يعد توطين الكفاءات والخبرات الإماراتية في القطاعين الحكومي والخاص من الأولويات الرئيسية التي حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيقها طوال السنوات الماضية، من خلال تعزيز إمكانات المواطنين وتأهيلهم ليقودوا عجلة التطوير الاقتصادي، حيث وضعت الدولة أحكاماً قانونية تنظم توظيف وتدريب المواطنين في العديد من المجالات. 

وأطلقت الدولة العديد من البرامج والمبادرات التي تُعنى بتدريب المواطنين وتطوير مهاراتهم الحياتية والوظيفية، أبرزها برامج مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية "نافس" الذي أسهم منذ تأسيسه في العام 2021 في زيادة عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص من 30 ألفا إلى ما يقرب من 80 ألف مواطن، وذلك عبر تنفيذ المبادرات الوطنية الهادفة إلى دعم المواطنين في القطاع الخاص ورفع تنافسيتهم عالمياً.

وشملت الجهود والقوانين التنظيمية التي وضعتها الدولة لتحقيق نسب أعلى في التوطين لاسيما في القطاع الخاص، قرار مجلس الوزراء بشأن رفع نسب التوطين الحالية في منشآت القطاع الخاص التي تضم 50 موظفاً فأكثر بمعدل 2% سنوياً للوظائف المهارية، وذلك اعتباراً من بداية العام 2023، لتحقيق معدل زيادة إجمالي بنسبة 10% في عام 2026.

وأكد عبد الله بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حرص الدائرة على تأهيل أبناء الإمارات لشغل وظائف المستقبل، تنفيذاً لرؤية القيادة الحكيمة بالدولة، والسعي لاستقطاب المواهب الإماراتية وتأهيلها لقيادة العمل الحكومي المستقبلي.

وقال: إن حكومة دبي تولي ملف التوطين أهمية كبيرة، باعتباره أولوية وطنية تستدعي تضافر وتكامل الجهود بين جميع الجهات، وإن دائرة الموارد البشرية في حكومة دبي تواصل الاستثمار في القدرات والطاقات الشابة والعمل على بناء اقتصاد المعرفة.

بدوره يحرص "رؤية"- معرض الإمارات للوظائف، من خلال دورته الحالية المنعقدة في مركز دبي التجاري العالمي، على توفير منصة مثالية للمواطنين ممن يسعون إلى تطوير مسيرتهم المهنية، للتواصل بشكل مباشر مع نخبة من الجهات في القطاعين العام والخاص، والتعرف على الفرص الوظيفية المتاحة وتقديم طلباتهم بهدف تعزيز مشاركتهم الفاعلة في سوق العمل لقيادة اقتصاد وطني قائم على المعرفة.

وتشارك "مجموعة طيران الإمارات" في المعرض ضمن إطار التزامها بالمساهمة في جهود الدولة الرامية إلى توفير فرص وظيفية مناسبة للمواطنين في قطاع الطيران، وهو ما ينعكس من خلال استراتيجيتها لتنمية الكفاءات الوطنية "رحلتي" التي تشمل أربع مراحل تبدأ باستقطاب الكفاءات المواطنة وتطويرها ومن ثم قياس مستويات أدائها، وهي تقدّم بما ينسجم مع هذه الاستراتيجية، برنامج المنح الدراسية للمواطنين في الهندسة، والطيران، وتكنولوجيا المعلومات والتخصصات المالية، بالتعاون مع الجامعات ووزارة الموارد البشرية والتوطين ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي.

وتستعرض المجموعة خلال مشاركتها في المعرض "برنامج تسريع تطوير وتأهيل المواهب الإماراتية" "رحلتي"، الذي يعد من أحدث البرامج التي أطلقتها لتطوير الكفاءات الوطنية التي تتطلع إلى تعزيز حياتها المهنية في شركات "طيران الإمارات" و"دناتا"، والهادف إلى تعزيز وتنمية الكفاءات الوطنية بهدف استقطاب المزيد منها؛ حيث يقدم البرنامج للمواطنين أربع فرص تشمل برنامج الإقلاع التدريبي، وبرنامج المنح الدراسية العالمية للبكالوريوس، وبرنامج فلاي هاي للخريجين، وبرنامج المنح الدراسية العالمية للماجستير.

بدوره، أوضح خالد بن بريك، شريك في الخدمات الاستشارية والمسؤول عن برنامج التوطين في "بي دبليو سي الشرق الأوسط"، أن جهود الدولة مستمرة في دعم وتمكين المواهب الوطنية وصقل مهاراتها وتطويرها لتلبية الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل، لافتاً إلى تعزيز التزام الشركات تجاه المواطنين من خلال المشاركة في معارض التوظيف المحلية والعالمية عبر إطلاق برنامج التوطين "وطني" لبناء قادة الجيل القادم في الإمارات.

من جانبها أكدت شركة خدمات الطاقة الرائدة "إس إل بي"، التزامها بتوفير فرص وظيفية متنوعة للمواطنين، بالتعاون مع الجامعات، وحرصها عاى تسليط الضوء على الوظائف التي يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على الجيل القادم من المبتكرين، والعمل على تطوير فرص مجزية للمواهب الإماراتية الشابة. 

وقالت إنها ستوفر برامج توجيهية لإلهام الموظفين من الكفاءات المواطنة واستكشاف مواهبهم ليصبحوا قادة في المستقبل ويسهموا في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.

ويشكل المعرض الذي يشارك في نسخته الثانية والعشرين أكثر من 100 شركة من مختلف القطاعات، منصة للاحتفاء بالمواهب الشابة وتزويدهم بما يحتاجونه من معرفة ونقاشات لتطوير خبراتهم على نحو يتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديث، فضلاً عن أنه يسهم في دعم العديد من الشركات الرائدة في دولة الإمارات لتحقيق أهداف التوطين لديها.