أكدت حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين أن النهوض بالتوازن بين الجنسين أولوية طويلة الأمد لدولة الإمارات وأن المرأة تلعب دوراً حيوياً في تحقيق الازدهار والاستقرار وتسهم بفعالية في النمو الاقتصادي المستدام.
جاء ذلك بمناسبة مشاركة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، ممثلاً لدولة الإمارات، في المؤتمر الوزاري حول تمكين المرأة بمجموعة العشرين، الذي عقد في ولاية غوجارات بالهند خلال الفترة من 2 إلى 4 أغسطس الحالي تحت شعار "المرأة في قيادة التنمية الشاملة كنقطة تحول بين الأجيال" إلى جانب مشاركته في اجتماعات لجنة التمكين بمجموعة العشرين في الأول من الشهر الحالي وتم خلالهما تناول العديد من الموضوعات المتعلقة بالمرأة وأهمية تعزيز دورها بجميع المجالات من أجل غدٍ أفضل للبشرية، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء بمجموعة العشرين والدول المدعوة والمنظمات الدولية، تلبية لدعوة رسمية من جمهورية الهند التي تترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين.
وعبرت سموها عن حرص دولة الإمارات على مشاركة المجتمع الدولي مسيرتها الناجحة في التوازن بين الجنسين، والتي شهدت تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة نتيجة لدعم القيادة الرشيدة وتعزيز الأطر القانونية والتشريعية الداعمة، مشيرةً إلى أن هناك الكثير من التشريعات والسياسات التي تم إصدارها في السنوات الأخيرة، والتي تعزز نهج التوازن بين الجنسين الذي اتبعته الدولة منذ تأسيسها وأسهمت في رفع تنافسية الإمارات عالمياً بهذا الملف الحيوي.
وقالت إن الإمارات، وفي إطار نهجها التعاوني الدائم، ترحب بالتعاون وتبادل المعرفة والابتكار مع أعضاء مجموعة العشرين والشركاء الدوليين لوضع استراتيجيات قابلة للتنفيذ تعمل على تعزيز عالم أكثر إنصافًا وشمولية للجميع.
وأشادت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم بجهود وزارة الخارجية في التعريف بإنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التوازن بين الجنسين في المحافل الدولية والمساهمة الفاعلة للوزارة في تعزيز الشراكات العالمية للمجلس من خلال بعثاتها الدبلوماسية بمختلف دول العالم والمنظمات الدولية.
وثمنت سموها جهود لجنة التمكين لمجموعة العشرين، التي أسهمت في إيجاد علاقات قوية بين الدول الأعضاء والتزامات بحلول جديدة للتحديات المعقدة.
وأضافت سموها: "مع اقترابنا من تنظيم الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP 28) الذي تستضيفه دولة الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين تولي الدولة أولوية حيوية لإدخال المرأة في قلب عملية صنع القرار العالمية"، مؤكدةً أن هذه اللحظة المحورية تمثل فرصة لتحقيق تقدم سريع وتحولي في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العمل المناخي وتمكين المرأة من أجل التنمية المستدامة.
وعبرت عن التطلع لتسريع تمكين المرأة وزيادة دورها في العمل المناخي من خلال البناء على قوة الثقافة والتمكين التي تمت مناقشتها في المؤتمر الوزاري للتمكين بمجموعة العشرين. كان وفد المجلس، برئاسة حنان منصور أهلي عضو مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، مدير عام المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، وبمشاركة آيات السالمي مدير مشاريع رئيسي في المجلس، قد استعرض مسيرة واستراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات، وبحث مع ممثلي عدد من الدول والمنظمات المشاركة في اجتماعات لجنة التمكين بمجموعة العشرين فرص التعاون المشترك لتعزيز التعاون على مستوى دول المجموعة.
