إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد الدكتور أحمد حبيب، اختصاصي أرصاد جوية في المركز الوطني للأرصاد، أن هناك موسمين تزداد فيهما الحالات المدارية أو تتشكل فيهما الأعاصير في بحر العرب، الموسم الأول بين الربيع والصيف من نهاية مايو حتى نهاية يونيو، وهي فترة تزداد فيها احتمالية تكون الحالات المدارية أو الأعاصير، والموسم الثاني يكون بين الصيف والشتاء خلال الفترة من أكتوبر إلى نوفمبر. وهي فترات تكثر فيها احتمالات تكون الأعاصير المدارية في المحيط الهندي وبحر العرب.
ولفت إلى أن المركز الوطني للأرصاد يقوم بمتابعة على مدار الساعة، وبتحديث مستمر لكل الاحتمالات والتنبؤات العددية وما يصاحبها من عوامل متغيرة، إذ إن النماذج العددية تقوم بعمل تحديث مستمر كل 6 ساعات ومنها ما يعمل تحديثاً كل 12 ساعة، وكل تحديث قد يصاحبه متغيرات لوجود العديد من العوامل الجوية المتغيرة الموجودة مثل الضغط الجوي، والرياح، ودرجة حرارة سطح البحر وهكذا، وفي حال تغير أي عامل من العوامل تتغير النتائج.. لذا يدعو المركز الوطني للأرصاد الجمهور إلى متابعة نشرات المركز الموثوقة، والمركز يضع الجمهور أولاً بأول أمام أي مستجد بشكل عام وبالتنسيق مع الجهات المعنية.
التنبؤات العددية
وحول أسباب ظهور الشائعات من قبل البعض، قال الدكتور حبيب: ذلك يحدث بسبب النماذج العددية التي يطلع عليها البعض من ذوي الخبرة القليلة، من مستخدمي الإنترنت غير المتخصصين، إذ إن التنبؤات العددية وهي عبارة عن نماذج تتحدث عن مسار المنخفض الجوي وسهل لأي شخص غير متخصص أن يطلع عليها، والبعض يقوم بنشرها على أنها معلومات مؤكدة متجاهلاً ارتباط تلك النماذج بعدد من العوامل المؤثرة على المنخفض أو الحالة المدارية، والتي قد تنتهي في البحر أو يتغير مسارها.. فنشر المعلومات المتوفرة على الإنترنت ووضعها كحقائق دون مراعاة المنهجية العلمية التي يعمل بها المتخصصون يؤدي إلى البلبلة وحدوث الشائعات.
وأضاف: المركز الوطني للأرصاد وبما يملكه من بنية تحتية متطورة وخبرات متخصصة، والعمل مع منظومة متكاملة كالأزمات والطوارئ، لا يعتمد إلا بيانات موثوقة نظراً لأن كل حالة تتأثر وترتبط بمجموعة من المتغيرات المعقدة المصاحبة لها، وتصدر البيانات بعد دراسة منهجية متأنية لها تحليل علمي مع اعتبار الاحتمالات والتغيرات التي يمكن أن تحدث في الحالات المدارية وضع كل الاحتمالات بكل شفافية.
الأعاصير المدارية
وقال الدكتور أحمد حبيب: إن الأعاصير هي دورات هوائية دوارة تتولد في الأجزاء الغربية من المحيطات وفي الغالب تكون مناطق ساكنة استوائياً أوي طلق عليها مناطق الركود الاستوائي، حيث ساعد سكون الهواء على ارتفاع كبير في درجات الحرارة في الأجزاء السفلى من الغلاف الجوي في تلك المناطق، أي أن الأعاصير تنشأ في المناطق الحارة في نطاق الرياح التجارية الموسمية.. وفي ما يتعلق بشكل الأعاصير المدارية، يظهر الإعصار على شكل دوائر متحدة المركز تشبه المنخفض الجوي إلى حد كبير إلا أن دوائر الإعصار تكون منتظمة وهي تمثل بخطوط تساوي الضغط على خرائط الطقس وتكون الدوائر متقاربة جداً لزيادة شدة الرياح التي تدور حول الإعصار باتجاه مضاد لاتجاه حركات عقارب الساعة.
مناطق تولد الأعاصير
وأضاف: تنمو الأعاصير المدارية عند خطوط عرض فوق 5 درجات من خط الاستواء وتصل شدتها القصوى فوق المياه المدارية الساخنة أي فوق المحيطات عند ما بين 10 -20 درجة شمالاً وجنوباً لخط الاستواء.. ويلاحظ أن الأعاصير لا تظهر عند خط الاستواء نفسه لأن الرياح التي تعبر هذا الخط لا تنحرف الانحراف الكافي لإحداث الحركة الدورانية، أي دوران الهواء بسرعة حول مركز الأعصار على شكل دوامة بينما البعد عن خط الاستواء يساعد على انحراف الرياح بسبب دوران الأرض حول نفسها.
