سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن ما يقارب 100 ألف متعامل، استفادوا من 6 خدمات طبية وعلاجية تتوافر في عيادة المسافرين، وبرنامج فحص السمع المبكر للمواليد حديثي الولادة، وبرنامج الفحص المبكر للتشوهات القلبية الخلقية الحرجة، وخدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، والكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد، والرعاية المنزلية.
وأكد، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، بمختلف منشآتها، تعمل على تعزيز أنماط الحياة الصحية وجودة الحياة لمختلف فئات المجتمع، وتعزيز الصحة العامة.
أشار السركال إلى أن «برنامج فحص السمع المبكر للمواليد حديثي الولادة»، الذي حاز العديد من الجوائز، منها جائزةHIMSS-Awards، قدم فحوصاً لأكثر من 41 ألف مولود منذ بدء البرنامج، لافتاً إلى أنه ينفذ في كافة منشآت المؤسسة التي تقدم خدمات النساء والولادة والأطفال. ويهدف البرنامج لاكتشاف الأطفال المصابين بضعف السمع في الوقت المناسب والتشخيص الدقيق للأطفال، باعتباره نظاماً إلكترونياً متكاملاً للمواليد الجدد.
وفيما يتعلق ببرنامج «الفحص المبكر للتشوهات القلبية الخلقية الحرجة»، ذكر السركال أن المؤسسة هي الأولى عالمياً في استخدام تطبيق «Eve» الخاص بجهاز «Masimo Rad-97»، لضمان الكشف السريع وانتقال المعلومات إلكترونياً لقاعدة بيانات برنامج الفحص المبكر للتشوهات القلبية الخلقية الحرجة.
وأوضح أن هذا التطبيق الإلكتروني يعمل على جمع البيانات وتحليلها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث زودت المؤسسة جميع منشآتها الصحية بالبرنامج، لتقديم أفضل الخدمات الصحية العالمية للنساء والولادة والأطفال.
وأرجع حصول «الفحص المبكر للتشوهات القلبية الخلقية الحرجة»، على العديد من الجوائز العالمية، إلى فعاليته وقدرته على التنفيذ وبنسبة التزام 99%، وذلك من خلال بروتوكول إلكتروني ذكي لقياس نسبة تشبع الأكسجين لجميع المواليد قبل مغادرتهم المستشفى.
وأكد أهمية هذا البرنامج في تحسين نسبة التنبؤ بالمرض ووقاية حديثي الولادة من الوفاة الفجائية، والحد من المضاعفات المزمنة عند الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى تخفيف العبء المالي والاجتماعي والنفسي على المرضى وذويهم في ظل ارتفاع تكاليف إجراء عمليات تشوهات القلب.
خدمات المسافرين
وبالنسبة لصحة المسافرين، أفاد السركال، أن أكثر من 20 ألف متعامل استفادوا من خدمات صحة المسافرين، من خلال الخدمات التي توفرها ومكنتهم من الحصول على المشورة الطبية والمعلومات الهامة التي يحتاجون إليها، وتعريفهم بأنواع التطعيمات المختلفة التي قد يحتاجون إليها، بالإضافة لإعطائهم التطعيمات اللازمة، بما يتناسب مع الجهة التي يسافرون إليها، لضمان الحفاظ على صحتهم وفقاً لتوصيات مركز السيطرة على الأمراض ومنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تزويدهم بالإرشادات الوقائية ضد الأمراض المعدية لضمان صحتهم وسلامتهم.
الأطفال والمراهقون
وحول خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين التي تقدمها المؤسسة، ذكر أن عدد الزيارات لخدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين تجاوز 9 آلاف زيارة، مشيراً إلى أن تطوير خدمات تخصصية للصحة النفسية للأطفال واليافعين في مستشفى الأمل للصحة النفسية بدأ منذ عام 2018، ليصبح مركزاً متميزاً للصحة النفسية للأطفال واليافعين في المنطقة، يقدم رعاية نفسية فعالة، مبنية على الأدلة العلمية وموجهة نحو التعافي، وترتكز على إشراك المرضى والأسر.
