بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، كتبت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون:
يحلّ يوم المرأة الإماراتية في 28 أغسطس من كل عام، واعداً بكل خير، معبراً عن عظيم الإنجاز طوال سنوات عديدة مضت، في دولةٍ وعت مبكراً معنى أن تكون المرأة الإماراتية صانعةً للهوية، مدرسةً للأجيال.
وإنّ احتفالنا بهذا اليوم، لم يكن ليعكس هذه الدلالات العظيمة، والمشاعر الغامرة بالاعتزاز والفخر، إلا بريادة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، حفظها الله، ومسيرة عطائها في محبة الإنسانية، وحرصها على تمكين المرأة، ونهج زايد الخير.
مثّلت سمو الشيخة فاطمة، حفظها الله، على الدوام دانة فكرٍ ومصدر ثقافة وإلهام، والتزمت سموّها أعباء النهضة الإماراتية بوعي حضاري، حتى أصبحت هذه الثقافة متأصلة لدى المرأة الإماراتية، منذ البدايات الأولى مع تأسيس جمعية المرأة الظبيانية، كأول جمعية نسائية في أبوظبي في 8 فبراير 1973م، وصولاً إلى يومنا هذا، وما نشهده من تمكين للمرأة الإماراتية، بقرارها واختيارها، وشراكتها الوطنية، في رسم السياسات، وصناعة القرار، بإبداع وابتكار، ودور ملهم، مساهمةً فاعلةً في مسيرة التنمية وبناء الوطن والحضور العالمي وقيادة حوار الثقافات.
ولنا أن نستعرض القفزة الهائلة التي حققتها الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية، في مؤشرات تمكين المرأة، كعنصر أساسي في النهضة الحديثة، مشاركةً في كل قطاعات الحياة، في العلوم والفضاء، والتكنولوجيا والهندسة والطيران، والرياضيات والطاقة النووية. أما في مجال الثقافة والفنون، أساس الحضارة والفكر المتجدد، فقد برزت المرأة الإماراتية، في ميادين الثقافة والصناعات الإبداعية، سفيرةً للإمارات إلى العالم.
وكلّ ذلك إنما تحقّق برعاية أم الإمارات ودعمها، وهي القائلة: «المرأة اليوم تعيش عصرها الذهبي في كل الميادين وعلى كل الأصعدة، ونحن مستمرون في دعمها وإمدادها بكل ما تحتاج لتكون دائماً على قدر المأمول لها من مستويات التميز، لتظل ابنة الإمارات، مشعل إنجازٍ، وساريةَ علم وأخلاق».
رسالةٌ ورؤية، وتفانٍ لا محدود، هي فاطمة الخير ممكنة ابنة الإمارات التي غدت مثار إعجاب العالم وتقديره.
في يوم المرأة الإماراتية، أرفع أسمى التهاني إلى مقام سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، وإنها لمناسبة غالية، أستعيد فيها كل لحظات التوجيه والرعاية والاهتمام من سموّها، بشخصيتها الاستثنائية، ممتنةً لهذا القدر من الإلهام، والقيم الشخصية التي رسّختها فينا، من الاستثمار في الإنسان والتنمية المستدامة، من التواضع والرحمة والمحبة والأخوة الإنسانية، والوعي بأهمية العلم والمعرفة، والفكر، والثقافة، والكلمة.
هكذا علّمتنا أمّ الإمارات، أن تعطي ابنة هذا الوطن، بكلّ سخاء، وتعمل لتحقيق أجمل ما حلمت به، ساعيةً لإسعاد الآخر بكلِّ ثقةٍ وأمل، بقيادة وتمكين، بعطاء الأم التي تبني أمماً.