إيهاب الرفاعي (أبوظبي)
أظهرت إحصائيات هيئة البيئة في أبوظبي، أن دولة الإمارات تضم أكبر عدد من المها العربي المعاد توطينها بإجمالي 1595 رأساً، وفقاً للمسح الإقليمي الذي نفذته الهيئة العام الماضي لبرامج إعادة توطين المها العربي وتقييم الممارسات الإدارية والعوامل المؤثرة على السلوك الطبيعي للحيوانات، وشمل المسح 2632 من المها العربي في أربع دول مشاركة، هي الإمارات والسعودية وسلطنة عمان والأردن، وضمت 7 برامج إعادة توطين مستهدفة. 
تضم الإمارات 61% من إجمالي العدد المشمول بالمسح، منها 1056 رأساً في إمارة أبوظبي تمثل 66% من المها الموجودة في الدولة، و539 رأساً في إمارة دبي تمثل 34% من المها الموجودة في الدولة.
وكانت الأمانة العامة لصون المها العربي، بدعم من هيئة البيئة في أبوظبي وشركاء إقليميين آخرين، قامت بوضع خطة عمل استراتيجية للفترة 2022 - 2026. وتم تحديد أولويات إدارة المها العربي واستكشاف التوقعات وفرص التعاون وتعزيز جهود المحافظة عليها. كما قامت أيضاً بتطوير رسوم رقمية متحركة تفاعلية تعتبر الأولى من نوعها حول المها العربي لتعزيز الوعي لدى الجمهور 
وتبوأت الإمارات المرتبة الأولى في أعداد المها العربي المعاد توطينها في الدول الأربعة التي شملها المسح، حيث بلغ عدد المها العربي فيها 1595 رأساً، فيما جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثانية وذلك مقابل 799 رأساً، وفي سلطنة عمان بلغ عدد المها العربي 143 رأساً، وجاءت الأردن في المرتبة الرابعة بواقع 95 رأساً من المها العربي.

وكشف المسح الجوي الذي نفذته هيئة البيئة لمحمية المها العربي، خلال شهر نوفمبر 2020، عن زيادة أعداد المها داخل المحمية بنسبة تصل إلى 22% بالمقارنة بالدراسات السابقة، الأمر الذي يعزز من مؤشرات نجاح برنامج الشيخ محمد بن زايد لإعادة توطين المها العربي الذي انطلق في عام 2007 بقطيع لا يتجاوز عدده 160 رأساً، ليصل اليوم إلى 946 رأساً. ويهدف المسح إلى إحصاء أعداد المها العربي وغزال الريم وأنواع أخري التي تعيش داخل حدود المحمية، والتي تبلغ مساحتها ما يقارب الـ 6 آلاف كيلومتر مربع، وتعد أكبر المحميات الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في إطار التزام الهيئة بالمحافظة على التنوع البيولوجي بإمارة أبوظبي وتعزيز برامج حماية الأنواع في موائلها الطبيعية.ويعتبر هذا البرنامج بمثابة المسح الجوي الشامل الثاني لمحمية المها العربي بعد المسح السابق الذي تم تنفذيه بشهر مارس 2017. وتم تسجيل إجمالي ما مجموعه 83 من حيوانات المها اليافعة (العجول)، وهي تشكل ما نسبته 8.8% من حجم القطيع الإجمالي. واعتماداً على مقارنة الصور الفوتوغرافية عالية الجودة، قام فريق العمل بتحديد التركيبة الجنسية لعينة ممثلة من قطيع المها العربي في المحمية، شكلت الإناث النسبة الكبرى من حجم القطيع بنسبة إجمالية قدرها 76.5%. وهدفت الدراسة إلى توفير إحصائية دقيقة لأعداد حيوان المها العربي ضمن حدود محمية المها العربي، ودراسة مناطق توزيع وانتشار قطعان المها العربي داخل حدود المحمية، وإحصاء وتعداد حيوان غزال الريم ودراسة مناطق انتشاره داخل المحمية، وزيادة المعلومات المتوفرة حول التركيبة الجنسية ومعدل الأعمار لقطيع المها العربي، وأسهمت المعلومات التي تم جمعها بوضع مجموعة من التوصيات الفنية المنبثقة عن أسس علمية بغرض تحسين إجراءات إدارة المحمية وبرامج إعادة توطين المها العربي والأنواع الأخرى داخلها.

الوضيحي
يعرف المها العربي محلياً باسم «الوضيحي» وأنه حيوان ثديي متوسط الحجم يصل وزنه إلى 80 كيلو جراماً. يتميز باللون الأبيض في معظم الجسم، عدا الوجه والقدمين فلونها داكن. قرونها طويلة جداً ومستقيمة أو منحنية قليلاً، وتكون قرون الذكور أكثر سُمكاً وأقصر من قرون الإناث. لديها حوافر عريضة تسهل حركتها على الرمال الناعمة.
 وتستطيع المها تتبع هطول الأمطار ونمو النباتات الجديدة من مسافة تصل إلى 90 كم، كما يستطيع صغار هذا النوع الوقوف والمشي بعد ساعة واحدة من الولادة ولديها نظام دوران فريد في رأسها لتظل درجة حرارتها معتدلة.
وتعرض المها العربي للعديد من التحديات التي وضعته على قائمة الكائنات المعرضة للانقراض، حيث كان يتم صيدها قديماً للحصول على لحمها وجلدها. كما أسهم فقدان الموائل، بسبب الأعمال الإنشائية والأنشطة التنموية في تراجع حاد في أعداد هذا النوع من البرية.