لمياء الهرمودي (الشارقة) 
تهدف «المسؤولية المجتمعية» إلى توعية المجتمع بمختلف أفراده وفئاتهم العمرية بأهمية أن يكون للفرد دور إيجابي وفاعل لخدمة الآخرين والمجتمع دون مقابل من أجل الارتقاء به، كما أن تنمية حس المسؤولية لدى الأفراد في المجتمع أمر يسهم في دعم التلاحم المجتمعي الذي له أثر رئيسي في تحقيق الرخاء والاستقرار الاجتماعي، فضلا عن ترسيخ مفهوم الإنسانية والعطاء والتطوع، وغرس هذا الفكر في نفوس طلبة المدارس أصبح أمراً لا بد منه من أجل أن ترسخ هذه الثقافة في نفوسهم وتنمو معهم منذ الصغر.
وأجمع عدد من المختصين على أهمية نشر هذا المفهوم، وغرسه في نفوس الأجيال منذ الصغر، حتى تصبح المسؤولية المجتمعية ركناً أساسياً في النسيج المجتمعي، والعلاقات الإنسانية.

وقال الدكتور العميد محمد خميس العثمني مدير أكاديمية شرطة الشارقة: المسؤولية المجتمعية تسهم بشكل كبير في تنمية الحس الإنساني وثقافة العطاء من دون مقابل في المجتمع، ونشر هذا الفكر والمعرفة بين المجتمع الطلابي بشكل خاص يعمل على تشجيع الطلاب للدخول في مجال التطوع وتحمل المسؤولية من خلال تقديم الخدمات الإنسانية تجاه جميع فئات المجتمع، واعتباره واجباً إنسانياً ووطنياً، وواجباً على الفرد أن يقدمه للمجتمع الذي ينتمي إليه.
وأضاف: إن إطلاق المبادرات والجوائز التي تحفز الطلبة على التطوع، يعتبر أمرا مهما على المؤسسات والجهات أن تتعاون لتقوم به، خاصة أن هدفها إنساني ونبيل، وهي تشجع الطلبة في المدارس على أن يعتادوا على فكرة المشاركة والعطاء والتطوع، فتصبح المسؤولية المجتمعية جزءاً لا يتجزأ من فكر الطلبة وثقافتهم ومبادئهم. وبذلك نكون قد أنشأنا جيلا واعيا ومدركا لأهمية مفهوم تحمل المسؤوليات التي تلقى على عاتقه، مؤكداً أن المؤسسات المجتمعية يعتبر دورها متكاملاً لتنمية ونشر ثقافة المسؤولية المجتمعية، وحث أفراد المجتمع على تبني مسؤولية التطوع والعطاء، والمبادرة دون انتظار مردود مادي أو معنوي.

 بدوره، أشار محمد عبد الرحمن الحمادي مسؤول الهلال الطلابي في مكتب الهلال الأحمر الإماراتي في الشارقة، إلى أهمية دور المؤسسات في إطلاق مبادرات تسهم في نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية والثقافة التطوعية على مستوى طلبة المدارس، إذ أنها تعتبر مرحلة مهمة في غرس هذا الفكر الإنساني، وتشجيع الطلبة على الدخول في هذا المجال الذي يعزز قيمة التلاحم المجتمعي، ويبين مدى أهمية أن يكون للفرد دور فاعل وإيجابي دون مقابل، وأن العمل لأهداف إنسانية ونبيلة أمر يجب أن يقدمه أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم العمرية.

من جهتها، قالت عذاري حسن معلمة في مرحلة رياض الأطفال: إن تنمية حس المسؤولية المجتمعية في نفوس الطلاب في مرحلة الرياض أمر مهم وضروري، إذ أن هذا الفكر يسهم بشكل كبير في بناء شخصية الطفل ويساعد على صقل مهاراته وتنميتها، كما أننا نقوم على تأسيسه على أساس من القيم والعادات والمبادئ الصحيحة، وتعزيز مثل هذه العادات يرفع عند الطفل حس المسؤولية ويقوي شخصيته ويعي ويقدر النعم التي من حوله، كما أنها تبني حس المسؤولية المجتمعية فيه وتغرس فيه روح القيادة. وأضافت: إن قيام المؤسسات على دعم فكرة المسؤولية المجتمعية من خلال إنشاء وإطلاق مبادرات تحفيزية في مجال المسؤولية المجتمعية والتطوع يثري هذا الجانب، ويدعم نشر هذه الفكرة والثقافة بين طلاب المدارس بمختلف مراحلهم فيصبح لدينا جيل واعٍ ومسؤول.

ركن رئيسي
من جانب آخر، أكدت شما خلفان الكندي طالبة في الصف الثاني عشر، أهمية الشعور بالمسؤولية المجتمعية، والتي تعتبرها ركناً رئيسياً من أركان ثقافتنا الإماراتية والإسلامية، وقالت: تبني الجهات والمؤسسات في المجتمع للمبادرات الإنسانية يعزز في الطلبة حب الوطن والولاء والانتماء إليه، ما يجعل الطالب يقدر ظروف الآخرين من الناحية المادية أو الصحية أو المعنوية، لذلك فإن تشجيع الطلبة على الإحساس بأهمية أن يكون المجتمع مترابطاً أمر ضروري ومهم.

وبدوره، أعرب الطالب عبد الرحمن مانع، من الصف التاسع، عن أن مشاركة الطلبة في المبادرات المختلفة والتي تحمل شعار المسؤولية المجتمعية توعي الطلبة بأهمية أن يسهموا في مجال التطوع الإنساني، وأن يتحملوا ويستوعبوا مفهوم المسؤولية المجتمعية بشكل أفصل.
وأضاف: عندما يشارك الطالب في جمع التبرعات، وزيارة الأسر المتعففة، يشعر بمعاناتها، ومدى حاجتها، ما يولد في نفسه الإحساس بأهمية المجتمع المترابط والمسؤول عن بعضه بعضاً، وبالتالي فإن شخصيته تتغير ونظرته إلى الأمور من حوله أيضاً تتغير، حيث تنضج شخصيته وتصبح مصقولة وواعية بصورة أكبر.