هالة الخياط (أبوظبي)
تجاوز عدد زوار محمية كثبان الوثبة الأحفورية منذ افتتاحها نوفمبر الماضي 40 ألف زائر من محبي الطبيعة، لأهمية الموقع البيئية والسياحية، كونها تضم أكثر من 1700 كثيب أحفوري منتشرة على 7 كيلومترات مربعة. ومع الارتفاع في درجات الحرارة تشهد المحمية إقبال الزوار في الفترة المسائية من الساعة 5 – 7 مساءً لممارسة رياضة المشي.

وتتضمن المحمية ممشى الزوار الذي تم تجهيزه ضمن برنامج السياحة البيئية، حيث يقدم فرصة فريدة ومميزة تتيح للزوار مشاهدة الطبيعية الخلابة وممارسة العديد من النشاطات، مثل التنزه بالمسارات المضاءة التي يصل طولها إلى 3 كم ذهاباً وإياباً، وعلى جانبيها العديد من مظلات ومقاعد للاستراحة والاستجمام، ومشاهدة العروض الضوئية الموسيقية للكثبان الأحفورية من منطقة المدرج والتي تتسع لأكثر من 200 زائر في الوقت نفسه. ويوجد مركز للزوار، ويشمل العديد من المرافق، مثل منطقة الإطلالة وركن المعروضات وساحات ومقاعد للجلوس والاستمتاع بروعة وجمال الموقع، بالإضافة إلى تجهيز الموقع بالعديد من المرافق الخدمية والصحية ومواقف السيارات وغيرها.

كما تم وضع العديد من اللوحات التعليمية والتوعية والإرشادية المنتشرة في جميع أرجاء الموقع. وتعد محمية كثبان الوثبة الأحفورية إحدى ركائز التراث الطبيعي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات، وتقع ضمن فئة المظاهر الجيولوجية للمحميات الطبيعية حسب معايير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعية. ويقدر عمر الكثبان الأحفورية في المحمية، المرشحة للانضمام لقائمة الحدائق الجيولوجية بـ«اليونسكو»، بنحو 120 ألف سنة، حيث يرجع الموقع إلى العصر الجليدي، ما أهلها لتكون المحمية الأولى من نوعها بالدولة ومنطقة غرب آسيا.

وسجل مسح التنوع البيولوجي لمحمية كثبان الوثبة الأحفورية، وجود 75 نوعاً من الحيوانات والنباتات البرية، لتزداد أهمية الموقع البيئية والسياحية.
ووفقاً لمسح التنوع البيولوجي في المحمية، رصدت الهيئة 39 نوعاً من اللافقاريات، و7 أنواع من الزواحف، و14 نوعاً من الطيور، و4 أنواع من الثدييات، و11 نوعاً من النباتات. وسجلت هيئة البيئة في أبوظبي بالمحمية، عثة «هايبينا» لأول مرة في إمارة أبوظبي، وسجلت أعداداً كبيرة من الوزغ الرملي الخليجية التي تعيش في مواطن السبخة، وتم تسجيل الطيور المتكاثرة، بما في ذلك الزقزاق الإسكندري وأبو المغازل والقطقاط أحمر اللغد.

ودعت «الهيئة» زوار المحمية إلى ضرورة المحافظة على نظافة الموقع، وعدم ممارسة أي تجاوزات من شأنها التأثير والإضرار بسلامة الكثبان الأحفورية واستدامتها. 
وأكدت ضرورة تجنب زوار الموقع تسلق التشكيلات الأحفورية ورمي القمامة، وتنظيم أي فعاليات أو أنشطة في مواقع الكثبان الأحفورية، نظراً لأنها هشة للغاية وعرضة للتلف والكسر. 
وأشارت إلى ضرورة أن يتحلى الجمهور بالمسؤولية عند زيارة المواقع الطبيعية في الدولة، حفاظاً عليها وعلى الكائنات الحية التي تعيش في الموقع.