أبوظبي (وام)
نظم الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع وزارة الخارجية ومكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي، جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان «المساواة بين الجنسين في مجال التغير المناخي»، بمقره في أبوظبي؛ وذلك بهدف رفع مستوى الوعي حول الأبعاد الجنسانية لتغير المناخ، وتعزيز العمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي، وبحث سبل زيادة التعاون والشراكات بين الخبراء والممارسين والمنظمات العاملة في قضايا المناخ والنوع الاجتماعي، وتعزيز شبكة تبادل المعرفة المؤدية إلى «COP 28».
وتأتي الجلسة ضمن مبادرة «التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين»، التي تم إطلاقها تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، تزامناً مع جهود دولة الإمارات العربية المتحدة واستعداداتها لاستضافة مؤتمر «COP28»، وتتضمن المبادرة عقد جلسات تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي حول ارتباط النوع الاجتماعي وتغيير المناخ، حيث يشارك في سلسلة الجلسات متحدثون من مختلف المنظمات العامة والخاصة، فيما يتم استعراض أفضل الممارسات، وتبادل المعرفة، وطرح الحلول المحتملة بشأن القضايا ذات الأولوية التي تغطي مواضيع النوع الاجتماعي وعلاقتها بتغير المناخ.
وأعربت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، مستشارة في وزارة الخارجية، في الكلمة الافتتاحية للجلسة، عن خالص امتنانها وشكرها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، لرعايتها لهذا الحدث الذي يمثل بداية سلسلة من جلسات التوعية العامة حول ارتباط تغير المناخ والمساواة بين الجنسين، في مبادرة نابعة من تعاون بين وزارة الخارجية الإماراتية والاتحاد النسائي العام وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وقالت الشيخة الدكتورة موزة بنت طحنون بن محمد آل نهيان: تعد الأبعاد الجنسانية لتغير المناخ والحاجة الملحة للعمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي قضية ملحة، تتطلب اهتمامنا الفوري. نجد أنفسنا في لحظة محورية في التاريخ، حيث مصير كوكبنا ورفاهيتنا، خاصةً شبابنا والأجيال القادمة، تتطلب ضرورة اتخاذ إجراءات تحويلية الآن.
وأضافت أن تغير المناخ لا يؤثر على الجميع على قدم المساواة، إذ تتحمل النساء والفتيات تأثيراً غير متناسب وعبئاً يقع في الغالب على عاتق الأشخاص الأكثر ضعفاً، مثل النساء المعيلات للأسر واللاجئات والنساء الريفيات، إنهم يواجهون ضعفاً شديداً في مواجهة الكوارث الطبيعية، حيث تشكل النساء والفتيات 80% من جميع النازحين بسبب حالات الطوارئ المناخية. بالإضافة إلى ذلك، فهم يعانون فقدان سبل العيش وانعدام الأمن الغذائي ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، كما أنهم مثقلون بمسؤوليات رعاية متزايدة، حيث تسعى المجتمعات إلى بناء المرونة، والتعامل مع آثار تغير المناخ.
وتابعت: إنه على الرغم مما تم ذكره، يبقى الأمل، إذ يمكننا تسخير قوة التعاون والتضامن العالمي لتمهيد الطريق لمستقبل مستدام ومنصف، مع ضرورة التكاتف عبر الحدود والقطاعات والأيديولوجيات لمعالجة الأبعاد الجنسانية لتغير المناخ، ولبدء هذا التحول، يجب أن نعترف أولاً بأن الكفاح ضد تغير المناخ لا يزال غير مكتمل دون معالجة عدم المساواة بين الجنسين، كما يجب دمج النُهج المستجيبة للنوع الاجتماعي في السياسات والبرامج والمشاريع المناخية على جميع المستويات. وهذا يتطلب الاستماع إلى أصوات النساء والفتيات اللواتي غالباً ما يأخذن زمام المبادرة في العمل المناخي داخل مجتمعاتهن.
