شروق عوض (دبي)
حققت المرأة الإماراتية إنجازات استثنائية، واستطاعت أن تخطو خطوات تاريخية مشرفة في مختلف الميادين طوال العقود الماضية، استمراراً للنهج الراسخ الذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإيماناً من القيادة الرشيدة بمساهمات بنات الوطن ودورهن في جهود التنمية ورفاهية البلاد، وتقديراً وتكريماً لما قدمنه لدعم مسيرة الدولة منذ تأسيسها.
مستلهمةً فكر الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ومستنيرة برؤية قيادتنا الرشيدة، تمضي الإمارات العالمية للألمنيوم في سياساتها الداعمة للمرأة وتعد من أوّل الشركات التي حرصت على زيادة مشاركتها في قطاع الصناعة، وذلك إيماناً من الشركة بقدرة المرأة على دفع عجلة الابتكار والنمو والاستدامة، مع حرصها على تطبيق مبدأ الاستدامة في جميع عملياتها والمساهمة الفعالة في دعم المجتمعات التي تعمل بها وحماية البيئة.
لبنى قاسم.. أول امرأة تعمل بنظام المناوبات
تؤكد لبنى مالك قاسم، مهندسة في قسم العمليات وأول امرأة تعمل بنظام المناوبات في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في موقع جبل علي، أن الإماراتيات دخلن مهناً كان المجتمع يعتبرها حكراً على الرجال، فتحدين الصعاب وأثبتن جدارتهن، معربة عن فخرها بالعمل في هذه المهنة وأن تكون مصدر إلهام للمرأة الإماراتية.
بدأ شغف لبنى للعمل بهذا المجال في وقت مبكر، في ظل ميلها واهتمامها بمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء خلال مراحل الدراسة، ومع استمرار شغفها بالاطلاع على آلية عمل المعدات من خلال تفكيكها وتركيبها والعمل على إصلاحها، قررت التخصص في الهندسة الميكانيكية، مؤكدة أن الإمارات الدولة التي لا تعرف المستحيل رسمت للمرأة نهجاً واضحاً وفتح أمامها آفاقاً واسعة للإبداع والابتكار لتكون شريكاً أساسياً في بناء الوطن إلى جانب الرجل في شتى الميادين.
حصلت لبنى على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الشارقة، فضلاً عن دبلوم مهني في إدارة المشروعات الصغيرة، وخلال دراستها جمعت لبنى بين المعرفة النظرية والخبرة العملية لتشكيل مسار وظيفي هادف، مؤكدةً حرص القيادة الرشيدة على توفير برامج تخصصية مهنية تستهدف تمكين المرأة للعمل في شتى المجالات، مضيفة: «تركز حكومتنا الرشيدة على التوازن بين الجنسين، لذلك تدعم شركة الإمارات العالمية للألمنيوم المبادرة الحكومية من خلال تمكين المرأة لتتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة بما في ذلك في قطاعات الهندسة والعلوم والطب».
وتقول لبنى: «بالنظر إلى المستقبل، أرى نفسي جزءاً من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وأسعى باستمرار لتطوير حياتي المهنية مع مواصلة شغفي للتعلم والمساهمة في تحقيق رؤية الشركة وأهدافها، حيث أطمح لأن أكون نموذجاً يحتذى به لجميع النساء العاملات في الشركة»، مؤكدة أن المرأة الإماراتيةَ شريك فاعل في مسيرة التنمية والتطور بفضل سياسات تمكين المرأة وتذليل الصعوبات أمام مشاركتها في كل المجالات، لتكون عنصراً فاعلاً ورائداً في التنمية المستدامة، ونموذجاً مشرفاً في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
العنود الكلباني.. شاركت في أكبر هاكاثون عالمي مع وكالة «ناسا»
تلقت العنود خليفة الكلباني، مهندس متدرب في خطوط الإنتاج في الشركة، العديد من البرامج التدريبية في مجموعة من الشركات والهيئات الحكومية في الدولة، كما شاركت في أكبر هاكاثون عالمي مع وكالة «ناسا» كونها قائدة لفريق الإمارات، فضلاً عن إتمامها لأكثر من 100 ساعة تطوعية، وهي الآن مهندسة في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وأول امرأة تنضم للعمل والإشراف على وحدات إنتاج الألمنيوم بما في ذلك مهام متعددة تشمل التعامل مع الآليات الثقيلة.
تواصل شركة الإمارات العالمية للألمنيوم التزامها الكبير تجاه ممارسات تمكين المرأة في العمل، هذه السياسة التي انتهجتها الشركة، ساعدت الكلباني على تخطي الصعاب في بداية مراحل عملها، مضيفة «في البداية، كان من الصعب عليّ التكيف مع بيئة العمل في قطاع صناعة الألمنيوم، ولكن بدعم من الشركة، تغلبت على التحديات الأولية واكتسبت الكثير من الخبرة في العمل وقمت بتطوير المهارات اللازمة لمواصلة مسيرتي المهنية».
