاعدة، وتمكين الطلبة الموهوبين والطموحين، من خلال تجارب تعليمية استثنائية تمهد لهم الطريق نحو مستقبل مشرق.
وكانت دائرة التعليم والمعرفة قد أوفدت 100 طالب وطالبة إماراتيين في البرامج الصيفية بأفضل الجامعات العالمية، كان من أبرزها جامعة «هارفارد»، لتطوير قدراتهم عبر أنشطة لاصفية متنوعة في مختلف المجالات التعليمية.
وأجرت «الاتحاد» لقاءات مع بعض المبتعثين في جامعة هارفارد، للتعرف على أوجه الاستفادة من التجربة. 

بدايةً، قال سالم محمد بن تريس القمزي: «كانت تجربتي هذا الصيف في جامعة هارفارد ملهمة وغنية بالمعارف، حيث درست علم الفضاء والفلسفة السياسية، ما أسهم في تنميه مهاراتي العلمية والفكرية على حد سواء، كما حظيت بفرصة تمثيل دولتي الحبيبة، وهذا بحد ذاته مصدر فخر واعتزاز وفرصة لإثبات قدراتنا وتميزنا كإماراتيين».
وأضاف: «استحضرني في هارفارد قول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» لشباب الوطن: «أنتم جيل مهم.. نريد أن ننافس بكم دول العالم». وكانت بالنسبة لي دعوة لنا جميعاً لرفع اسم الإمارات عالياً وتقديم ما لدينا من علوم ومعارف لخدمة الوطن وتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة. وأرى نفسي اليوم جاهزاً لهذا التحدي ومستعداً لحمل راية الإمارات في سباق المنافسة والتميز». 
من جانبها، أكدت مها محمد الكثيري أن أهم فائدة لدراستي في جامعة هارفارد لمدة سبعة أسابيع هي المهارات التي اكتسبتها، وقد استفدت للغاية طوال فصل الصيف، حيث طورت نفسي شخصياً وأكاديمياً، وكان من دواعي سروري الحصول على فرصة تلقي دورتين دراسيتين جامعيتين وتجربة ذلك لأول مرة، بالإضافة إلى الاستقلالية التي تم تعزيزها بداخلي. عشت تجربة مميزة في جامعة هارفارد في أفضل المرافق وبين أفضل الأساتذة والطلبة المتميّزين، وحظيت بشرف الدراسة معهم في نفس قاعات المحاضرات ومناقشة المواضيع معهم».  

ومن جانبه قال عمر سامي الجسمي:«درست خلال وجودي في جامعة هارفارد مساقين، هما «تدقيق الرياضيات، مدخل إلى الخيال». ونال الأخير النصيب الأكبر من اهتمامي، حيث عملنا على تأليف قصص قصيرة بمساعدة الأدوات والأساسيات التي أمدنا بها الأساتذة، فضلاً عن القراءة المكثَّفة لمؤلفين عالميين مرموقين في هذا المجال. وهو ما كان له تأثير ملموس في توسيع قدراتي ومداركي، حتى فيما يتعلق بالهندسة التي كذلك تحظى باهتمامي من ناحية أخرى». 
تجربة استثنائية 
ومن جانبها أفادت عفراء صالح المنهالي بأنه خلال تجربتها الأكاديمية في جامعة هارفارد، كانت الفائدة الأكبر هي فرصة الدراسة في واحدة من أفضل وأقوى الجامعات على مستوى العالم، وقالت: بلا شك، كانت تجربة استثنائية، ألهمتني بيئة الجامعة التنافسية للسعي في تحقيق التميز الأكاديمي، وتوسيع دائرة معرفتي، وتجربة التحديات التي ربما لم أفكر فيها من قبل. 

الفضاء  
وأكد منصور الأحبابي: أتاحت لي دائرة التعليم والمعرفة الفرصة لدراسة مساقين ينسجمان مع اهتماماتي، كان أولهما الفضاء الكوني، والذي قدم شروحات علميَّة على احتمالية وجود حياة على كواكب أخرى بدلائل مثبتة من قبل متخصصين، وكان التركيز هنا على مهارات الاستنتاج والتحليل واستخلاص المعلومات بعد دراسة الأبحاث. أما المساق الثاني، فكان عن مخاطر الذكاء الاصطناعي على المجتمعات، وتحديداً انتهاك الخصوصية واستخدام المعلومات الشخصية. ما أتاح لي تشكيل صورة جديدة ومدروسة عن ضرورة التحليل والتدقيق وطرح الأسئلة بشأن أي موضوع، وأنصح الطلبة المهتمين بالمشاركة في البرنامج بالتواصل مع زملائهم من مختلف أنحاء العالم.

السلوك البشري
قال الطالب خليفة الخوري: يمكنني وصف مشواري على مدار الأسابيع السبعة بالتجربة الغنية والحافلة، درست مساق مقدمة في علم النفس، وتعرفّت من خلاله على رؤى ودراسات مكثفة عن العقل والسلوك البشري. كما درست مساق الرياضيات المنفصلة، وتحديداً نظرية المخططات والبراهين، بما في ذلك برهان الاستنتاج والاستلزام العكسي وبرهان التراجع والكثير غيرها.