وأكدت أهمية البيانات والأدلة في قيادة التغيير، إذ من الضروري جمع وتحليل البيانات المصنفة حسب النوع الاجتماعي حول تأثيرات المناخ والاستجابات لاكتساب فهم شامل وتطوير استراتيجيات فعالة. ستمكننا هذه البيانات من تصميم تدخلاتنا، مما يضمن أنها مستجيبة للنوع الاجتماعي ومراعية للاحتياجات والخبرات المتنوعة للنساء، لا سيما من المجتمعات المهمشة والضعيفة، إذ يجب أن تمتد الشراكات والتعاون إلى ما وراء الحكومات والمنظمات الدولية، ويجب أيضاً إشراك المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشركات والمنظمات الشعبية، والاستفادة من معارفهم وخبراتهم ومواردهم.
واختتمت بأنه، معاً يمكننا إعادة كتابة سرد تغير المناخ، وإنشاء عالم يمكن لكل فرد فيه الازدهار، من خلال إطلاق حلول مبتكرة، وتضخيم أصوات أولئك الذين لا يُسمع لهم في كثيرٍ من الأحيان، وخلق تأثير دائم، وهذه ليست دعوة للتغيير السطحي، إنها دعوة للعمل والتحول، كما يجب علينا كسر الحواجز التي تعوق التقدم وبناء منصات شاملة للحوار وتبادل المعرفة والعمل المشترك، بينما نستعد لمؤتمر «COP28»، من خلال تمكين النساء لتولي أدوار قيادية في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، ومن خلال الاستثمار في تعليمهن ومهاراتهن وريادة الأعمال، فإننا ندرك أن مساهماتهن ليست حاسمة فحسب، بل لا غنى عنها.
بناء عالم يسوده السلام والازدهار
أكدت نورة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن المساواة بين الجنسين إحدى الركائز الأساسية لبناء عالم يسوده السلام والازدهار والاستدامة البيئية، تلك الرؤية التي ترجمتها في مجال العمل المناخي، خاصة مع استضافتها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي «COP28»، وقيادتها عملية مناخية شفافة مبتكرة تضم الجميع، وتحديداً المرأة، التي تشارك بفاعلية وقوة في القفزات الطموحة التي تحققها الدولة من خلال هذه الاستضافة المهمة، وذلك بتعيين معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع، لتكون رائدة مناخ للشباب، ومعالي رزان المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة «IUCN»، لتكون رائدة المناخ للمؤتمر، وبالتوازي مع ذلك، تواصل معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، متابعة تنفيذ خطط واستراتيجيات الدولة في مجالات تغير المناخ والبيئة والأمن الغذائي والمائي. وقالت: إن تغير المناخ يعد التحدي الأكثر تعقيداً في العصر الراهن؛ لذلك يتطلب تنسيقاً واستجابة استباقية وشاملة، ومع توالي تفاقم تأثير تغير المناخ على العالم تظهر أهمية تعزيز المساواة بين الجنسين التي يمكن أن يؤدي إلى تبني حلولاً أكثر إنصافاً واستدامة وفاعلية في مواجهة تغير المناخ؛ ولذلك من المهم أخذ عامل النوع الاجتماعي في الاعتبار عند تصميم وتنفيذ استراتيجيات للتكيف مع تغير المناخ.
وأشارت إلى أن الاتحاد النسائي العام يواكب توجيهات دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق الاستدامة والحياد المناخي، بعدما تمكنت الدولة عبر إطلاق العديد من البرامج والمبادرات والمشاريع النوعية، من تعزيز التحول التكنولوجي وزيادة تبني حلول التكنولوجيا المتقدمة ومعايير الثورة الصناعية الرابعة.
وأوضحت أن الاتحاد النسائي العام بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وبالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين، يعمل على إطلاق مبادرات تعزز من جهود الدولة لحماية المناخ لصالح الأجيال القادمة، وتتيح بيئة تمكينية للمرأة وزيادة الوعي العام حول النوع الاجتماعي وتغير المناخ؛ وذلك نظراً لأهمية مشاركة المرأة في منظومة العمل الخاصة بالتغيير المناخي، والتي لها دور مؤثر في معالجة جذور التحديات العالمية التي تؤثر على منظومة التنمية المستدامة، ولعل التغيير المناخي من أهم ركائزها. وأكدت العمل بجهود حثيثة على تعزيز جهود الدولة في إشراك المرأة للمساهمة بفاعلية في دعم الجهود الوطنية لترسيخ حماية البيئة والوصول لحلول مستدامة لصالح الأجيال القادمة، والذي ظهر جلياً مع إطلاق مبادرة «التغيير المناخي والمساواة بين الجنسين»، التي جاءت تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، إذ تم إعداد برنامج شامل من الفعاليات لتفعيل دور المرأة في حوارات التغير المناخي، ومن المقرر عقد جلسات تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي حول ارتباط النوع الاجتماعي وتغير المناخ.
