نظم المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، برنامجاً تدريبياً للمعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين خلال شهري يونيو ويوليو 2023، بهدف حماية الطلاب من أضرار المخدرات وبناء بيئة مدرسية آمنة ورفع مستوى الوقاية ضد المخدرات والتدخل المبكر في حال الكشف عن استخدام المؤثرات العقلية بين الطلاب.

ويشتمل البرنامج التدريبي للمعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين على عدة محاور منها التعريف بمرض الإدمان وتأثير المؤثرات العقلية، عرض مختلف مراحل النمو البشري والمتطلبات العاطفية وتحديات كل مرحلة مع التركيز على مرحلة المراهقة والتغيرات المصاحبة لها، تقديم شرح عن الاضطرابات الأكثر انتشاراً في مرحلة المراهقة، شرح دور الكادر المدرسي في التصدي لاستخدام المؤثرات العقلية، تعريف التدخل المبكر والمهارات الرئيسة له.
ويستهدف البرنامج التدريبي للمعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين التعريف بالآثار الضارة للعقاقير على الطلاب، تحديد خصائص الطلاب المعرضين للخطر، وضع آلية استباقية لحماية الطلاب من الإدمان على المخدرات، تعزيز الرفاه النفسي والاجتماعي لدى الطلاب.

وتشتمل أجندة البرنامج التدريبي على تدريب 45 معلماً، إضافة إلى 35 اختصاصياً اجتماعياً من خلال تدريبهم على برنامج تدريب الوقاية الشامل بشكل حضوري، وبرنامج تدريب الوقاية المدرسية بشكل هجين.

وأكد المركز الوطني للتأهيل على دور التوعية المستمرة بمخاطر المخدرات من خلال إقامة الشراكات مع مؤسسات المجتمع كافة، من أجل تطويق هذه الآفة الخطرة والتحذير من مخاطرها وشرح طرق الوقاية منها ووسائل تجنبها، لافتاً إلى دور المدارس والمؤسسات التعليمية في تعزيز تلك الجهود التوعوية.

وأضاف المركز إن مثل هذه البرامج التدريبية والتثقيفية، تستهدف دعم المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين بالمعرفة اللازمة من أجل توفير بيئة آمنة وداعمة للطلاب، وتوعيتهم بآثار ومخاطر التعاطي والإدمان، إضافة إلى تنمية الثقة بالنفس لدى الطلاب وتوعيتهم بدورهم الاجتماعي ومستقبلهم الواعد.

وأفاد المركز بأن البرنامج التدريبي للمعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين يركز على ضرورة متابعة الطلاب وتعزيز الاهتمام بسلوكياتهم، ورصد التغيرات التي تطرأ عليهم، والتواصل المستمر مع أسرهم، لافتاً إلى أن الطلبة هم ثمار مستقبل هذا الوطن والسواعد والعقول التي من شأنها دفع عجلة التنمية إلى الأمام.

وثمن المركز جهود الشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، لتعزيز طرق الوقاية من الوقوع فريسة في براثن المخدرات، من خلال تنظيم البرامج التدريبية والمحاضرات التوعوية، التي تتضمن شروحات عن الأضرار النفسية والمجتمعية والأسرية، وبيان أهمية دور المجتمع والأسرة والمدرسة، ومؤسسات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات وصولاً إلى مجتمع آمن وخالٍ من السموم المخدرة، وحماية الأبناء من الآثار المترتبة على تعاطي هذه الآفة المجتمعية الخطرة أو الترويج لها.

وتشير الدراسات الحديثة لمواجهة الإدمان، إلى ضرورة تكاتف الجهود المجتمعية كافة ابتداء من الأسرة والمدرسة مروراً بوسائل الإعلام والجهات الصحية وغيرها لتفعيل برامج توعوية ونشاطات وقائية للتصدي لآفة إدمان المخدرات.

 يشار إلى أن مجلس الوزراء الموقر برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، أقر مؤخراً  تشكيل مجلس مكافحة المخدرات برئاسة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية والذي تتضمن مستهدفاته توفير سبل الكشف المبكر، وتعزيز آليات العلاج الطبي والنفسي والتأهيلي للمتعافين، وإدماجهم في المجتمع.

من ناحيتها، أكدت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، أنها تضع على رأس أولوياتها توفير بيئة مدرسية صحية وآمنة للطلبة، باعتبار ذلك أحد مستهدفات البرنامج الوطني لجودة الحياة المدرسية، وفي هذا الإطار يأتي البرنامج التدريبي للمعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين الذي يهدف إلى نشر التوعية في الميدان التربوي بمخاطر المخدرات والمؤثرات العقلية وسبل الوقاية منها، مشددة على أنها حريصة على التعاون مع مختلف الشركاء للإسهام في الجهود الوطنية المتعلقة بمكافحة المخدرات.

 وأضافت أن مثل هذه البرامج تعد بمثابة خطوات استباقية للتصدي للإدمان الذي له آثار سلبية على الفرد والمجتمع بشكل عام، وقد استهدف البرنامج المعلمين والاختصاصيين الاجتماعيين باعتبارهم الأقرب في التعامل مع الطلبة ومتابعتهم بشكل يومي، والذي سيتيح لهم نشر رسائل التوعية بينهم لحمايتهم من الجنوح إلى الإدمان. 

بدورها، أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي أهمية دور التثقيف ونشر الوعي لتعزيز جهود الوقاية والتصدي لهذه الآفة في المجتمع، حيث يلعب المعلمون دوراً مهماً في دعم هذه الجهود نظراً لتواصلهم الدائم والفعّال مع الطلبة وأولياء الأمور وقدرتهم على رصد أي تغيّرات في سلوك الطلبة ومساعدتهم على تجاوز أي تحدياتٍ بشكلٍ إيجابي.

وأوضحت الدائرة حرصها على توفير بيئة تعليمية داعمة أكاديمياً واجتماعياً ونفسياً للطلبة وللكادر التعليمي، وتوظيف أفضل الأدوات والاستراتيجيات والسياسات والخطط والبرامج التفاعلية بالتعاون مع الجهات المعنية لتحقيق دورها في المساهمة في بناء مجتمعٍ آمن وصحي.