لمياء الهرمودي (الشارقة)
تعد الأسرة اللبنة الأساسية في المجتمع لذلك لا بد من بناء أفرادها البناء الصحيح، وفي فضاء الشبكة العنكبوتية وثورة منصات التواصل الاجتماعي، كان لا بد من الإمعان قدر الإمكان في ما تتلقاه الأسر من معان ورسائل، ومحتوى قد يسهم في هدم الترابط الأسري المبني على القيم الأصيلة والعادات والتقاليد، والدين الحنيف.
وفي هذا الإطار، بذلت إدارة المجلس الأعلى للأسرة في الشارقة متمثلة في المكتب الثقافي والإعلامي جهوداً كبيرة في هذا الشأن من أجل أن يكون هناك إعلام هادف مبني على أسس متينة من القيم لدعم المفاهيم الصحيحة، والمبادئ السوية والتي تنعكس بشكل إيجابي على جميع أفراد الأسرة في المجتمع، في زمن سيطرت فيه «السوشيال ميديا» بشكل أكبر على معظم أوقاتنا اليومية.
وتؤكد إدارة المكتب الثقافي والإعلامي في الشارقة، أن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمعات المتطورة، ويتجسد ذلك في مجتمع إمارة الشارقة من خلال رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تولي الأسرة عناية واهتماماً بالغين، كما وضعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، مبدأ واضحاً في أن تكون الاستراتيجيات المتبعة في المؤسسات المجتمعية واضحة الأهداف ومتجددة تترجم بخطط يمكن قياس تأثيرها المباشر على المجتمع، والحرص على مواكبة معطيات العصر وتطوراته أمر ضروري لضمان أمن واستقرار الأسر.
المؤثرات الإعلامية
وقالت صالحة غابش، مدير المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة: الإعلام الأسري يوضح العلاقة بين الكيانين المهمين في المجتمع وهما الإعلام والأسرة، وجميع المجتمعات تعول على نجاح الأسرة كونها اللبنة الرئيسة في بناء المجتمع، فإذا كانت معافاة بالتالي يكون البناء قوياً، ولكن عندما يتم فقد بعض القيم المهمة للأسرة، يتم التساؤل من أين يأتي التأثير؟، وفي وقتنا الحالي يعتبر الإعلام ذلك الفضاء الواسع، له تأثير كبير على بناء الأسرة، والمؤثرات الإعلامية غير الهادفة وغير المفيدة تهدد أواصر العلاقة في الأسرة، لذلك نحن نؤمن بأهمية دور الإعلام في تنشئة الأسرة وتقويتها، وهناك الكثير من المحتوى والقضايا التي تبث في الإعلام كانت سبباً في تدهور العديد من الأسر.
وأضافت: نسعى من خلال التثقيف بأهمية الإعلام الأسري الذي ينشأ على علاقتها بالإعلام بشكل متناغم، خاصة مع صناع المحتوى الذين يبثون محتواهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، لذلك نحن نود من جميع صناع المحتوى أن يشعروا بالمسؤولية المجتمعية، وبأهمية دورهم في التأثير على فكر أفراد الأسر في المجتمع.
وأكدت مدير المكتب والثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ضرورة دعم الجهات المسؤولة عن الإعلام في الدولة لأصحاب المحتوى الإيجابي، فضلاً عن ضخ الأموال لدعم البرامج الهادفة سواء على مستوى القنوات أو الإذاعات والصحف، وبشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، كما يجب أن تكون هناك جهة رقابية رسمية، تابعة للمجلس الوطني للإعلام لتنظيم ما يبث من محتوى على تلك المنصات.
تنشئة إيجابية
وبدوره، أشار محمد الحمادي، رئيس جمعية الصحفيين، إلى أهمية دور الإعلام وتأثيره على الأسرة، موضحاً أن التغيرات الكثيرة التي نراها في العالم تؤثر على الأسرة، خاصة أن الفضاء أصبح مفتوحاً، واختلفت الثقافات وتفاوتت تأثيراتها على الأسرة، لذلك لا بد من تكاتف الجهود من أجل وجود إعلام أسري لإيصال الرسائل الإيجابية والوطنية، والإنسانية الصادقة، والتي تساعد على تماسك الأسرة وتنشئة الأبناء تنشئة إيجابية وسليمة.
