جنيف (الاتحاد)
جددت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، إدانتها بأشد العبارات الممارسات المتكررة بحرق المصحف الشريف، والاعتداء على حرمته وقدسيته، مشيرة إلى أن ممارسات حرية التعبير تنطوي على واجبات ومسؤوليات وليست مطلقة بدون ضوابط، استناداً إلى المواثيق الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أمس، جلسة طارئة حول حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم، بطلب قدّمته باكستان نيابة عن دول عدة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
ودعت الإمارات، في بيان خلال الجلسة، إلى التنفيذ الكامل لقرار المجلس المعني بتجريم التحريض على العنف على أساس الدين، مطالبة المجلس بمراجعة التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل الواردة لمكافحة التحريض على الكراهية، والتمييز والوصم والعنف على أساس الدين أو المعتقد.
وأكدت، في البيان الذي أدلى به السفير أحمد عبدالرحمن الجرمن، المندوب الدائم للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، على ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2686 الصادر في منتصف يوليو الماضي، حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي يقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تفشي العنف وتصعيده وتكرار النزاعات في العالم.
وشدد السفير الجرمن على ضرورة العمل على مكافحة الإسلاموفوبيا والقضاء على الكراهية والتحيز ضد الدين الإسلامي، حيث يلاحظ بقلق بالغ ازدياد هذه الظاهرة، وما ينتج عن ذلك من حوادث التعصب الديني وإهانة الرموز والمقدسات الدينية، بما في ذلك تدنيس نسخ من المصحف الكريم.
وجددت الإمارات دعوتها إلى نبذ الكراهية والعنف ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للمعتقدات والمقدسات الدينية، داعية إلى تعزيز الحوار والتفاهم والتسامح والتعاون بين الأديان والثقافات ونشر قيم التعايش.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، أمس، خلال جلسة النقاش الطارئة، أن «حرية التعبير ليست لإشاعة الكراهية»، مشيراً إلى أن «قيام المتطرفين بحرق نسخ من المصحف الشريف لا يُمكن قبوله بأي مبررات».
وجدد الأمير فيصل بن فرحان، الذي شارك في الجلسة عبر الاتصال المرئي، «إدانة المملكة بشدة قيام المتطرفين بحرق نسخ من المصحف الشريف».
وأكد «أن هذه الأعمال المستنكرة تحرض على الكراهية والإقصاء والعنصرية، وتتناقض بشكل مباشر مع الجهود الدولية الساعيةِ لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف وتُقَوض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول». وأشار إلى «أن تكرار حوادث حرق نُسخ من المصحف الشريف خلال هذه السنة تستدعي القلق وجميع الإدانات، والرفض الدولي لهذه الأعمال دليل على أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية يجب أن تتحرك لإيقاف هذه الأفعال المسيئة للغاية للمعتقدات والمشاعر الدينية للأفراد والمجتمعات التي تُسهم في التحريض على الكره والعُنف والعَداء مُستغلة حُريّة الرأي والتعبير في غير موضعها مما لا يتوافق مع حقوق الإنسان».
من جهته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أمس، إنّ حرق المصحف الشريف في السويد عمل مسيء.
وفي مستهل الجلسة المخصّصة للموضوع، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك إنّ «خطاب الكراهية بشتّى أنواعه آخذ في الازدياد في كلّ مكان» في العالم، داعياً للتصدّي له بالحوار والتعليم.
ويدين مشروع قرار مقترح في المجلس أيّ مظهر من مظاهر الكراهية الدينية، بما في ذلك تدنيس المصحف، ويدعو الدول إلى اعتماد قوانين لمنع هذه الأعمال التي تحرّض على التمييز والعنف ومحاسبة مرتكبيها.
وتحدّث السفير الباكستاني خليل هاشمي باسم منظمة التعاون الإسلامي، وقال إنّ التدنيس العلني للقرآن لا علاقة له بحرية التعبير وهو إهانة للكرامة الإنسانية.