أبوظبي (الاتحاد)

عملت مؤسسة التنمية الأسرية خلال عام 2022 على تعزيز دور الأسرة في حماية النشء من الانحراف، وأهمية تنشئة الأبناء في بيئة أسرية إيجابية للمحافظة على الصحة الاجتماعية النفسية والعقلية والبدنية، من خلال تنفيذ خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة في جميع مراكزها «أبوظبي والظفرة والعين»، والتي منحت الأبناء المرونة الكافية للتكيف مع محيطهم الاجتماعي، بالإضافة إلى الحد من الأنماط السلوكية غير السوية، فضلاً عن غرس القيم الصالحة في أفكارهم وسلوكياتهم في مرحلة عمرية مبكرة. 
تضمنت خدمة تنمية المهارات الوالدية الفاعلة عدداً من المحاور والمجالات وهي: (تنمية المهارات الوالدية الأساسية، وتنمية المهارات الوالدية في مرحلة الطفولة المبكرة، وتنمية المهارات الوالدية في مرحلة الطفولة المتوسطة، وتنمية المهارات الوالدية في مرحلة المراهقة).
 أشادت مريم محمد الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، بجهود مؤسسة التنمية الأسرية خلال عام 2022، والتي تعمل بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، الرامية إلى التركيز على تنمية مهارات الوالدية الفاعلة خاصة «مرحلة الطفولة المبكرة»، وتنمية معارف واتجاهات ومهارات الآباء أو القائمين على رعاية الأبناء، لفهم سلوكيات أبنائهم وطرق التعامل السليم معهم في مرحلة الطفولة المبكرة «منذ الولادة وحتى 5 سنوات»، من خلال تطبيق المهارات الوالدية الفاعلة في تلبية احتياجات طفلك من البنية المعرفية والدفء العاطفي في مرحلة الطفولة المبكرة، وتطبيق آلية حل المشكلات التي تواجه أولياء الأمور مع أطفالهم في مرحلة الطفولة المبكرة، بالإضافة إلى كيفية الاستجابة لطفلك وفق نهج الانضباط الإيجابي لتعزيز التواصل والعلاقات الفاعلة مع طفلك في مرحلة الطفولة المبكرة.

وقالت «إن خدمة تنمية المهارات الوالدية استهدفت الآباء والأمهات والقائمين على رعاية الأطفال ضمن المرحلة العمرية من يوم حتى 8 سنوات من أفراد الأسرة، والأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين في (الحضانات، رياض الأطفال، الحلقة الأولى)، وذلك من خلال 48 ورشة، وأن الخدمة جاءت بهدف فهم سلوك الأبناء وفق خصائصهم واحتياجاتهم النمائية النفسية والمعرفية في مرحلة الطفولة المبكرة، وبناء علاقة إيجابية وآمنة مع الأطفال في هذه المرحلة، والتوجيه والضبط الإيجابي لسلوكيات الأبناء، حيث بلغ المؤشر الفعلي في مرحلة الطفولة المبكرة 4667، والمؤشر المخطط 2400».
وأوضحت الرميثي، أن مؤسسة التنمية الأسرية عملت على تنمية المهارات الوالدية الفاعلة، وزيادة وعي الوالدين تجاه أبنائهم، خاصة في مرحلة المراهقة وأثرها على سلوكهم وأفكارهم، من خلال التركيز على حياة المراهقين وكل ما يعتري هذه المرحلة من قضايا واهتمامات وما يجب على الوالدين معرفته من نصائح واستراتيجيات تتمثل في (التغيرات في مرحلة المراهقة، وفهم السلوك وتنمية قدرات المراهق، المراهقون والعائلة والمجتمع، التربية الدينية والهوية الوطنية، المراهقون المدرسة والتعلم، العالم الرقمي جودة حياة المراهق، الصحة النفسية والجسدية).
