أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم، عن مشاركة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في تجربة علمية لدراسة مُسببات الأمراض في الفضاء، في إطار خوضه لأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب على متن محطة الفضاء الدولية. أجريت هذه التجربة بالتعاون مع جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، حيث سيتم تحليل نتائج الدراسة من خلال عينات الحمض النووي للنيادي التي تم جمعها في الفضاء وعلى الأرض.
تقوم هذه التجربة بتحليل مسببات الأمراض الميكروبية التي قد تتواجد داخل محطة الفضاء الدولية، وتتم هذه العملية من خلال جمع العينات البيولوجية. وتهدف إلى تقديم فهم شامل لتأثيرات مُسببات الأمراض على نظام المناعة لدى رواد الفضاء. بعد ذلك، سيتم جمع عينات الدم من النيادي لتحليل أعمق لكيفية استجابة جهازه المناعي خلال مهمة فضائية طويلة المدى. ستوفر هذه التجربة نظرة جيدة حول نشاط مسببات الأمراض التي تسبب الجدري المائي للأطفال، والحزام الناري للبالغين مما يعرّض جهاز المناعة للمخاطر.
وحول هذه التجربة، قال عدنان الريس، مدير مهمة طموح زايد 2، برنامج الإمارات لرواد الفضاء: "من خلال هذه التجربة، نأمل أن نعزز فهمنا لبيولوجيا الفضاء ونسهم في بناء أسس قوية حول كيفية الحفاظ على مناعة رواد الفضاء بشكل أفضل أثناء فترة وجودهم في الفضاء. تعاوننا مع مركز جونسون للفضاء في هذه الدراسة ساهم بشكل كبير في توسيع فهمنا لأسباب الأمراض الفضائية، وساعدنا في المساهمة بشكل فاعل في مجال الرعاية الصحية خلال رحلات الفضاء. يُعَدُّ استخدام سلطان النيادي كحالة دراسية في هذه التجربة مثالًا يُحتذى به في مجال علوم الفضاء على الصعيدين المحلي والدولي".
تتم عملية جمع عينات من رائد الفضاء للكشف عن حالته المناعية المضطربة أثناء فترة وجوده في الفضاء، تُجمَّد هذه العينات بعد ذلك في محطة الفضاء الدولية. يتم بعد ذلك إرسال هذه العينات جنبًا إلى جنب مع العينات التي تم جمعها قبل وبعد الرحلة إلى مركز جونسون الفضائي، لتمثيل الحالة الطبيعية لجهاز المناعة في ظروف الجاذبية الأرضية. سيتم وضع هذه العينات مع نوعين مختلفين من البكتيريا، وهما البكتيريا العادية، والبكتيريا المتأثرة بالظروف الفضائية، على أن يتم دراسة هذه العينات بشكل مفصل بهدف فهم تأثير العوامل المختلفة عليها.
هذه التجربة عبارة عن دراسة استكشافية تهدف إلى تحليل تفاعل مسببات الأمراض مع جهاز المناعة البشري في الفضاء. نتائج هذه الدراسة ستساهم في تعزيز فهمنا لكيفية تفاعل جهاز المناعة مع البكتيريا العادية، وتلك المُتأثرة ببيئة الجاذبية الصغرى. سيكون لهذه الدراسة تأثير مباشر على رؤيتنا للأمور على الأرض، وستساعد في تقديم حلول طويلة الأمد لمجموعة متنوعة من الأمراض الفيروسية على الأرض وفي الفضاء على حد سواء.
يذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، الذي تتم إدارته من قِبل مركز محمد بن راشد للفضاء، يُعدّ أحد المشاريع التي يمولها صندوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، الذي يهدف إلى دعم البحث والتطوير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.