وأضاف: أن مفهوم الإعلام الأسري مفهوم حديث وهو يعنى بالاهتمام بوضع الأسرة في المجتمع، وعلى المنظومة الإعلامية مراعاة أفراد الأسرة من خلال طرح الأفكار المناسبة كونها تتأثر بما يتم بثه ونشره على مختلف القنوات، خاصة أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت مفتوحة، ويصل محتواها إلى فئات المجتمع كافة وخصوصاً صغار السن، لذلك لا بد من أن تكون هناك مسؤولية مجتمعية لحماية صغار السن مما يتعرضون له من محتوى قد يهدد الاستقرار الأسري في المجتمع.
وقال رئيس جمعية الصحفيين في الدولة: هناك تحديات كثيره تواجه الأسرة، لذلك يجب على القائمين على الإعلام المؤسسي وضع خطة سنوية بحيث يكون للأسرة نصيب واضح، بحيث يتم التخطيط للمفاهيم والأهداف التي سيتم التركيز عليها، والتي سيتم توجيهها للأسرة بشكل سنوي، لاستقطاب أفرادها إلى برامجها الهادفة والممتعة في الوقت ذاته.
رسائل وقيم
قالت إيمان نجم «إعلامية كويتية»: إن الإعلام ينشأ عبر مجموعة أشخاص يقومون على إنشاء فكر معين ومن خلاله يتم ضخ الأموال للوصول لشهرة معينة، ولكن خلال هذه الرحلة هناك أفكار ورسائل وفكر وقيم يتم إيصالها من خلال هذا الإعلام الموجه لمختلف فئات المجتمع ومن بينها أفراد الأسرة، ونرى حالياً إعلاما هابطا متابعا بشكل كبير من قبل العديدين بسبب عدم وجود موجة أقوى من الإعلام الهادف التجاري ذلك الإعلام الهابط، الذي يحتكر الساحة، لذلك يجب على الجهات المعنية أن تأخذ الأمر بجدية أكبر، وعلى المسؤولين في القطاع الإعلامي التضامن لإنتاج برامج ومحتوى إعلامي هادف، يسهم في إنتاج وتأهيل جيل مستقبلي واع يكمل مسيرة الإعلام الهادف والصحيح.
وأكدت إيمان نجم أن الدعم مطلوب للإعلاميين الحقيقيين، والمؤهلين وذوي الخبرة لتوجيه الإعلام خاصة ما نراه على منصات التواصل الاجتماعي، لذلك لا بد من التقويم والنهوض بالإعلام بالشكل الصحيح، وقالت: إن أفراد الأسرة يواجهون تحديات كبيرة، لذلك فإننا بحاجة لصناعة إعلام قوي يتصدى للمحتوى الهابط الذي بات يكتسح أغلب منصات التواصل الاجتماعي ويطغى على البرامج الهادفة، فالتكاتف مطلوب من جميع الجهات المسؤولة، للتصدي لمثل هذه الظاهرة السلبية، والعودة بالإعلام والمحتوى الإعلامي إلى المسار الصحيح والقويم.
برامج مخصصة
من جانبها، أشارت عائشة الرويمة، منتجة أخبار في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون ومدربة في مجال تنمية الذات، إلى أهمية الإعلام الأسري من خلال توجيه برامج مخصصة تعنى بأفراد الأسرة بكافة فئاته وذلك لحاجة المجتمع لوجود إعلام أسري هادف يسهم ويأخذ بيد كافة أفراد الأسرة، ويعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة والتي باتت منشرة، ويسهم في جانب التوعية والتثقيف بحسب عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي.
وأكدت أن الجهات الإعلامية الرسمية لها دور كبير في مجال التوجيه وبث برامج خاصة أو مشتركة في مجال الإعلام الأسري القائم على أساس بناء أفكار وثقافة تعزز القيم والعادات والتقاليد بشكل ممتع وجاذب، ليكون عامل وصل بين ما هو رائج في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وأصالة المجتمع، وبذلك فإن استقطاب مثل هذه البرامج أو الشخصيات له دور فعال، وإيجابي وموائم للرأي العام، وتفعيل جانب المسؤولية المجتمعية للمؤثرين في مختلف منصات التواصل الاجتماعي. كما أكدت أن تبني الشخصيات المؤثرة في منصات التواصل الاجتماعي غير الرسمية في الجهات الرسمية يسهم بشكل كبير في تقويم هذه الشخصيات وتحويل المسار بشكل إيجابي بعيداً عن السلبيات، وبالتالي فإن المخرجات أو المحتوى الإعلامي الذي يصل للفئات المختلفة في المجتمع سيكون دائماً في مصلحة المجتمع وهذا ما سيقود إلى إخراج إعلام أسري هادف وواع وممتع في الوقت ذاته يساير دفة التقدم والتطور المستمر الحاصل في المجال الإعلامي.