دبي (الاتحاد)
وقعت وزارة التغير المناخي والبيئة مذكرة تفاهم مع شركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير) بهدف إطلاق مبادرة «صفر نفايات» العالمية والتي تهدف لحشد دول العالم من أجل تعزيز الجهود في مجال عزل الكربون المتولد من قطاع النفايات وإنشاء منصة للاقتصاد الدائري، وذلك في إطار عام الاستدامة والاستعدادات لاستضافة مؤتمر الأطراف COP28. 
وتهدف المبادرة إلى تعزيز دور دولة الإمارات في قيادة الحراك العالمي والمساهمة في الجهود الدولية لتحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 43% بحلول عام 2030 من خلال تشجيع الدول على تبني واعتماد حلول قائمة على التكنولوجيا الحديثة وإزالة الكربون من مختلف القطاعات، والتي من بينها قطاع النفايات، ودفع جهود تعزيز الاقتصاد الدائري.
جاء توقيع مذكرة التفاهم في مقر وزارة التغير المناخي والبيئة في دبي، بحضور محمد سعيد النعيمي، وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة بالوكالة، والمهندسة عذيبة القايدي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة بالوكالة، والمهندس علي الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير)، وعدد من المسؤولين من الجانبين.

وتعليقاً على التعاون، قالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة: «بينما نتطلع نحو استضافة مؤتمر الأطراف COP28، فإن دولة الإمارات حريصة على لعب دور أكبر في الجهود المناخية العالمية من خلال خفض الانبعاثات والمساهمة في الإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض عند مستوى 1.5 درجة مئوية وتجنب آثار التغيرات المناخية وحماية كوكب الأرض، وتمثل شراكاتنا مع مختلف اللاعبين الرئيسيين في مختلف القطاعات ركيزة للعب هذا الدور بشكل أكثر فاعلية، والعمل في الوقت نفسه على إيفاء الإمارات بالتزاماتها المناخية وتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050».
وأضافت معاليها: «سعداء بالتعاون مع (تدوير) في إطلاق مبادرة عالمية لإزالة الكربون من قطاع النفايات المسؤول عما يقدر بنحو 3-5% من الانبعاثات العالمية، وسنعمل من خلال هذا التعاون على حشد العالم من جديد من أجل تبني حلول عملية لاستدامة قطاع النفايات وزيادة مساهمته في خفض الانبعاثات، وهو ما سوف يعزز دور دولة الإمارات في خلق مستقبل مستدام لشعوب العالم. نثق في قدرتنا مع تدوير على إحداث تغيير ملموس في إدارة نظم النفايات في العالم، بما يخدم الأجندة الدولية البيئية والمناخية خلال الفترة المقبلة».
ومن جانبه، أكد محمد النعيمي أن التعاون مع تدوير سيلعب دور كبير في تعزيز الاقتصاد الدائري في الإمارات والعالم، وهو ما يعد مساهمة فاعلة في إدارة منظومة اقتصادية متكاملة تواكب التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.
 وأشار إلى أن مؤتمر الأطراف COP28 سيكون فرصة مهمة لدولة الإمارات وشركائها من القطاع الخاص لإبراز مشاريعهم وحلولهم الرائدة في مجال مكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال المشاريع والحلول الرائدة في مختلف القطاعات، والتي سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة وخلال المؤتمر العالمي.
وقال المهندس علي الظاهري، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير): «يعد توقيع هذه المذكرة خطوة مهمة نحو توحيد جهود القطاع للحد من ظاهرة تغير المناخ، إذ يعتبر قطاع إدارة النفايات أحد أبرز القطاعات عالمياً، ومن خلال مبادرة صفر نفايات، نهدف إلى إنشاء منصة للحوار وزيادة الوعي حول أهمية إيجاد الحلول للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن قطاع النفايات. ومن خلال شراكتنا مع وزارة التغير المناخي والبيئة وشركة رونالد برجر، نتطلع إلى إحداث التغيير الإيجابي والمساهمة في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة».
وقال هاني طعمة، الشريك الإداري في شركة رونالد برجر: «نهدف من خلال هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية إيجاد الحلول لإزالة الكربون الناتج عن قطاع إدارة النفايات، والذي يعد أحد أبرز المصادر الرئيسية للانبعاثات العالمية، وذلك لتمكين الاقتصاد العالمي من تحقيق أقصى استفادة من مواردها. وتأتي المبادرة كذلك في إطار التزامنا بإيجاد الحلول المبتكرة والمستدامة وتحويل أزمة النفايات العالمية إلى فرصة للنمو والتجديد والمرونة».
وبموجب مذكرة التفاهم، ستقوم تدوير -تحت قيادة وزارة التغير المناخي والبيئة وبالتعاون مع الجهات المعنية- بعقد جلسات نقاشية وورش عمل وبرامج توعوية لمختلف الشركاء في الإمارات والعالم حول مستهدفات الاقتصاد الدائري والإدارة المستدامة للموارد، وتسليط الضوء على أبرز الابتكارات العالمية في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عنها وصولاً للمستهدفات من هذه المبادرة.
وتركز المبادرة على التحديات التي تواجه قطاع إدارة النفايات في العالم على الرغم من تأثيرها المباشر على أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتغير المناخ، ويمكن لقطاع إدارة النفايات المساهمة في تخفيض الانبعاثات، وتحسين جودة إعادة التدوير وتقليل فقد الطعام وهدره.