وشددت على حرص الاتحاد النسائي العام المتواصل لتعزيز شراكاته الاستراتيجية مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والأكاديميين والخبراء المعنيين، لمعالجة قضايا المناخ، وتحقيق التنمية البيئية المستدامة، وتعزيز الشمولية وضمان إيصال صوت المرأة في حوارات المناخ، داعيةً إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية في تعزيز قيادة المرأة في العمل المناخي، الأمر الذي يؤدي إلى إيجاد حلول أكثر إبداعاً، وإمكانية أكبر للابتكارات التي تلبي احتياجات العالم فيما يعنى بالاستدامة وتغير المناخ.
شكر
أعربت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب الاتصال التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بدول مجلس التعاون الخليجي، عن امتنانها للشركاء من وزارة الخارجية والاتحاد النسائي العام على مساهماتهم في جعل هذه الدورة ممكنة، مضيفة: «نهدف من خلال الجلسة إلى استعراض ومناقشة الأولويات الرئيسة للأبعاد الجنسانية لتغير المناخ والعمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي، التي يمكن أن توجه جهودنا وإجراءاتنا الجماعية والتي تذكرنا بالخطوات العاجلة التي يجب أن نتخذها منها يجب أن ندافع عن سياسات وإجراءات المناخ المراعية للمنظور الجنساني، ومن الأهمية بمكان تلبية الاحتياجات المحددة ومواطن الضعف لدى النساء والفتيات. من خلال دمج الاعتبارات الجنسانية في استراتيجياتنا المناخية، يمكننا ضمان استجابة أكثر شمولاً».
وأكدت ضرورة تمكين وتضخيم أصوات النساء، لافتة إلى أن القيادة النسائية هي حافز للتغيير التحويلي في العمل المناخي.
مساحات
ودعت إلى خلق مساحات للنساء للمشاركة بشكل هادف في عمليات صنع القرار، مضيفة «معاً، يمكننا كسر الحواجز وإطلاق العنان لإمكاناتها لتشكيل حلول مستدامة، وكذلك يجب أن نسعى جاهدين من أجل تمويل المناخ المراعي للمنظور الجنساني. غالباً ما تواجه النساء تحديات في الوصول إلى الموارد المالية للتصدي لتغير المناخ. من الضروري تصميم مبادرات تمويل المناخ التي تدعم المبادرات التي تقودها النساء، وتزويدهن بالتمويل والفرص اللازمة. من خلال الاستثمار في النساء، نستثمر في صمود مجتمعاتنا، وأيضاً دعونا نعطي الأولوية لبناء القدرات وتقاسم المعرفة. من خلال تعزيز مهارات النساء وخبراتهن في المجالات المتعلقة بالمناخ، نطلق العنان لإمكاناتهن كعوامل للتغيير. فلنعمل على تعزيز فرص التعلم وتبادل أفضل الممارسات لتشجيع الابتكار في معالجة أزمة المناخ».
ودعت الجميع إلى أن يتذكر هذه الأولويات مع اقترابنا من COP28، وقالت «معاً لدينا القوة لخلق مستقبل تسوده المساواة بين الجنسين والعدالة المناخية. دعونا نمكن النساء، ونرتقي بقيادتهن، ونضمن سماع أصواتهن وتقديرها. من خلال الاستثمار في الابتكار الذي تقوده النساء من أجل العمل المناخي والمناخ، فإننا نمهد الطريق لكوكب مزدهر وغد أكثر إشراقاً».
متحدثون
تحدث خلال الجلسة كل من أندريا فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وميرفت شلباية، رئيس أمانة اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات «IASC»، ومدير فرع الدعم المشترك بين الوكالات «IASB» مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «UNOCHA»، وألفونسو فرديناند، سفير الفلبين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسارة عادل شو، مستشار أول في «COP 28»، وأحلام سعيد اللمكي، مديرة إدارة البحوث والتنمية بالاتحاد النسائي العام.