بعث 50 شاباً من 24 دولة رسالة أمل إلى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام الجاري، وذلك في احتفالية خاصة ضمن فعاليات مشاركتهم في النسخة الثانية من منتدى شباب صناع السلام، الذي ينعقد في جنيف بسويسرا.

وقام الشباب المشاركون في المنتدى، الذي ينعقد بالشراكة بين مجلس حكماء المسلمين، ومجلس الكنائس العالمي، ومؤسسة روز كاسيل، بزرع شجرة زيتون؛ تعبيرًا عن ضرورة أن يقدم الشباب مساهمات إيجابية في مواجهة التحديات العالمية وبناء السلام.

وأعرب الشباب، الذين ينتمون لقارات إفريقيا وآسيا والأميركتين وأوروبا، عن تقديرهم ودعمهم للجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في مواجهة التأثيرات السلبية، واستضافتها لقمة الأطراف COP28، إذ يحدوهم الأمل في أن تخرج القمة بنتائج تسهم في الحد من تفاقم هذا التهديد الإنساني.

وأشار الشباب المشاركون إلى أن القيام بغرس شجرة الزيتون يمثل دعوة لصناع السلام البيئي لحماية الحياة على سطح هذا الكوكب، مع ضرورة إيجاد مساحة شاملة للمناقشات المفتوحة بين الشباب وقادة المجتمع المدني والقادة الدينيين.

وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبد السلام، إننا سعداءُ اليوم بهذه الروح الإيجابية التي يتحلَّى بها الشباب المشاركون في هذه النسخة من منتدى شباب صنَّاع السلام، ونتطلع لدور فاعل لهؤلاء الشباب في مواجهة التَّحديات البيئية والمجتمعية، لافتا إلى أهمية زيادة الوعي بقضايا السلام البيئي، وتعزيز العمل المشترك في مواجهة التَّحديات العالمية من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.

وأوضح المستشار عبدالسلام أن العالم يتطلَّع إلى استضافة دولة الإمارات COP28، وما يمكن أن تُسفر عنه من نتائج مهمة لمواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، خاصةً في ظل جهود كبيرة تقوم بها دولة الإمارات في تعزيز الأمن البيئي وإيجاد حلول ناجعة لقضية التغيرات المناخية.

من جانبه، أوضح الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس د. جيري بيلاي، أن شجرة الزيتون ترتبط عادةً بالسلام؛ لذا فإنه من المناسب زرع مثل هذه الشجرة في المعهد المسكوني في بوسي للاحتفال بهذا التجمع الخاص والفريد من نوعه لشباب صنَّاع السلام، لافتا إلى حاجة العالم اليوم لصنع السلام أكبر من أي وقت مضى.

ونوه إلى أن غرس شجرة الزيتون بشكل رمزي يمثل أيضا غرسا للسلام والأمل في نفوس الشباب من أجل مستقبل أفضل للإنسانية.

وانطلقت في جنيف، الخميس، فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب صنَّاع السلام، الذي يهدف إلى تأهيل جيلٍ من الشباب قادرٍ على المساهمة بشكل إيجابي في مجتمعاتهم وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم وللإنسانية.

وكان الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، قد التقى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، د. تيدروس جيبرييسوس، حيث ناقشا تعزيز التعاون المشترك في مجالات السلام والصحة ودعم السكان الأكثر ضعفاً، والحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الصحة .

وخلال اللقاء، أشاد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، بدور منظمة الصحة العالمية في توحيد جهود إرساء العدالة في المنظومة الصحية في العالم خاصة خلال أزمة كوفيد - 19 وما قادته المنظمة من جهود لعدالة توزيع اللقاحات على الدول الغنية والفقيرة، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق العدالة الصحية.

من جانبه، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن تقديره لجهود مجلس حكماء المسلمين وعن احترامه الكبير لفضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس المجلس في زيادة الوعي بالتحديات التي تواجه الإنسانية وفي مقدمتها التحديات الصحية والمناخية، معربا عن تطلع منظمة الصحة العالمية للعمل المشترك مع مجلس حكماء المسلمين واستعداده لتنظيم فعالية مشتركة في جناح حوار الأديان في COP28 انطلاقا من أهمية دور الأديان في زيادة الوعي بقضايا الصحة والبيئة والمناخ.

كما أعرب د. تيدروس جيبرييسوس عن تقديره للجهود التي تبذلها دولة الإمارات ودعمها المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر وبخاصة خلال جائحة كورونا.