أبوظبي (الاتحاد)

في إطار مبادرات «عام الاستدامة» في دولة الإمارات، أعلنت هيئة البيئة في أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التعليم ومؤسَّسة الإمارات للتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، عن التزام جميع المدارس في الإمارة بتقليل بصمتها البيئية بانضمامها إلى مبادرة الهيئة للمدارس المستدامة المعترف بها دولياً، في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز ثقافة الاستدامة والممارسات الصديقة للبيئة في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة، ومساعدة الأجيال المقبلة على تطوير فكر يسهم في تحقيق مستقبل مشرق ومستدام. وأعلنت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي عن هذا الإنجاز خلال استضافتها فعالية «اليوم المفتوح لمديري المدارس الخاصة ومدارس الشراكات التعليمية»، التي نظَّمتها هيئة البيئة بهدف زيادة الوعي بين مديري المدارس الخاصة بشأن مبادرة المدارس الخاصة، وتشجيعهم على توجيه طلابهم لتبنّي أنشطة وأنماط سلوكية صديقة للبيئة في حياتهم اليومية، وإلهام الشباب ليكونوا قادة التغيير، وتمكينهم من تحمُّل المسؤولية المجتمعية في المستقبل، وهو ما يندرج في إطار سعي الهيئة وشركائها لتعزيز مفهوم الاستدامة البيئية من خلال المناهج التعليمية، ودعم جهود دولة الإمارات في تطبيق أفضل الممارسات العالمية للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وتحقيق استدامتها للأجيال المقبلة.
وقال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لقطاع إدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في هيئة البيئة بأبوظبي: «نحن نؤمن بأنَّ الأجيال المقبلة سيكون لها دور كبير في تغيير العالم نحو تحقيق مستقبل أكثر استدامة - مستقبل يضع البيئة على رأس أجندة العمل الوطنية في مختلف أنحاء العالم. لذلك، نرى أننا بحاجة إلى التوجُّه إليهم في مراحلهم التعليمية الأولى بالمدارس لننقل لهم المعرفة».
وأضاف: «نحن في هيئة البيئة نطبِّق هذه النُّهج منذ سنوات من خلال مبادرة المدارس المستدامة التي أطلقناها في عام 2009، إذ وضعنا هدفاً يتمثَّل في ضمِّ جميع مدارس أبوظبي إلى هذه المبادرة الرائدة. ولقد حقَّقنا هذا الهدف الطموح اليوم، لكننا لن نتوقَّف عند هذا الحد، فقد وضعنا هدفاً آخر يتمثَّل في ضم 700 مدرسة من جميع أنحاء الدولة إلى مبادرة المدارس المستدامة بحلول نهاية هذا العام، ونحن متفائلون بقدرتنا على تحقيق هذا الهدف الطموح بالتعاون مع شركائنا في وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، إضافة إلى جميع مديري المدارس الذين حضروا هذه الفعالية اليوم».
وخلال الفعالية، قدَّم أحمد باهارون عرضاً تفصيلياً عن مبادرة المدارس المستدامة التي تنفِّذها الهيئة، والتي حصلت في عام 2015 على اعتراف برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأنها نموذج مبتكر للتعليم في مجال التنمية المستدامة، إذ أوصى البرنامج بتطبيق المبادرة في جميع أنحاء العالم.
وسلَّط باهارون الضوء على المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية، الذي ستستضيفه «الهيئة» في يناير 2024، ودعا المدارس إلى المشاركة في المؤتمر وتقديم خبراتها لتؤدي دوراً حيوياً في نجاح هذه الفعالية العالمية.
واختُتِمَ اليوم المفتوح بتنظيم جلسة للتواصل شارك فيها مديرو المدارس، وتبادلوا خلالها المعارف والخبرات وأفكارهم الإبداعية لتحقيق الاستدامة في مدارس دولة الإمارات بنجاح وبأقصى تأثير ممكن.
ترسيخ القيم
قالت خلود الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع الشراكات التعليمية في دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي: «لا يمكن النظر للتعليم اليوم بصفته وسيلةً لنقل المعارف، بل هو قناة فعّالة لترسيخ القيم والمهارات التي تسهم في بناء عالم أفضل. وتمثِّل الاستدامة قيمة راسخة في إرث الأب المؤسِّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وحجر أساس بناء مستقبل مستدام للأجيال المقبلة».
التعليم الاخضر
قالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات في وزارة التربية والتعليم: «دمج التعليم المناخي في المناهج التعليمية، بصفته ركيزة أساسية من ركائز التعليم، عنصر أساسي من رؤية عميقة متمحورة حول تطوير المعارف الشاملة للطلاب لتمكينهم من وضع برامج اجتماعية وبيئية تخدم مجتمعاتهم وحياتهم. ونحن في وزارة التربية والتعليم نواصل العمل على تعميق دور التعليم في معالجة أزمة المناخ لنواكب تقدُّم دولة الإمارات في هذا المجال. ونعمل هذا الإطار على تطوير وسائل تعليمية ومناهج ومدارس تراعي البيئة، إضافة إلى تزويد المعلمين بالتدريب اللازم ليتمكَّنوا من نقل المعرفة والمهارات إلى الطلاب بفاعلية عالية، ما يمكِّن الطلاب من الاستفادة من تلك المعارف والمهارات في بناء مستقبلهم المزدهر». وشرحت الدكتورة الشامسي لمديري المدارس خريطة طريق «شراكة التعليم الأخضر» التي أُعلِنَ عنها في الفترة الأخيرة استعداداً لاستضافة الدولة مؤتمر الأطراف «كوب 28»، والتي تلتزم بأن تكون 50% من المدارس والجامعات في الدولة خضراء مع انطلاق القمة، ما يعني تسجيل 35% من المدارس بحلول نهاية عام 2023. وقدَّمت الدكتورة الشامسي الركائز الأربع لخريطة طريق «شراكة التعليم الأخضر» التي تشمل: أولاً، التعليم الأخضر الذي يركِّز على اعتماد نهج التعلُّم مدى الحياة، ويدمج التعليم المناخي في المناهج التعليمية، وتطوير مهارات الطلاب اللازمة لسوق العمل. وثانياً، تعزيز القدرات بشأن التعليم الأخضر.