سلطان آل علي (دبي)
يملك الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تاريخاً حافلاً في رياضة الإمارات، على مدى سنوات طوال تجاوزت العقدين من الزمان.
حمل يوم 13 مايو 1990 قراراً تاريخياً، آنذاك بتعيين الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رئيساً لمجلس إدارة الوحدة، النادي الجديد الذي لم يكمل إلا 6 أعوام نتيجة الدمج في 1984.
وما حدث بعد تولي الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان لرئاسة المجلس هو التاريخ، فقد بدأ الوحدة في إظهار مؤشرات المنافسة، ودخوله طرفاً قوياً في قائمة أندية الألقاب والبطولات.
وتمكّن «العنابي» من تحقيق أول ألقابه في العهد الجديد، موسم 1993- 1994 ببطولة كأس الاتحاد.
وفي 5 أغسطس 1995، تم الإعلان عن تعيين الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئيساً لنادي الوحدة، وهنا بدأت مرحلة البناء الحقيقية التي أسفرت عن أول لقب دوري في تاريخ النادي بموسم 1998-1999 وأتبعه بالثاني في 2000-2001. وشهدت تلك الحقبة تحدياً كبيراً بين الوحدة والعين، حتى أُطلق مسمى «الكلاسيكو» على القمم التي تجمع الفريقين، وتم تشكيل مجلس الشرف الوحداوي في 21 أبريل 2003، وتولى الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئاسته.
وتوالى ظهور الوحدة على المنصات والمنافسة، ووضع بصمة في كل المسابقات المحلية، وتمكّن في الفترة نفسها من تحقيق أول لقب بكأس رئيس الدولة عام 2000، إضافة إلى كأس الاتحاد في 2000-2001، ودوري السوبر في 2001-2002.
كما حقق الوحدة الدوري الثالث له في 2004-2005. ولم يكتف «العنابي» بالتألق المحلي في عهد الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، بل أظهر شراسة غير معهودة في دوري أبطال آسيا 2007، عندما وصل إلى نصف نهائي المسابقة، متجاوزاً الريان القطري، والعربي الكويتي، والزوراء العراقي في المجموعات، ومقصياً الهلال السعودي في ربع النهائي.
وكان ذلك أكبر إنجازات الأندية الإماراتية في حينها، باستثناء العين الذي حقق اللقب والوصافة في مناسبتين مختلفتين، وعلى مستوى البطولات المحلية، واجه الوحدة فترة غياب لمدة 4 مواسم عن الذهب، رغم وجوده في المنافسة بشكل مستمر، حتى جاء موسم 2009-2010، ليحقق لقب الدوري الرابع في تاريخ النادي، والذي قاده إلى بطولة كأس العالم للأندية التي ظهر فيها بصورة مشرفة للكرة الإماراتية.
ولتكون تلك آخر اللحظات الكبرى التي يعيشها الوحداوية في عهد الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي استمر 21 عاماً، حقق فيها الوحدة 8 ألقاب، منها 4 بطولات دوري، والتي لم يحقق غيرها حتى اليوم، وتشكّل هذه الفترة 53% من تاريخ إنجازات الوحدة منذ تأسيسه، وتولى سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئاسة نادي الوحدة عام 2011.
كان الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، رحمه الله، مؤمناً منذ بداياته في الرياضة، أنّ الشباب الطموح يستحق كل الاهتمام، ولا بد من تجهيزه، ليصبح قابلاً للاعتماد عليه في المستقبل، إنّ سياسة أبناء النادي كانت متجلية في الوحدة بشكل خاص عن غيره من الأندية.
ووجّه، رحمه الله، في بداية توليه رئاسة مجلس إدارة الوحدة عام 1990، بإقامة مسابقة كأس زايد الدولية الكروية السنوية للناشئين تحت 16 عاماً، والتي ما زالت مستمرة إلى الآن، وبلغت النسخة رقم 20.
مسابقة تحضر كل عام لتجمع أندية كبيرة على المستوى المحلي والقاري والعالمي، وتقدم الإضافة للّاعبين الصغار.
أما على مستوى أندية المراحل في الوحدة، فبلغ عدد البطولات بكل الفئات مجموع 22 بطولة، وتشمل 18 لقب دوري و4 كؤوس.
شعلة مضيئة
يبقى عام 2003 شعلة مضيئة في تاريخ «العنابي»، حيث افتتح فيه الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان أكاديمية نادي الوحدة، والتي مهّدت الطريق لأجيال وأجيال مدّت النادي والمنتخبات الوطنية بمواهب لا حصر لها.
وتولى فقيد الرياضة الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان رئاسة اتحاد كرة القدم في نوفمبر 2001، ووجّه حينها بتجديد دماء المنتخب الوطني، وتمكين الشباب وإعطائهم الفرص.
ووصل منتخب الإمارات في فترته إلى مرحلة الملحق الآسيوي للحصول على بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2002، ولكنه لم ينجح في تجاوز المرحلة، بعد الخسارة أمام إيران.
سيطرة متتالية
لا يمكن أن لا نذكر سيطرة فريق الوحدة تحت 18 سنة على لقب الدوري لـ4 مواسم متتالية بين 2005 و2009.
ويعد موسم 2009-2010 استثنائياً في مسيرة النادي، حيث حقق فيه الفريق الأول وفريق 19 و17 سنة ألقاب الدوري العام لكل فئة.