وأشارت إلى أن 93% من الآباء أصبحوا يقضون وقتاً نوعياً أطول مع أبنائهم بعد مشاركتهم في خدمة تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية، و92% من الآباء لاحظوا تحسن في صحتهم النفسية بعد قيامهم بأدوارهم في تربية الأبناء، وذلك بعد مشاركتهم في خدمة تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية، و98.6% من الآباء أصبحوا أكثر تواصلاً مع أبنائهم المراهقين وبشكل إيجابي بعد مشاركتهم في خدمة تنمية المهارات الوالدية في مرحلة المراهقة، و90.80% من الآباء طبقوا أساليب التعامل الصحيحة للسلوكيات غير المرغوبة مع أبنائهم بعد مشاركتهم في خدمة تنمية المهارات الوالدية في مرحلة المراهقة.
وأكدت مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية أن هناك العديد من النتائج الإيجابية التي حققتها المؤسسة من خلال خدمات الاستشارات الأسرية، حيث إن 90% من الآباء تحسنت علاقاتهم مع أبنائهم بنحو إيجابي بعد تلقيهم الاستشارات في خدمة الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة، و84% من الآباء أصبحوا يخصصون وقتاً أكبر مع أبنائهم ويشاركونهم النشاطات المختلفة، وذلك بعد تلقيهم الاستشارات في خدمة الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة، في حين أن 70% من المشاركين أصبحوا يتحدثون بصراحة عن مشاكلهم وهمومهم مع إخوتهم بعد تلقيهم الاستشارات في خدمة الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة. وأضافت: «إن مؤسسة التنمية الأسرية عملت على تمكين الوالدين والقائمين على رعاية الأبناء في مرحلة المراهقة من فهم سلوك الأبناء وفق خصائصهم واحتياجاتهم النمائية النفسية والمعرفية في مرحلة المراهقة، وبناء علاقات إيجابية وآمنة مع أبنائهم تضمن نمواً سليماً ومتوازناً يساهم في دعم المراهقين في هذه المرحلة، بالإضافة إلى التوجيه والضبط الإيجابي لسلوكيات المراهقين لتجاوز التحديات والصعوبات التي تواجه المراهق في ظل التغييرات الحياتية المتسارعة»، مشيرة إلى أن هذه المرحلة استهدفت الآباء والأمهات والقائمين على رعاية الأطفال ضمن المرحلة العمرية من 13 إلى 18 عاماً من أفراد الأسر، والأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين في (الحلقة الثانية - الحلقة الثالثة)، وذلك من خلال 48 ورشة ساهمت في تنمية المهارات الوالدية في مرحلة المراهقة، حيث بلغ المؤشر الفعلي لهذه المرحلة 4042، والمؤشر المخطط 2400.

تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية 
أكد عبد الرحمن البلوشي، مدير دائرة التخطيط الاستراتيجي والتطوير المؤسسي بمؤسسة التنمية الأسرية، أن المؤسسة نجحت في تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية، وذلك من خلال التعرف على المهارات اللازمة لتطبيق نهج التربية بالانضباط الإيجابي، وتعزيز أثرها على بناء شخصية الطفل، وإعادة تقييم الأهداف التربوية على المديين القريب والبعيد، إضافة إلى تقييم علاقات الآباء بأبنائهم ووضع خطة لتعزيزها، مع تطبيق المهارات التي تمكنهم من تحقيق الدفء العاطفي والبنية المعرفية لبناء علاقات والدية فاعلة.
وأشار البلوشي إلى أنه تم تقديم خدمة تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية ضمن 27 ورشة في أجواء تفاعلية، والتي ركزت على أهمية دور الرجل ومشاركته في تربية الأبناء وبناء علاقة صلبة ومتينة معهم، وذلك لتأسيس جيل سليم يتمتع بصحة نفسية وعقلية عالية، حيث ركزت هذه الخدمة على دور الأب الأساسي والمحوري في بناء شخصية الأطفال، ودوره في التنشئة الاجتماعية ودوره أيضاً في تكوين شخصية الأبناء الاجتماعية، وأهمية دوره التربوي الذي يقوم من خلال العلاقات الأسرية السليمة، وكيفية توفير المناخ الصحيح، وتطبيق المهارات اللازمة لتكوين شخصية الأبناء الاجتماعية المتوازنة، وكيفية تحويل دور الأب من مقدم للرعاية إلى مشارك في التربية، وتقديم الإرشادات، وتعليم الأب الأساليب الناجعة في التعامل مع الأبناء.
