مريم بوخطامين (أبوظبي)
أكد الدكتور حمد الدرمكي، الأمين العام لجائزة «محمد بن زايد لأفضل معلم»، أن 9546 معلماً ومعلمة شاركوا في الدورة الحالية، من الإمارات، والسعودية، والكويت، والبحرين، ومصر، والأردن، والمغرب، والعراق، وسوريا، وسويسرا، والنمسا، وفنلندا، حيث تأهل منهم 25 معلماً، سيتنافسون في المراكز العشرة الأولى، ونيل اللقب 4 أكتوبر المقبل.
وبيّن في حوار مع «الاتحاد»، أن الجائزة التي تشهد مشاركة واسعة في نسختها الحالية، أحدثت تغييراً جذرياً في مفهوم التنافس التربوي؛ بفضل توجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتكون بمثابة منصة عالمية تهتم بالمعلم، وتأخذ بيده وتكرس دوره المحوري في دفع عجلة التعليم قدماً.
وأكد أن الجائزة شهدت تحولات مهمة في آلية التقديم والمعايير المعتمدة، من حيث توفير منصة إلكترونية للتدريب، والسماح لمشاركة المعلمين ذوي النصاب المنخفض، وانضمام دول جديدة للمشاركة، ومبادرة سفراء الجائزة، وتقسيمها إلى مرحلتين، وتضمينها مفهوم المبادرة الريادية، وإضافة بند يتعلق بالأخوة الإنسانية، وآخر يتعلق بالسلامة الرقمية والتنمر، وكذلك الجوانب النفسية والسلوكية، وتطوير التطبيق الذكي للجائزة، وتصويت الجمهور للمعلم صاحب المبادرة المتميزة، ومشاركة المعلمين ذوي النصاب المنخفض بمقاطع فيديو تعليمية، ورفع وزن معيار التسامح ومعيار دعم المبادرات الحكومية، وإضافة بند يتعلق بدور المعلم في الاختبارات الدولية، وأخيراً الاستفادة من الخدمات الإرشادية المدرسية للطلبة.
الإبداع
وقال: «يركز معيار الإبداع والابتكار على الطرق والأساليب التي يتبعها المعلم في قيادته للعملية التعليمية من خلال طرح الممارسات التعليمية المبتكرة والفعالة التي يستخدمها مع الطلاب، سواء كان ذلك داخل الفصل أو خارجه، ووجود الابتكارات التي قدمها المعلم في مجال عمله أو خارجه، ومدى تأثيرها على البيئة المدرسية والمجتمع، سواء عددها أو ريادتها أو تطبيقها أو نتائجها أو أثرها أو تطويرها، ومشاركتها مع مدارس أخرى، وتطوير أدوات أو أنظمة ابتكارية، بالإضافة إلى ذلك وجود براءات اختراع مسجلة باسم المعلم، وتطوير أدوات أو أنظمة ابتكارية، وأدلة تطبيق المعلم لأساليب تعليمية إبداعية وقياس أثر هذه الأساليب على الطلبة، وأيضاً تعميم الأساليب الناجحة في البيئة التربوية، ووجود أبحاث ومؤلفات منشورة للمعلم، ومرتبطة بالبيئة المدرسية والمجتمع، وتحاكي قضايا تربوية أو تعليمية أو تطويرية، والأبحاث والمؤلفات وغيرها المنشورة، ويشمل ذلك عددها وريادتها وتطبيقها ونتائجها وأثرها وتطويرها، والمقالات الأكاديمية المعتمدة وأثرها على البيئة التعليمية، وعدد الاقتراحات وأثرها على البيئة التعليمية والمجتمع، كما يتضمن استخدام الوسائل والتقنيات الحديثة ومنظومات التعلم عن بُعد بفاعلية، وتسخير وسائل التعليم الذكي منها الأجهزة اللوحية، واستخدام أحدث البرامج المساعدة للتعلم عن بُعد وأثرها على الطلبة، ووجود أدلة على تثقيف الطلبة بمفهوم وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والممارسات المتميزة في التعليم باستخدام المنصات التعليمية الإلكترونية، والإبداع في تطبيق التعلم الرقمي، وتحقيق التوازن بين الأنشطة الصفية والإثرائية».
