إبراهيم سليم (أبوظبي)
أنهى 13 طالباً إماراتياً برنامجاً تدريبياً داخلياً قي اليابان، في 7 شركات يابانية مرموقة، ضمن برنامج الابتعاث الخارجي الصيفي في اليابان الموجه للطلبة الإماراتيين، حسبما أعلن مركز اليابان للتعاون الدولي (جايس) مكتب أبوظبي، وتجاوز عدد الطلبة المستفيدين من هذا البرنامج 100 طالب وطالبة، منذ تنفيذ البرنامج.
وأكد أكيو إيسوماتا، سفير اليابان لدى الدولة، عمق العلاقات اليابانية الإماراتية، منوهاً إلى أهمية برنامج الابتعاث الخارجي الصيفي في اليابان الموجه للطلبة الإماراتيين. وأوضح أن البرنامج له العديد من الفوائد على المدى القريب والبعيد، مشيراً إلى تعزيز العلاقات مع دولة الإمارات.
ودعا السفير الياباني الشركات اليابانية الكبرى المشاركة إلي زيادة أعداد الطلاب المتدربين، وتقديم الدعم اللازم من أجل التعرف على الثقافة اليابانية والتطور الصناعي والتقني في اليابان. وثمَّن السفير الياباني في كلمته التي ألقاها أمام خريجي البرنامج الذين استعرضوا نتائج ابتعاثهم العملي، هذه الشراكة بين البلدين، وتبادل الخبرات، معرباً عن سعادته بما حققه الطلبة من استفادة خلال الفترة التي قضوها في اليابان، ووجَّه التهنئة للطلاب الإماراتيين الذين تخرجوا في البرنامج، كما تحدث معهم عن الاستفادة التي تحققت لهم من خلال التدريب، وقدم الطلبة عروضاً وتقارير حول أبحاثهم وخبراتهم المكتسبة من البرنامج، خلال هذا الحدث، وتم منحهم شهادة إتمام برنامج.
خبرة عملية
وقد وفرت برنامج الابتعاث الخارجي الصيفي في اليابان للمشاركين على مدار 8 أسابيع، خبرة عملية وفرص بحث لا تقدر بثمن في شركات التكنولوجية المتطورة في اليابان، وأتاحت في الوقت نفسه منصة مهمة للمتدربين للتعرف على أوجه الثقافة اليابانية وحضور دروس تعلم اللغة اليابانية.
حيث صُممت برامج التدريب التي نسقها مركز اليابان للتعاون الدولي بهدف تعزيز تنمية المواهب الإماراتية الواعدة في مجالات الكيمياء والكهرباء والميكانيكا والهندسة والبترول والطاقة المتجددة، كما حرص مركز اليابان للتعاون الدولي و-برعاية وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية- على تنفيذ برنامج الابتعاث الخارجي الصيفي في اليابان لطلبة الجامعات الإماراتيين منذ العام 2012. وفي حين نظم البرنامج عبر الإنترنت بين عامي 2021 و2022، وتم استئناف تنظيم وتنفيذ البرنامج بالشكل المعهود هذا العام 2023.
تعاون طويل الأمد
وتمكن برنامج الابتعاث الخارجي الصيفي في اليابان من استضافة أكثر من 100 طالب وطالبة إماراتيين حتى الآن. وضمت مجموعة هذا العام 13 طالباً إماراتياً، من بينهم 7 طالبات من مؤسسات مرموقة مثل جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا (KU)، وكليات التقنية العليا (HCT)، وجامعة زايد (ZU)، حيث قدم البرنامج 3 أنماط من تجارب التدريب الداخلي: التدريب الكامل في اليابان، أو في الإمارات، أو البرنامج المشترك الممتد لـ 4 أسابيع في اليابان، و4 أسابيع في الإمارات.
يهدف البرنامج إلى إفادة الطلبة المشاركين والمساهمة في إقامة تعاون طويل الأمد بين الصناعة والأوساط الأكاديمية في إطار مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة (CSPI) بين الإمارات العربية المتحدة واليابان بتاريخ شهر أبريل من العام 2018، والتي تهدف إلى إقامة علاقات منفعة متبادلة بين كلا المجتمعين.
بدأ البرنامج بدورات تمهيدية عقدت عبر الإنترنت في مقر مركز اليابان للتعاون الدولي، غطت مهارات اللغة اليابانية الأساسية، وآداب العمل، وآداب السلوك، وبعد فترة التدريب التي استمرت لمدة 8 أسابيع في المنظمات المضيفة.