وأضاف: «استهدفت هذه الخدمة الآباء والقائمين على رعاية الأطفال من أفراد الأسر فئة الذكور، والأخصائيين الاجتماعيين والمدرسين من فئة الذكور، وذلك بهدف تحديد الأثر الإيجابي للمشاركة الفاعلة بين الأمهات والآباء في الرعاية الوالدية على الأبناء، واكتساب المهارات لتبني أسلوب تعامل إيجابي ومسؤول لتوجيه سلوكيات الأبناء، والتمكن من تطبيق مهارات استثمار الممارسات الحياتية اليومية لزيادة الوقت النوعي مع الأبناء لتعزيز التقارب الأسري، حيث بلغ المؤشر الفعلي في تعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية 2524، والمؤشر المخطط 1350».
إنجازات المنصة الرقمية
قالت نعيمة مبارك المزروعي، مدير دائرة تنمية الأسرة بمؤسسة التنمية الأسرية: «إن منصة (تربية المراهقين الأبوة الإيجابية) الرقمية التي أطلقتها مؤسسة التنمية الأسرية خلال عام 2022، عملت على زيادة وعي الوالدين تجاه أبنائهم، خاصة في مرحلة المراهقة وأثرها على سلوكهم وأفكارهم، حيث تضمنت سبعة أقسام حيوية، جميعها ركزت على حياة المراهقين وكل ما يعتري هذه المرحلة من قضايا واهتمامات، وما يجب على الوالدين معرفته من نصائح واستراتيجيات، تتمثل في (التغيرات في مرحلة المراهقة، فهم السلوك وتنمية قدرات المراهق، المراهقون والعائلة والمجتمع، التربية الدينية والهوية الوطنية، المراهقون المدرسة والتعلم، العالم الرقمي جودة حياة المراهق، الصحة النفسية والجسدية)». وأوضحت المزروعي أن مؤسسة التنمية الأسرية عملت على إعداد الخطة التطويرية التشغيلية للمنصة الرقمية لعام 2022، من خلال إعداد 93 محتوى متنوعاً مرئياً ومقروءاً ومسموعاً جديداً باللغة العربية والإنجليزية، حيث تم إعداد 11 سيناريو ترويجياً لعائلة بوراشد، ونشر التسجيلات القصيرة الترويجية للمنصة لعدد 7 أقسام، كما تم تحقيق عدد 28813 من الزوار وبتكرار عدد 48120 زائراً، بالتنسيق مع دائرة التعليم والمعرفة ومؤسسة الإمارات للتعليم «وزارة التربية والتعليم» للترويج عن المنصة على أولياء الأمور مشاركة المنصة الرقمية (تربية المراهقين - الأبوة الإيجابية) ضمن المشاريع المتميزة في معرض جيتكس خلال الفترة من 10 إلى 14 أكتوبر 2022، وزيادة في عدد المشاركين الجدد ما يقارب 2000 مشارك.
وتابعت: «بلغت نسبة الرضا عن المنصة الرقمية 94%، وهذا مؤشر يؤكد أهميتها ومدى الاستفادة من مضمونها، كما تمت المشاركة بالمنصة الرقمية في محطة الأسرة والذكاء الاصطناعي ومهارات المستقبل ضمن الملتقى الأسري الثالث الذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية خلال الفترة من 13 إلى 18 ديسمبر 2022، وتستمر المؤسسة في إعداد وتطوير المحتويات الإلكترونية المسموعة.