أسباب تكون الأعاصير
وحول أسباب تكون الأعاصير، قال د. حبيب: هناك أسباب منها دوران الأرض حول نفسها، وسخونة الهواء وتكون تيارات هوائية صاعدة يحدث عدم استقرار في الهواء، والتيارات المائية الاستوائية تنقل إلى الأجزاء الغربية من المحيطات كتلاً كبيرة من المياه الساخنة (الدافئة) والتي تعمل على تغذية الهواء الساخن فوقها ببخار الماء الذي يعمل على تغذية المنخفض الاستوائي بالطاقة التي تعمل على تقوية المنخفض حيث إن الحرارة الكامنة التي تنطلق نتيجة للتكاثف تساعد على صعود الهواء أسرع فأسرع حتى تصل الرياح إلى سرعة هائلة جداً.
يندفع هواء المحيط الساخن الرطب باستمرار ليحل محل الهواء الصاعد، وتكون الرياح في القاعدة أكبر من القمة وتسبب القمع، وسرعة الرياح في الإعصار قد تصل إلى 250 كم/ س تقريباً، ومركز الإعصار (عين الأعصار) قطره 35 كم تقريباً ويكون الهواء ساكنا تماما، فتسقط أمطار غزيرة جدا وكميات هائلة مع الإعصار تصل إلى مئات الملليمترات في بضع ساعات، كما أن الضغط الجوي في مركز الإعصار يكون شديد العمق ويكون انحداره شديدا جدا ولذا تظهر الدوائر متقاربة جدا وينخفض الضغط في مركز الإعصار، تتحرك الأعاصير من الشرق إلى الغرب، ويحدد مقياس الأعاصير بسرعة الرياح التي ترافق الأعاصير وقيمة الضغط الجوي، وكلما قلت قيمة الضغط الجوي في المركز، زادت قوة الإعصار والعكس.
ويمثل الجدول مراحل الحالة المدرية ودرجات الإعصار مع قوة الرياح.
تسمية الحالات المدارية أو الأعاصير
تقوم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية WMO بإعداد قوائم بأسماء متعاقبة ملائمة لكل منطقة أعاصير، منها الأعاصير المدارية التي تضرب مناطق العالم، حيث يمكن للأعاصير المدارية أن تدوم أسبوعا أو أكثر بأيام قليلة، فيمكن أن يتزامن أكثر من إعصار في الوقت ذاته.
لفت الدكتور أحمد حبيب إلى وجود جدول يتم اقتراحه من قبل المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا التابعة لأعضاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في منطقة محددة قائمة الأسماء، وتوافق عليها الهيئات الإقليمية المعنية بالأعاصير المدارية خلال دورتها السنوية أو نصف السنوية، والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية أقرت بتسمية الأعاصير للمساعدة في التعرف السريع على العواصف في رسائل التحذير على افتراض أن تذكر الأسماء أسهل بكثير مقارنة بالأرقام والمصطلحات الفنية، حيث يرى الكثيرون أنه مع تسمية العواصف يسهل الإبلاغ عن الأعاصير المدارية في وسائل الإعلام، ويرفع مستوى الاهتمام بالتحذيرات، ويعزز تأهب المجتمعات المحلية.
مراقبة الأعاصير
أوضح أن المركز الوطني للأرصاد أكد أنه لا تأثير للحالة المدارية ببحر العرب «بيبر جوي» على الدولة خلال الأيام الخمسة القادمة، طبقاً لتقريره الثالث عن الحالة، والتي يتابعها المركز على مدار الساعة، داعياً الجمهور إلى ضرورة متابعة النشرات والتقارير الصادرة من المركز وعدم تداول الإشاعات، لافتاً إلى تصنيف الحالة إعصاراً من الدرجة الأولى بالنسبة إلى الوضع الحالي.
يتمركز جنوب بحر العرب عند خط عرض 14.4 شمالاً وخط طول 66.0 وتبلغ سرعة الرياح حول المركز من 135 إلى 145 كلم/ الساعة، مع وجود تشكيلات من السحب الركامية الممطرة حول المنخفض. ويتوقع المركز أنه من خلال النظر إلى النماذج العددية والتقارير الصادرة من مركز مراقبة الأعاصير الإقليمي من المتوقع استمرار قوة الإعصار من الدرجة الأولى خلال الـ24 ساعة المقبلة، ويكون مساره باتجاه شمال بحر العرب، حيث تتراوح سرعة الرياح حول المركز ما بين 135 -155 كلم/ س، وسرعة تحرك الإعصار 5 كلم/ س، علماً بأنه لا يوجد تأثير على الدولة خلال 5 أيام مقبلة، حسبما أكد المركز.