وائل بدران (أبوظبي)
أشادت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، هالة غريط، بجهود دولة الإمارات في التصدي للتطرف، لاسيما عبر الدبلوماسية والجهود المبذولة لتعزيز التعايش والاعتدال، مؤكدة أن هذه الجهود جزء مهم من الاستراتيجية الأوسع نطاقاً للقضاء على الأسباب الجذرية للتطرف والإرهاب.
وأشارت إلى الدور البارز الذي تلعبه الإمارات في مجموعة الاتصال التابعة للتحالف ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، قائلة: «الإمارات شريك قيم في هذه الجهود، وشاركت بنشاط في تطوير الرسائل التي تروج للتسامح والاعتدال والتعايش، كجزء من تحالف مكافحة داعش، ونقدر دور الإمارات العربية المتحدة في التصدي للتطرف، سواء من خلال الدبلوماسية أو الجهود المبذولة لتعزيز التعايش والاعتدال».
وأضافت غريط في حوار خاص مع «الاتحاد»: «نتطلع إلى مواصلة التعاون مع الإمارات وشركائنا الآخرين في التحالف لتحقيق هدفنا المشترك في هزيمة داعش، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال والتعايش».
وأكدت أن الموقف الأميركي من قضية عناصر «داعش» الأجانب وعائلاتهم والذين يوجدون حالياً في مخيمات أو في مراكز احتجاز في سوريا والعراق، هو أنه يجب على الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المقاتلون أن تتحمل مسؤوليتها في إعادتهم ومحاكمتهم إذا تطلب الأمر، لافتة إلى أن هناك نحو 50.000 شخص في مخيم الهول، نصفهم تقريباً من الأطفال.
وذكرت غريط لـ«الاتحاد»: «لأسباب إنسانية ولتعزيز الاستقرار، يجب أن يعود أفراد هذه الأسر إلى ديارهم»، موضحة أن إعادة أعضاء داعش الأجانب وأفراد عائلاتهم إلى بلدانهم الأصلية أمر حيوي لتقليل أعداد الأشخاص الموجودين في مخيمات مثل الهول، وأماكن الاحتجاز التي تحتجز حوالي 10.000 مقاتل من داعش.
وحذرت من أن الفشل في إعادة عناصر التنظيم الإرهابي الأجانب المحتجزين وذويهم إلى بلدانهم، قد يؤدي إلى هروبهم وحمل السلاح من جديد، وهو ما يمكن أن يشكل تهديداً للأمن الدولي. وأضافت: «تعتبر الولايات المتحدة أن الأطفال الذين تم إحضارهم إلى سوريا أو العراق من قبل ذويهم أو الذين وُلدوا هناك يجب أن يعاملوا أولاً وقبل كل شيء كضحايا، ونعمل بنشاط لدعم الدول في إعادة هؤلاء الأطفال إلى بلدانهم الأصلية لحل هذه الأزمة الإنسانية».
وتابعت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية: «تحث الولايات المتحدة الدول الأخرى على القيام بدورها في معالجة هذا التحدي الأمني الهائل»، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تقدم الدعم اللوجستي والدبلوماسي للدول التي تعيد مواطنيها، وتقدم الدعم أيضاً في إعادة التأهيل والدمج، والتحقيقات والمحاكمات عند الحاجة.
وذكرت أن الولايات المتحدة تقدر الجهود التي قامت بها بعض الدول التي أعادت بالفعل مواطنيها من سوريا والعراق، وتحث الدول الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة.
ونوّهت إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أعلن في خطابه أمس الأول، خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش الذي عقد في الرياض، أن واشنطن ستقدم تمويلاً لمعالجة نقاط الضعف التي استغلها تنظيم «داعش»، وقام بإبراز عدة نقاط رئيسة في السعي لهزيمة داعش بشكل دائم، تضمنت المساعدات لدعم الاستقرار في جميع أنحاء العراق وسوريا.
وقالت المتحدثة: «أشار الوزير بلينكن إلى أن الظروف الأمنية والإنسانية السيئة، وعدم وجود فرص اقتصادية، تعتبر الوقود الذي يغذي اليأس الذي يستغله داعش للتجنيد، والولايات المتحدة أعلنت التعهد بتقديم تمويل يبلغ 148.7 مليون دولار لصندوق دعم الاستقرار».
وشددت على ضرورة إعادة أفراد عائلات «داعش» الأجانب إلى بلدانهم الأصلية، وهذا الأمر حيوي لتقليل أعداد الأشخاص الموجودين في مخيمات مثل الهول، وأماكن الاحتجاز التي تحتجز حوالي 10.000 مقاتل من داعش.
وأفادت بأن مواكبة التهديد المتغير هو أيضاً أمر حساس، فعلى سبيل المثال الأمن في الساحل ومنطقة غرب أفريقيا تدهور بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، لذلك فإن الولايات المتحدة تقدم دعماً لجهود مجموعة التركيز الأفريقية، وتعهدت بتقديم 130 مليون دولار لتعزيز القدرات المدنية لمكافحة الإرهاب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وأضافت: «هناك أيضاً تركيز على تجفيف منابع تمويل داعش وقدرته على جمع ونقل الأموال، وفي هذا المجال، الولايات المتحدة، ووزارة الخزانة تحديداً، تراقب الأمور عن كثب، وتفرض العقوبات على الميسرين الذي يدعمون داعش للحد من قدرة التنظيم على الحصول على التمويل بأي شكل».
وشددت في ختام تصريحاتها على أنه رغم القضاء على «سيطرة» داعش على الأرض، إلا أن خطر بروباغاندا وأيديولوجية التنظيم لا يزال قائماً، بالتالي هذه نقطة يركز عليها التحالف كثيراً للتصدي لفكر التطرف العنيف في كل أنحاء العالم.