وألقت حنان أهلي كلمة دولة الإمارات في المؤتمر الوزاري حول التمكين والتي أكدت أن الإمارات تؤمن بأن تمكين النساء العاملات ورائدات الأعمال بطريقة مستدامة يتطلب تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية دور المرأة، فضلاً عن بناء بنية سياسية وتشريعية قوية لتعميم التوازن بين الجنسين في جميع القطاعات. وقالت، في كلمتها خلال جلسة رئيسية بالمؤتمر ناقشت العلاقة بين الاقتصاد والثقافة وتأثيرهما على تمكين المرأة، إن الاعتماد على البيانات المصنفة حسب النوع الاجتماعي عامل تمكين رئيس في استراتيجية التوازن بين الجنسين في دولة الإمارات 2026، التي تؤكد في ذات الوقت أهمية إشراك رائدات الأعمال وتمكينهن، مشيرةً إلى أن الإمارات بدأت في تطبيق برنامج تجريبي للموازنة المستجيبة للنوع الاجتماعي، تم فيه استخدام بيانات النوع الاجتماعي والسكان لتحديد فرص إعادة تخصيص التمويل وبناء مبادرات جديدة لتجهيز ودعم وتمويل رائدات الأعمال. وأكدت أن مثل هذا النهج المنظم في جمع البيانات هو أفضل ممارسة لبناء بنية تحتية مالية واقتصادية وحكومية أكثر استجابة للنوع الاجتماعي.
وأضافت أن دولة الإمارات تؤمن بأن الاقتصاد القوي والثقافة الصحيحة ضروريان للنهوض بالمرأة وتوفير فرص النجاح لها، مشيرةً إلى أن الاقتصادات المتوازنة بين الجنسين تحتاج إلى الإدماج العادل للمرأة في المجال الاقتصادي لاسيما رائدات الأعمال من خلال التزام ثابت ببناء الثقافة الصحيحة والوعي المجتمعي والبيئة القانونية والسياسية الداعمة، التي تمكن النساء والبلدان من الوصول إلى الإمكانات الكاملة وتحفيز الابتكار الحقيقي.
وأشارت حنان أهلي، في كلمتها، إلى بعض المبادرات الداعمة للنوع الاجتماعي وترسيخ التوازن بين الجنسين بالقطاعين الحكومي والخاص وتعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة ودعمها في قطاع ريادة الأعمال، منها جوائز مؤشر التوازن بين الجنسين التي يتم تقديمها سنوياً للشخصيات والجهات الداعمة للتوازن بين الجنسين على المستوى الحكومي، و"تعهد تسريع الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة" على مستوى القطاع الخاص، الذي انضمت إليه الكثير من كبرى الشركات العاملة في مجالات اقتصادية متنوعة.
ناقشت الجلسة التحديات التي تواجه فرص وصول المرأة إلى الموارد الاقتصادية والمالية ومواقع صنع القرار واستهدفت وضع استراتيجيات والتزامات قابلة للتنفيذ للنهوض بالمساواة بين الجنسين وتعزيز البيئة التمكينية للمشاركة الاقتصادية للمرأة داخل مجموعة العشرين وعلى مستوى العالم بصفة عامة، في ضوء قوة تأثير الثقافة في التغلب على الأشكال النمطية السائدة في بعض المجتمعات حول دور المرأة وأهمية ذلك في تعزيز التماسك الاجتماعي.
وعقدت اجتماعات لجنة التمكين بمجموعة العشرين تحت عنوان "التنمية التي تقودها المرأة: ضمان نمو اقتصادي عالمي مستدام شامل ومنصف". وتضمنت 5 جلسات عمل تناولت موضوعات عدة شملت الدور القيادي للمرأة ضمن استراتيجيات التنوع في المناصب العليا، والاستفادة من البينة الرقمية لتعزيز الشمول المالي، والمرأة في قطاعي التكنولوجيا والابتكار، ودعم المرأة في قطاع ريادة الأعمال، واستعراض قصص نجاح ملهمة لنساء قياديات في مختلف المجالات.
منال بنت محمد: التوازن بين الجنسين أولوية طويلة الأمد لدولة الإمارات
المصدر: وام