دبي (الاتحاد)
تأكيداً على التزام دبي بالحفاظ على البيئة وصونها للأجيال القادمة، وحرصها على صون الحياة الفطرية بأشكالها كافة، بما في ذلك الحياة البحرية، قام «مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف»، التابع لـ«مجموعة جميرا»، وتزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للسلاحف البحرية، بإطلاق 15 سلحفاة من فصيلة «اللجأة صقرية المنقار» و6 من السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض إلى موئلها الطبيعي في مياه الخليج العربي، وذلك من شاطئ فندق «جميرا النسيم»، في خطوة تعكس مدى الوعي بأهمية تلك المخلوقات، ودورها الحيوي في توازن الموائل البحرية.
وتأتي هذه المبادرة من «مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف» في ضوء ما توليه الإمارة من اهتمام كبير لإنقاذ أنواع السلاحف المهددة بالانقراض، ومنها سلاحف اللجأة صقرية المنقار التي تبني أعشاشها سنوياً في هذا الساحل من الخليج العربي، وتعد من المخلوقات التي تقف على حافة الانقراض.
ومن بين السلاحف التي تم إعادة تأهيلها بنجاح عبر المشروع، أنثى سلحفاة خضراء كبيرة بعد إصابتها نتيجة اصطدامها بأحد القوارب، بالإضافة إلى ذكر سلحفاة من فصيلة اللجأة صقرية المنقار الذي أنقذه المشروع في أكتوبر 2022، عقب تلقي بلاغ عبر الرقم المجاني TURTLE 800 بالعثور عليه بالقرب من ساحل رأس الخيمة بحالة سيئة نتيجة تناوله مخلفات بلاستيكية.
استضافت الحدث كاترينا جيانوكا، الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا، التي ألقت كلمة الترحيب، وعلقت قائلة: «تضم محفظتنا العديد من المنتجعات الشاطئية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وإندونيسيا والمالديف، ويتجلى فيها تأثير التغير المناخي على الأنواع البحرية النادرة والمنظومات البيئية الهشة».
وأضافت جيانوكا: «تعد مسألة المرونة الساحلية والتنوّع الحيوي الصحي أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لنا ولقطاع السياحة والضيافة العالمي. ونحن ملتزمون بالتحرك الفوري دعماً للمساعي المبذولة في بناء مستقبل مستدام للجميع».
حضر إطلاق السلاحف، عدد من أبرز الشركاء من المؤسسات الحكومية والأكاديمية والمنظمات غير الحكومية، فضلاً عن ممثلين عن مركز «ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ» الذين أجروا فحصاً بالأشعة المقطعية على السلحفاة اللجأة صقرية المنقار في بداية رحلتها الرائعة لإعادة التأهيل.
أثر عالمي
وفي هذه المناسبة، قالت باربرا لانج- لينتون، مديرة الأكواريوم في «برج العرب جميرا»: «مع وجود عدد قليل جداً من هذه السلاحف لا بد من مساعدتها في الحفاظ على فصيلتها من الانقراض، ولهذا نسعى جاهدين إلى إطلاق السلاحف البحرية البالغة فور تعافيها وإعادة تأهيلها. وقد أطلقنا مجموعة من السلاحف هذا الموسم، ويكشف لنا برنامج التتبع عبر الأقمار الصناعية أن العديد منها قد توجه بالفعل إلى مواقع أعشاشها. ومع الارتفاع المستمر لدرجات حرارة الشواطئ نتيجةً للتغير المناخي، يتجه التمايز الجنسي لدى السلاحف البحرية نحو المزيد من الإناث، لهذا فإن القدرة على تأهيل ذكر كامل النمو من فصيلة اللجأة صقرية المنقار يعتبر خطوة بالغة الأهمية في مساعي الحفاظ على السلاحف البحرية في دولة الإمارات وعلى مستوى العالم بصورة عامة».
برنامج التتبع
وتوضح بيانات برنامج التتبع عبر الأقمار الصناعية الذي يديره «مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف» تأثير المشروع على أعداد السلاحف على مستوى العالم، حيث يتتبّع الفريق إحدى السلاحف التي تم إنقاذها من فصيلة اللجأة ريدلي الزيتونية، والتي تجوب المياه قبالة السواحل الإماراتية في بعض الأحيان، إلى مواقع أعشاشها الرئيسية في الهند. وأظهرت البيانات السابقة أن السلاحف الخضراء قادرة على الوصول إلى أماكن بعيدة في هجرتها مثل تايلاند، ما يبرهن على فاعلية جهود الفريق وتأكيد نجاحها، وأهمية مساعي إعادة تأهيل السلاحف وإطلاقها في الحفاظ على أعداد السلاحف البحرية حول العالم.
إنقاذ 100 سلحفاة سنوياً
ومنذ تأسيس المشروع في العام 2004، نجحت «مجموعة جميرا» في رعاية أعداد كبيرة من السلاحف البحرية المريضة أو المصابة بالتعاون مع مكتب دبي لحماية الحياة البرية، ومستشفى دبي للصقور، والمختبر المركزي للأبحاث البيطرية. وتُظهر الإحصائيات أن معدل السلاحف التي تم إنقاذها قد بلغ أكثر من 100 سلحفاة سنوياً، وتعد سلاحف اللجأة صقرية المنقار والسلاحف الخضراء من أبرز فصائل السلاحف التي يحرص «مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف» على رعايتها ضمن مرافقه، في حين يعنى المركز أيضاً بالسلاحف ضخمة الرأس وسلاحف اللجأة ردلي الزيتونية.
يشتمل «مشروع دبي لإعادة تأهيل السلاحف» على برنامج تعليمي وتثقيفي موجه لطلبة المدارس بهدف التعريف بأنشطة المشروع وأهمية هذه المخلوقات والأخطار التي تواجهها، حيث شارك في البرنامج ما يزيد على 1700 من طلبة المدارس من مختلف أنحاء الدولة خلال الفترة بين أكتوبر وأبريل.