ولفت إلى أن المؤسسة تعتمد في خطة تطوير خدمات الصحة النفسية التخصصية للأطفال واليافعين على أدلة موثوقة ومدعومة بالبحث العلمي في مستشفى الأمل للصحة النفسية، وذلك بالشراكة مع مؤسسة «مودسلي هيلث» العريقة، بالإضافة لإنشاء عيادات متخصصة للصحة النفسية للأطفال واليافعين في مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، ومستشفى عبيد الله.
وبيّن أن الفريق الطبي المتعدد التخصصات، يتألف من أطباء استشاريين واختصاصيين، ومديرة تمريض، واختصاصي علاج النطق والتخاطب، واختصاصيين اجتماعيين واختصاصيين نفسيين إكلينيكيين، بالإضافة إلى موظفين إداريين وموظفين داعمين.
وأوضح أن العيادات الخارجية للأطفال تعمل في الفترتين الصباحية والمسائية، وتقدم خدمات التقييم والعلاج، وإعادة التأهيل المتخصص للاضطرابات النفسية والسلوكية، بما يتناسب مع عمر الطفل وحاجاته النفسية والاجتماعية، بالإضافة لخدمات الطوارئ على مدار الساعة، وخدمة خط المساعدة، لتقديم الاستشارات النفسية والدعم النفسي والإرشاد الأسري من قبل اختصاصيين نفسيين مدربين وفق سياسة معتمدة تضمن السلامة والجودة.
وأفاد أن المؤسسة فعّلت عيادة أسبوعية للتوحد واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال والمراهقين في مستشفى الأمل للصحة النفسية في عام 2022، وأنشأت شبكة من العيادات الإلكترونية لخدمات الصحة النفسية المجتمعية للأطفال واليافعين في مراكز الرعاية الأولية في الإمارات الشمالية والمستشفيات العامة، لتعزيز التكامل بين خدمات الرعاية الأولية والرعاية الثانوية والثالثية، وعززت البحث العلمي في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
اضطراب التوحد
تحدث السركال عن اضطراب طيف التوحد، مؤكداً حرص المؤسسة على توفير خدمات صحية غير مسبوقة على مستوى الجودة والكفاءة والنتائج، خصوصاً فيما يتعلق بطب الأطفال بمختلف تخصصاته.
وكشف عن أن المؤسسة تمكنت، عبر خدمة الكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد في مراكز الرعاية الصحية الأولية، من توفير الفحص لـ20 ألفاً و626 طفلاً من 16 إلى 30 شهراً، وتمت إحالة الحالات الإيجابية للتقييم المتقدم والتشخيص في المستشفيات التخصصية، ومن ثم إحالتهم إلى الطب النفسي للأطفال في حال عدم وجود أسباب عضوية تؤثر على مهارات التواصل والإدراك.
كما تضمن البرنامج تدريب أطباء مراكز الرعاية على كيفية استخدام الأداة وتطبيق سياسة الإحالة والكشف المبكر لاضطراب طيف التوحد.
ولفت إلى عمل نظام إلكتروني لبرنامج الكشف المبكر للتوحد، حيث تم إدراج أداة القياس المعتمدة M-CHAT-R وآلية تحويل الحالات الإيجابية للجهات المختصة في نظام وريد، وبلغت نسبة الالتزام 97% منذ إطلاق البرنامج في عام 2022.
الرعاية المنزلية
قال الدكتور السركال، إن عدد الزيارات المنزلية التي نفذها مشروع الرعاية المنزلية بلغ 6 آلاف و899 زيارة، واستفاد 616 شخصاً، موضحاً أن أهداف مشروع خدمات الرعاية المنزلية التي توفرها المؤسسة، تتضمن توفير رعاية صحية منزلية ذات جودة عالية لكبار السن، ومن لا يستطيع الوصول إلى الخدمات الصحية، وتعزيز الشعور بتحسن الحال والأمان والراحة والمساندة في الجو العائلي مع المحافظة على هيبتهم وخصوصيتهم، والتقليل من نسبة الإصابة بالعدوى، مشيراً إلى أن تقديم الخدمة يتم في كل من إمارات الفجيرة ورأس الخيمة وعجمان.