تمكنت الكلباني من التغلب على الصعوبات التي واجهتها في بداية حياتها العملية، وتحقيق التوازن بين منزلها وحياتها العملية، بفضل إصرارها على النجاح، وما لقيته من دعم ومساندة كبيرين من عائلتها، مؤكدة: «شعرت عائلتي بالفخر والسعادة لاختياري هذا المجال، ووقفت إلى جانبي لتحقيق أحلامي، لأنهم مؤمنون بقدرتي على تحقيق الأفضل كمهندسة في هذا المجال». وتضيف: «لقد قدمت الشركة كل الدعم المطلوب لتطوير مهاراتي لأصبح مهندسة إماراتية تمارس عملها على أكمل وجه في المصنع، حيث شاركت في العديد من الدورات التدريبية، الأمر الذي عزز بشكل تدريجي من معرفتي ومهاراتي القيادية».
ترى الكلباني أن تميز المرأة الإماراتية نموذج عالمي يحتذى به، بفضل الدعم والاهتمام المتواصل من قبل القيادة الرشيدة حيث تشغل المرأة اليوم العديد من المناصب المرموقة على مستوى الدولة في المؤسسات العامة والخاصة، وعليه ستظل المرأة عنصراً أساسياً في عملية التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة المستقبل.
وتقول: «ما يحفزني دائماً هو الشعور بالتقدير والرضا تجاه علمي، خصوصاً بعد إكمال أي مهمة أو مشروع يتم تكليفي به، ذلك ما يدفعني لتقديم المزيد والتميز بوتيرة مستمرة»، مشيرة إلى أهمية التوازن المثالي بين العمل والحياة بشكل متناغم، بما في ذلك الالتزامات المتعلقة بالأسرة وأولويات العمل فضلاً عن الصحة والترفيه.
القايدي.. اختبار شامل للمنتجات لضمان الجودة
تخرجت ميثاء راشد القايدي، مهندس كيميائي أول في الشركة، في الجامعة الأميركية في الشارقة عام 2014 بتخصص مزدوج، بكالوريوس الكيمياء إلى جانب العلوم البيئية، كما أنها نالت درجة الماجستير في الكيمياء من جامعة «سري» في المملكة المتحدة عام 2015. التحقت القايدي بالعمل في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم في عام 2018، وانضمت إلى مختبر تطوير وتحسين العمليات التقنية، لتشارك وتتولى مهام تشغيل العديد من المعدات في المختبر، كما أنها كانت جزءاً من الفريق الذي قدم الدعم لفريق هندسة العمليات أثناء تشغيل أول آلة لعمليات التكليس الخاصة بتكرير الألومينا. وتقول القايدي، إن عملها في الشركة يتمثل بشكل أساسي في التركيز على تطوير وتنفيذ الأساليب والتقنيات التحليلية المبتكرة، وتقديم الدعم لفريق تطوير وتحسين العمليات التقنية من خلال إجراء اختبار شامل للمنتجات، مع ضمان جمع وتحليل موثوق للبيانات لتعزيز عملية تكرير الألومينا.
وتضيف: حصلت أيضاً على شهادة الحزام الأخضر لـ«سداسية سيغما» التي تسمح لي باستخدام الأدوات الإحصائية في تحديد العيوب في العمليات المعملية وتنفيذ تدابير للتحكم وضمان الجودة والتحسين المستمر.
المناصب الإشرافية
وفي سياق خطة طموحة، أعلنت الشركة التي يبلغ عدد النساء اللواتي يعملن فيها أكثر من 400 امرأة حول العالم، في مناصب متفاوتة من بين المناصب الفنية وصولاً للتنفيذية القيادية، عزمها زيادة نسبة النساء في المناصب الإشرافية في دولة الإمارات إلى 25% بحلول العام 2025، ارتفاعاً من 18% حالياً، من ضمنهن عضوتان في الإدارة التنفيذية للشركة، وفي سبيل تحقيق ذلك بدأت الشركة تنفيذ برنامج توجيهي للنساء بقيادة كبار التنفيذيين في الشركة، يركز على التطوير الشخصي والنمو الوظيفي.
وتعتبر الإمارات العالمية للألمنيوم شريكاً في «آرورا 50»، المبادرة المحلية المعنية بتطوير خبرات النساء اللازمة لشغل مناصب على مستوى المجالس الإدارية، كما أطلقت الشركة العام الماضي «شبكة المرأة»، وهي منصة لجميع النساء في مختلف مستويات الشركة لمشاركة إنجازاتهن وتحدياتهن، وتعزيز التطور والنمو المهني أيضاً.