التدريب العملي
وقال المبتعث محمد متعب المحيربي، طالب في السنة النهائية في كلية التقنية، تخصص الهندسة المدنية: «أتقدم بجزيل الشكر لحكومة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة ولوزارة الخارجية على جهودها المبذولة في تقوية علاقة الدولة بالدول الأخرى، مع توفير الفرص للابتعاث الخارجي كطلاب في الجامعات الحكومية للحصول على رعاية من قبل وزارة الاقتصاد في اليابان، لأخذ التدريب العملي في اليابان مع شركات ومصانع يابانية كبرنامج وطني لزيادة التعاون بين الدولتين.
وقال: «عملت على نشر ثقافة الإمارات في اليابان من خلال البرنامج، وحظيت بالتدريب العملي في مصنع تاكيناكا لمدة شهرين والتي اتخذ مكانها في الإمارات واليابان، تعلمت من خلال التجربة الثقافية اليابانية ولغتها، بيئة العمل لديهم، وآلية العمل في المصانع والشركات، وأسهمت هذه التجربة في تطوير مهاراتي في التواصل، وحل المشاكل عن طريق كسر الحواجز المعيقة في العيش في بيئة مختلفة، وأتمنى من إخواني الطلبة استغلال فرصة الصيف في التدريب العملي، سواءً كان داخل أو خارج البلاد لزيادة خبرتهم وتطلعهم على ما سيكون أمامهم في الحياة الوظيفية مستقبلاً، أتمنى للجميع التوفيق والنجاح».
صقل المهارات
من جانبها، ثمَّنت علياء الزعابي بكالوريوس سياحة وتواصل ثقافي «جامعة زايد»، جهود الحكومة في سعيها نحو تمكين أبنائها في مختلف المجالات، وقال: «سعدت جداً بفترة الابتعاث التي مكنتني من صقل مهاراتي، والتعرف على بيئات العمل، وكيفية إنجازه بهدوء، خاصة أنها شركة عالمية تضم عدداً كبيراً من مختلف الجنسيات، ومكثت ضمن فريق الموارد البشرية للشركة وهي فرصة لمعايشة بيئة عمل تختلف عن البيئة التي تربينا عليها».
ومن جانبها، قالت فاطمة الشحي، طالبة هندسة كهربائية من كلية التقنية العليا: «التحقت في برنامج jice للتدريب العملي مع شركات يابانية، وقضيتُ شهراً في اليابان وشهراً في الإمارات. والبرنامج فرصة تعلمتُ فيها العديد من المهارات الحياتية والعملية وعشت تجربة الحياة العملية في اليابان».
وتدربتُ في اليابان، مع شركة JFE Steel Corporation. وقمنا بزيارة عدد من المصانع ورأيتُ عملية صناعة الحديد من المواد الخام حتى المنتج النهائي. تُعد JFE ثاني أكبر شركة للحديد في اليابان ولها دورٌ في مشاريعٍ كبيرة مثل Tokyo Sky Tree وشبكة سكك قطار الطلقة وغيرها، و في كل يوم كنت أزور مرحلة من مراحل صنع الحديد في مصانع الشركة.
وفي شركة الغربية للأنابيب في أبوظبي (تعاون بين JFE وصناعات)، حيث يُصنعون الأنابيب من صفائح الحديد، تعلمتُ عن الآليات والبرمجة، وكيفية الصيانة الدورية للحفاظ عليها وزرت غرف الكهرباء.
أشياء جديدة
وقالت عائشة عبد الناصر الكثيري، وهي طالبة بجامعة خليفة الهندسة الميكانيكي، إنها استفادت من تجربة التدريب على المستويين الشخصي والمهني خلال الفترة التي قضتها في التدرب لدى شركة «ميتسوبيشي للصناعات الثقيل».. لقد كان هذا البرنامج التدريبي تجربة مميزة غيرت حياتي وساعدتني على تعلم الكثير من الأشياء الجديدة وتطوير مداركي ومهاراتي، سواء على المستوى الشخصي أو من حيث تطلعاتي المهنية، وبالعمل جنباً إلى جنب والتعلم من مجموعة متنوعة من المهندسين في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة اكتسبت فهماً أعمق للأدوار الهندسية المختلفة والمواضيع، مما سمح لي بتحديد المجالات التي تتوافق حقًا مع اهتماماتي. ولقد ساهمت مشاركتي الفعالة في الأقسام المختلفة داخل الشركة في توسيع معرفتي ومهاراتي، وكنت جد سعيدة بالمساهمة بأفكاري وجهودي في مشاريع هادفة زادت من شغفي بالهندسة.
