هدى الطنيجي (أبوظبي)
في قصة نجاح جديدة للقطاع الصحي في إمارة أبوظبي، تبرعت سيدة من الجنسية الهندية تعيش في أبوظبي، بالخلايا الجذعية لشقيقتها التي كانت تنتظر إجراء عملية زرع نخاع العظم في الهند، وكانت المتبرعة التي تعاني أختها من سرطان الدم النخاعي الحاد تمر بظروف شخصية منعتها من السفر إلى الهند للتبرع بخلاياها الجذعية لإنهاء معاناة شقيقتها.
وبفضل التنسيق الناجح بين مدينة برجيل الطبية التي قام فريق زراعة نخاع العظم فيها بتسهيل نقل الخلايا الجذعية للمريضة بأمان، بالتعاون مع المعنيين في مطار أبوظبي الدولي وشرطة أبوظبي وإحدى المؤسسات الخيرية في الهند أجريت العملية للمريضة بنجاح على الرغم من بعد المسافات.
وتفصيلاً، تم تشخيص المريضة البالغة من العمر 43 عامًا، بسرطان الدم النخاعي الحاد، بعد أن أوصى الأطباء في أحد المستشفيات بالهند بزراعة نخاع العظم لأنه العلاج الوحيد، واستمرت جهود البحث عن المتبرع المناسب حتى أظهرت الفحوص أن شقيقة المريضة التي تعمل في أبوظبي، هي الشخص المتطابق بشكل كامل والمؤهلة للتبرع بالخلايا الجذعية، حيث يزيد التطابق الكامل من فرص نجاح زراعة نخاع العظم للمرضى، ولأن الشقيقة المتبرعة لم تكن قادرةً على السفر إلى الهند في ذلك الوقت، فقد تواصل الفريق الطبي في الهند مع الفريق الطبي بمدينة برجيل الطبية والتنسيق في استخراج الخلايا الجذعية من المتبرعة في أبوظبي، ونقلها للمريضة في الهند. وبدأ الفريق الطبي في مدينة برجيل الطبية بقيادة البروفيسور حميد الشامسي استشاري ومدير خدمات الأورام في مستشفيات برجيل، عند العلم بقصة المريضة وظروفها الخاصة، العمل فوراً على التحضيرات اللازمة، ونظرًا لأنه كان لا بد من نقل الخلايا الجذعية إلى خارج الدولة، فقد استغرقت المتطلبات التنظيمية واللوجستية شهرًا واحدًا، وكان الدكتور شربل خليل اختصاصي الخلايا الجذعية بمدينة برجيل الطبية والدكتور بايجو جورج اختصاصي أمراض الدم بمدينة برجيل الطبية، ضمن الفريق الذي أنهى الإجراءات القانونية والموافقات اللازمة من الجهات المعنية في المطار والشرطة في كلا البلدين، بعد ذلك تم استقبال المتبرعة في مدينة برجيل الطبية وسحب نخاع العظم واستخلاص خلايا الدم الجذعية عبر تقنيات فصل الخلايا الجذعية. 
وبمجرد جمع الكمية المطلوبة، تم تعبئة الخلايا في حاويات خاصة مصممة لضمان الحفاظ على الخلايا سليمة لأكثر من 95٪ خلال فترة النقل، حيث لا تزيد درجة حفظها عن 4 درجات مئوية باستخدام مسجل بيانات لمراقبة درجة الحرارة، فيما تم تصميم الحاوية بمواصفات خاصة لتتحمل ضغط الهواء للطائرة لتجنب تلف الخلايا.

القدرات المتقدمة
قال البروفيسور حميد الشامسي: إن نقل الخلايا الجذعية بين البلدان ليس شائعًا في هذه المنطقة ولكنه يتم إجراؤه على نطاق واسع في الخارج، لذلك، كانت هناك حاجة إلى تنسيق سلس بين العديد من الجهات المعنية لتحقيق هذا العمل النادر، ويضم فريق زراعة النخاع العظمي في مدينة برجيل الطبية أطباء زراعة ذوي خبرة عالية ومعالجين بالخلايا الجذعية، تمكنوا من استخراج الخلايا الجذعية اللازمة من المتبرع بنجاح وضمان بقاء الخلايا أثناء عملية النقل كان أمراً بالغ الأهمية، نشكر المسؤولين في مطار أبوظبي الدولي وشرطة أبوظبي ومنظمة بونارجام الهندية على جهودهم في تسهيل النقل السلس لتوصيل الخلايا الجذعية بأمان للهند.
وأكد أن هذا الإنجاز شهادة على القدرات المتقدمة التي تمتلكها دولة الإمارات، والتي يبرز من خلالها قيمة العمل التعاوني والتواصل بين الجهات المعنية.

إنهاء المعاناة
أكدت المتبرعة بالخلايا الجذعية لشقيقتها مريضة السرطان، بأنها فخورة كونها تعيش في دولة كدولة الإمارات، لما يتوفر فيها من التكنولوجيا والمهارات الطبية التي مكنته من التبرع بالخلايا الجذعية لشقيقتها من دون الحاجة لمغادرة البلاد، وعبرت بشدة عن امتنانها للسلطات والمستشفى الذين عملوا معًا لضمان تنفيذ الإجراءات بسلاسة، مضيفةً أنها سعيدة أنها ساهمت في إنهاء معاناة شقيقتها لأن الأشقاء أغلى ما نملك في الحياة، ويستحقون التضحية وبذل كل ما نملكه لأجلهم.
وأوضح الفريق الطبي الذي أجرى عملية الزراعة بنجاح، أن زراعة نخاع العظم لمرضى ابيضاض الدم النخاعي الحاد هو الإجراء العلاجي الوحيد الذي ينقذ حياة هؤلاء المرضى ويعالج مرضهم ويحسن نوعية حياتهم، وأشاروا إلى أن هذه حالة نادرة ليس فقط لأن المتبرع كان مطابقًا تمامًا للمريض، ولكن أيضًا لأننا كنا بحاجة إلى نقل الخلايا الجذعية بأمان من الخارج.مؤكدين على أن نجاح هذا التعاون تم بفضل الجهود المشتركة من قبل جهات متعددة، فيما تم إجراء زراعة نخاع العظم للمريضة بعد وصول الخلايا الجذعية سليمة إلى الهند، والمريضة الآن في طريقها للتعافي.