وأوضح أن معيار التطوير والتعليم المستدام يركز على استعراض جهود المعلم المبذولة للارتقاء بالتحصيل العلمي، والمبادرة الذاتية لتطوير مهاراته في مجال الاتصال واللغة والتكنولوجيا والمهارات المهنية الأخرى، مع بيان العضويات النشطة في المنظمات والمؤسسات التعليمية المحلية والعالمية المعتمدة وأثرها في تطوير مهاراته المهنية، والشهادات الأكاديمية التي حصل عليها المعلم، والجهود المبذولة للارتقاء بالتحصيل العلمي والتربوي، وكذلك الدورات أو ساعات التطوير المهني التي حصل عليها المعلم بشكل ذاتي، غير الدورات المطروحة في البرنامج التدريبي للوزارة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وأثرها في تطوير المجتمع المدرسي.
المواطنة الإيجابية
وتابع: «إن معيار المواطنة الإيجابية يعتمد على الطرق والأساليب التي يتبعها المعلم ليكون قدوة حسنة لإعداد الطلبة ليكونوا مواطنين صالحين محافظين على الهوية الوطنية، وأن يعزز القيم الأخلاقية في المجتمع، وتضمين مفاهيم المواطنة والهوية الوطنية وتاريخ الوطن في الحصّة الدراسية، وشرح ذلك بأساليب تطبيقية، وإرفاق خطط صفية تشمل الأساليب والاستراتيجيات المنفذة، ووجود أدلة على مشاركة الطلبة في الفعاليات الوطنية، ونشر مفاهيم التسامح والحوار والأخوة الإنسانية، واحترام التنوع الثقافي والعرقي، ووجود عروض تقديمية وأنشطة عن شرح التنوع الثقافي والتعايش السلمي والاحترام المتبادل والأخوة الإنسانية، الريادة المجتمعية والمهنية».
وبين أن معيار الريادة المجتمعية والمهنية يعتبر أحد الموجهات المهمة في الجائزة، إذ ترتبط بالأعمال التطوعية التي شارك المعلم في تنظيمها أو تنفيذها وفقاً لسياسة الوزارة، ومدى أثرها على المجتمع، كما يتمثل دور المعلم في تشجيع الطلبة والزملاء على ممارسة الرياضات المختلفة، وتبني مبادرات في المجال الرياضي، ومن الرياضات على سبيل المثال السباحة، الجو جيتسو، الجري وغيرها، ومبادرات أخرى، في مجال الفنون، والمساهمة في المعارض والملتقيات المتعلقة بها، والمرحلة الثانية 2022 - 2023 حيث يتنافس المتأهلون من المرحلة الأولى وفقاً لمعايير مختلفة، إضافة إلى معايير المرحلة الأولى، وهذه المعايير هي المشاريع والمبادرات، والابتكار المجتمعي، فيما تشتمل معايير الجائزة على 5 بنود رئيسة، هي التميز في الإنجاز 30%، والإبداع والابتكار 20%، والتطوير والتعلم المستدام 20%، والمواطنة الإيجابية 20%، والريادة المجتمعية والمهنية 10%. وقال: «في المرحلة الثانية من الجائزة، يتم استثمار 20 ألف درهم للمعلمين المجتازين للمرحلة الأولى في تطوير مبادرة تعليمية ريادية استثنائية، بحيث يخطط لها بشكل مدروس وفق خطوات تنفيذ واضحة ومحدد فيها الفئة المستهدفة، وكذلك الخطة التسويقية لها وآلية قياس نجاحها، وبعد الانتهاء من تنفيذ المبادرة الريادية وتوثيق أهم محطاتها، يتم نشرها خلال شهر سبتمبر الجاري في قنوات التواصل، وموقع الجائزة الإلكتروني ومختلف القنوات الإعلامية، ويتم التصويت عليها من قبل الجمهور وفقاً لمدى تأثيرها المجتمعي وأثرها على الفئة المستهدفة، وأيضاً مجالها المحلي أو الدولي».
استثنائية
جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، تضم جوائز مادية قيمة للمعلمين الفائزين، وتحديداً في المرحلة الثانية، حيث يحصل المعلم الفائز بالمركز الأول على مليون درهم، و500 ألف درهم للمركز الثاني، و350 ألف درهم للمركز الثالث.. والمعلمون من المركز الرابع إلى العاشر يحصل كل معلم منهم على 150 ألف درهم، وكذلك تم تخصيص مبالغ مالية محفزة للمعلمين في المرحلة الأولى للجائزة، من خلال معيار أفضل المشاركات في كل دولة، بواقع 50 ألف درهم، و30 ألف درهم للمعلم المتأهل، و20 ألف درهم يتم تمويل المعلمين المجتازين للمرحلة الأولى لتطوير مبادرة تعليمية ريادية استثنائية.