وأضافت: «عزز هذا التدريب من ميولي القوية نحو دراسة الميكنة التوربينية والموضوعات ذات الصلة بديناميكيات السوائل، وأكدت لي التجارب العملية والتعرف على التطبيقات الواقعية أنه هذا هو المسار الذي أريد اتباعه.. أنا ممتنة للغاية للدعم والتوجيه الذي قدمه لي الموجهون في شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة والذين لم يشجعوني فقط على النمو كمهندسة ولكن أيضاً جعلوا من إقامتي في اليابان تجربة ممتعة للغاية». وتابعت: «بشكل عام، كانت تجربة التدريب هذه نقطة تحول في رحلتي الأكاديمية والمهنية، وأنا متحمسة لنقل الدروس والخبرات القيمة المكتسبة من هذا البرنامج مع زملائي وجميع من أعرفهم».
تقنيات متطورة
وعبر أحمد عبد الله، طالب الهندسة الكهربائية في كليات التقنية العليا، عن اعتزازه برحلته كمتدرب في شركة «جي إف إي كوربوريشن»، إحدى أكبر الشركات المصنعة في اليابان، وذلك أثناء وجوده في مدينة فوكوياما الواقعة في المنطقة الغربية الساحرة في اليابان. وقال: «كلما فكرت بتجربتي في فترة التدريب، أشعر بالحماس لكوني أساهم في تعزيز العلاقة بين اليابان والإمارات العربية المتحدة، وأنا على يقين بأن كل بلد لديه شيء لا يمتلكه الآخر، والعمل معاً يملأ الفجوات ويبني الفرص، وأنا متحمس للغاية بشأن تعزيز العلاقات الدولية، وأعتقد أنه سيخلق مستقبلاً أكثر إشراقاً وتأثيراً إيجابياً في المشهد العالمي».
خلال رحلته التدريبية، لم يكتسب أحمد مهارات هندسية جديدة فحسب، بل تعلم التقنيات المتطورة في «جي إف إي ستيل»، وتعرف عن قرب على جوهر التراث الثقافي لليابان. وأضاف أحمد عبد الله: «شكل تدريبي في (جي إف إي كوربوريشن) نقطة تحول، فقد زودني برؤى لا تقدر بثمن في عالم الهندسة الكهربائية، وأتاح لي التعرف عن قرب على أعمال أكبر شركات التصنيع في اليابان. لقد كانت تجربة العيش والعمل في مدينة فوكوياما شيئاً مثيراً للاهتمام ويخلد في ذاكرتي، كما عززت تقديري للتبادل الثقافي الذي حدث خلال فترة التدريب».
اكتساب رؤى قيمة في الصناعة
أعرب أحمد عبدالله عن امتنانه لمرشديه في «جي إف إي ستيل» لدعمهم وتشجيعهم له طوال فترة التدريب، ما سمح له باكتساب رؤى قيمة في الصناعة وتعزيز علاقات هادفة مع المهنيين في مجاله.
ومع ختام فترة تدريبه، يتطلع أحمد عبدالله إلى تطبيق المعرفة والخبرات التي اكتسبها لتعزيز مساعيه الأكاديمية والمساهمة في النهوض بالهندسة الكهربائية في الإمارات العربية المتحدة.
تطوير متبادل للخبرات البشرية والعلاقات بين البلدين
أشاد توكويا كاناموري، العضو المنتدب في مركز اليابان للتعاون الدولي في أبوظبي، بنجاح البرنامج التدريبي، مؤكداً أن ألمع الطلبة في الإمارات العربية المتحدة عززوا فطنتهم الفنية والتعليمية وبمعرفته بالثقافة اليابانية في بعض من أهم الشركات اليابانية المرموقة. وأعرب توكويا كاناموري عن ثقته بأن يقوم الطلبة بتطبيق ما تعلموه للمساهمة في تعزيز نهضة وازدهار دولة الإمارات العربية المتحدة، وقال: «إنه يتطلع للمزيد من التطوير المتبادل للخبرات البشرية والعلاقات بين البلدين».