عبدالله أبوضيف (القاهرة)

شهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات وإثيوبيا تطوراً كبيراً وانتقلت إلى مستوى من العلاقات الاستراتيجية يتم فيها التواصل والتعاون، كما تتسم العلاقات بتوافق الرؤى في مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وهو ما أكده سياسيون وخبراء إثيوبيون.
وأشاد هؤلاء الخبراء بحجم المشروعات التنموية التي دعمتها الإمارات خلال السنوات الأخيرة والتي تهدف إلى تحسين معيشة أكثر من 5 ملايين إثيوبي تقريباً في القرى النائية الأمر الذي جعل الإمارات تمثل دولة المحبة والسلام بالنسبة للشعب الإثيوبي، وتوطد العمق العربي في البلاد الأفريقية التي تعتبر إثيوبيا من أهم وأكبر بلدانها.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي الإثيوبي، عبد الشكور عبد الصمد، إن دولة الإمارات شريك أساسي ورائد في تنفيذ المشروعات التنموية في مختلف المجالات سواء اقتصادية أو زراعية أو تعليمية.
وأضاف المحلل السياسي الإثيوبي أن المشروعات التنموية حققت استفادة حقيقية للشعب الإثيوبي، والذي يعتبر الإمارات شريكاً رئيساً ليس للحكومة فقط، وإنما للشعب أيضاً، خصوصاً وأنه المستفيد الأكبر من هذه المشروعات الممتدة في مختلف أنحاء الدولة الإثيوبية.
وتعتبر مشروعات توفير مياه الشرب الآمنة من أهم المشروعات التنموية التي أطلقتها الإمارات داخل قرى «واليسا» و«هولت» و«جاتو» في منطقة ديراشي الجنوبية في إثيوبيا والتي تأتي ضمن أعمال المبادرة الإنسانية الرائدة «ما بعد 2020»، التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة بالتعاون مع عدد من الشركاء.
وساهمت المبادرة في خدمة الآلاف من السكان في القرى الإثيوبية، وذلك بتركيب مضخات تعمل بالطاقة الشمسية على 6 آبار في هذه القرى، وهو ما ساهم في تحسين الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه، وهو الأمر الذي ساهم في تحسين حياة نحو 5 مليون إثيوبي بحسب المبادرة.
ويؤكد المحلل السياسي الإثيوبي، عبد الصمد، أن المشروعات التنموية الإماراتية داخل إثيوبيا مستمرة منذ ثلاثة عقود، وتتضمن برامج الدعم والإغاثة في أوقات الحاجة والكوارث، وبرامج الدعم والبني التحتية في التعليم والتدريب وبناء القدرات والصحة إلى جانب الدعم الاقتصادي المباشر وخاصة في ظل التغيير الحالي، حيث قدمت الإمارات مبلغ 3 مليارات دولار وديعة في البنك المركزي الإثيوبي، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتميزة بين البلدين، حيث توجد استثمارات إماراتية كبيرة.
في سياق متصل، قال المحلل السياسي الإثيوبي، موسى شيخو، إن العلاقات الإثيوبية الإماراتية متجذرة، وقد دأبت الإمارات بشكل دائم على تنفيذ مشروعات تنموية في كل الربوع الإثيوبية حيث يعد الهلال الأحمر الإماراتي من أكثر المنظمات النشطة في الأراضي الإثيوبية لدعم التنمية والمشروعات الإنسانية المختلفة، والتي تسهم في تحسين معيشة الشعب الإثيوبي.
وأضاف المحلل السياسي الإثيوبي، أن النموذج الإماراتي في التعاون مع البلدان الإفريقية، لاسيما إثيوبيا يعد نموذجاً يحتذى به عالمياً، لاسيما وأنه يعود بشكل مباشر على الشعوب التي تبقى علاقتها أقوى وأشمل وأكثر تجذراً وامتداداً، وهو الأمر الذي نجحت فيه دولة الإمارات بشكل كبير.
وأشار شيخو إلى أن الشعب الإثيوبي ينظر إلى القيادة الرشيدة في دولة الإمارات كأحد أهم الداعمين له على مدار السنوات الماضية، ويأمل أن تستمر المشروعات التنموية التي تهدف إلى تحسين المعيشة بشكل كبير من خلال المنظمات الإنسانية الإماراتية والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من مشروعات التنمية في إثيوبيا بشكل عام، وليس مناطق بعينها حيث نجحت بالفعل في تأصيل وجودها والأهم كسب محبة الشعب الإثيوبي لعملها ودعمه بشكل كامل.
وتظهر قيمة المشروعات التنموية الإماراتية في إثيوبيا، بحسب الخبير السياسي صامويل مولا، في أن مشروعات التنمية الأخيرة التي استهدفت قرى واليسا وهولت وجاتو في منطقة منخفضة عن سطح البحر تندر فيها مياه الشرب حيث عانى لفترات طويلة سكان هذه المناطق من شح المياه غير الآمنة والملوثة بشكل واضح.