آمنة الكتبي (دبي)
وفر مسبار الأمل منذ انطلاقة إلى الكوكب الأحمر 2.9 تيرابايت من الملاحظات والبيانات الخاصة بالغلاف الجوي للمريخ، ووفر سلسلة من البيانات الفريدة والمهمة، التي لم ترصد من قبل، وتمكن المسبار من توفير 8 حزم من البيانات والصور الفريدة للكوكب الأحمر.ويكمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» يوم غد 3 أعوام أرضية على إطلاقه إلى الكوكب الأحمر، حيث نشر المشروع 13 ورقة علمية وبحثية من البيانات في مجلات علمية متخصصة عالمية، ما يؤكد أهمية هذه المعلومات للباحثين والعلماء في العالم.
وثق مشروع مسبار الأمل، خلال مهمته الأساسية الممتدة لعام مريخي واحد (عامان أرضيان) العديد من الملاحظات والبيانات، ورصد منتجات الهالة من المستوى الثالث للمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية ولأول مرة، التي تضم معلومات عن توزيع السحب الممتدة من ذرات الهيدروجين والأكسجين المحيطة بكوكب المريخ وهروبها إلى الفضاء، ورصد أول ملاحظة للاحتجاب النجمي في الطول الموجي فوق البنفسجي القصوى، ورصد تباين ساعات اليوم الواحد، ضمن سحب المياه الجليدية، والبالغ طوله 24 ساعة و37 دقيقة، بينما تصل السنة المريخية إلى 687 يوماً أرضياً. كما تمكن لأول مرة من رصد التغيرات اليومية لدرجات الحرارة في غلافه، من دون أي اختلافات كبيرة للموقع أو التوقيت، مما يؤدي إلى تحليل ناجح لموجات الغلاف بشكل مفصل.
كما رصد مسبار الأمل ظواهر مناخية على الكوكب الأحمر، مثل التغيّرات الجغرافية والموسمية اليومية في السمات الرئيسية لغلافه الجوي، كما شكّل خريطة لبيانات الارتفاع من مقياس الارتفاع بالليزر المداري على المريخ، بتجميع أكثر من 3 آلاف ملاحظة لتكون صورة واحدة لسطحه، التي قام بها فريق معهد أبوظبي التابع لجامعة نيويورك بأبوظبي.
ووثق المسبار عاصفة غبارية إقليمية سريعة التطور، في منطقة «زعنفة القرش» أو «مسطح سرت» في منتصف الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، مع انتشار الضباب الغباري وغيوم الجليد المائي الرمادية، كما تمكن من التقاط أول صورة شاملة لظاهرة الشفق المنفصل في الغلاف الجوي للمريخ أثناء الليل، ما أسهم في تقديم معلومات هي الأولى عنه في أوقات مختلفة، ونجاحه في تسجيل ملاحظات فريدة عن العواصف الغبارية المريخية وطريقة تطورها وانتشارها في مساحات شاسعة من الكوكب، والتقاط صور متتالية بفارق 5 دقائق، ما أسهم في مساعدة العلماء على دراسة حركة الرياح، ومراقبة ظاهرة تشكّل الغيوم، وحركة عواصف الغبار، كذلك التقاط أول صورة طيفية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى والمتطرفة لقمر«ديموس»، التي أسهمت في التعرف إلى تكوين السطح والعوامل الجوية الفضائية.
ويتولى مركز البيانات العلمية في مركز محمد بن راشد للفضاء مسؤولية إعداد بيانات علمية خاصة بمشروع مسبار الأمل، ويتم توزيعها على فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ والمجتمع العلمي، إضافة إلى تسهيل استكشاف واستخدام البيانات العلمية، وحفظ البيانات العلمية كافة طوال مدة المهمة.
ويعمل الفريق على إنشاء أرشيف لحفظ هذه البيانات بعد نهاية المهمة، وتشمل المخرجات العلمية القياسية التي سيعمل المركز على إنتاجها البيانات العلمية من المستوى الأول والثاني، وهي البيانات التي سيتم نشرها لفريق مركز محمد بن راشد للفضاء والمجتمع العلمي، كما يتلقى المركز بيانات المستوى صفر والبيانات الإضافية من مركز عمليات المهمة، ويعمل فريق تطوير الأجهزة العلمية على تطوير برنامج لمعالجة البيانات العلمية من المستوى صفر، واستخلاص البيانات العلمية الموجزة وبيانات المستويين الأول والثاني حسب الحاجة.
أدوات التجسيد المرئي
يعمل المركز على حفظ البيانات العلمية التي يتم استخلاصها طوال فترة المهمة، وإنشاء منصات يمكن من خلالها الوصول إلى البيانات العلمية، وتحليل البيانات الأساسية، وتوفير البيانات كافة من خلال أدوات التجسيد المرئي، وذلك بالتعاون الوثيق مع الفريق العلمي التابع لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وبعد انتهاء المهمة سينشئ المركز أرشيفاً للبيانات العامة، ومنصة يمكن من خلالها الوصول إلى بيانات مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، واستخدامها في المهمات المستقبلية لاستكشاف الكوكب الأحمر. الاستشعار عن بعد
ويستخدم الفريق الإمكانات والقدرات التشغيلية لبرنامج (OASIS-CC) في التحكم بالأجهزة العلمية وعملية الاستشعار عن بُعد، كما يعمل على معايرة البيانات الناتجة، وإدارة بيانات ومؤشرات الأجهزة العلمية، والتأكد من تنفيذ الأمر المطلوب من المسبار، كما سيطور الفريق برنامجاً لمعالجة البيانات العلمية من المستوى صفر، واستخلاص البيانات العلمية الموجزة وبيانات المستويين الأول والثاني بحسب الحاجة.
ويستعد «مسبار الأمل» الذي يوفر الملاحظات والمعلومات للعالم مجاناً، عبر مركز البيانات العلمية، لإتمام مهمته الأساسية في الكوكب الأحمر، ما يسهم في توفير الإجابة عن أسئلة علمية رئيسة حول الغلاف الجوي للمريخ، وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي.