كشفت هيئة البيئة - أبوظبي عن نجاحها في تجنب أكثر من 172 مليون كيس من أكياس التسوق البلاستكية المستخدمة لمرة واحدة ومنع تسربها إلى البيئة وتلويثها، وذلك بعد مرور عام على بدء تطبيق حظر استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي. منذ بدء تنفيذ الحظر في 1 يونيو 2022، تم خفض استخدام أكياس التسوق البلاستيكية بمعدل 450,000 كيس بلاستيكي كل يوم.
جاء تنفيذ الحظر في إطار تطبيق سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي، التي أطلقتها الهيئة في عام 2022، في مبادرة لتقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وتعزيز ثقافة الاستدامة وإعادة التدوير في إمارة أبوظبي.
وفي 24 مايو من العام الماضي، وقبل أيام قليلة من بدء تنفيذ الحظر، تعهدت منافذ البيع بالتجزئة الرئيسية في إمارة أبوظبي، وهي كارفور، لولو هايبر ماركت، جمعية أبوظبي التعاونية وسبار، تشويثرام، وشركة سبينس وويتروس، بدعم تنفيذ سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في إمارة أبوظبي. كما انضم تجار تجزئة آخرون إلى هذه المبادرة مثل شبكة محطات البيع بالتجزئة التابعة لشركة أدنوك. وأعرب تجار التجزئة عن التزامهم بحظر استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، من خلال تقديم بدائل قابلة لإعادة الاستخدام برسوم رمزية، حيث تم فرض رسوم لا تقل عن 50 فلساً لكل كيس من أكياس التسوق البلاستيكية البديلة متعددة الاستخدامات.
وقد سجل تجار التجزئة انخفاضاً كبيراً بنسبة تتراوح بين 90 إلى 95 في المائة في أعداد الأكياس البلاستيكية. هذا يعني أن لكل مئة كيس كان يتم استهلاكها في منافذ البيع بالتجزئة الرئيسية قبل بدء الحظر، هناك خمسة أكياس فقط يتم استخدامها حالياً من قبل المستهلكين وكلها قابلة لإعادة الاستخدام.
وبهذه المناسبة قالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لـهيئة البيئة – أبوظبي: "شهدنا في أبوظبي انخفاضاً غير مسبوق في استخدام الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة منذ بدء تنفيذ الحظر قبل عام واحد فقط. يمكننا حتى الآن أن نقول بأننا نجحنا في منع 172 مليون كيس بلاستيكي مستخدم لمرة واحدة من إلحاق الضرر بالبيئة وتلويثها. ولم نكن لنتمكن من تحقيق هذا الإنجاز دون الدعم المستمر من تجار منافذ البيع بالتجزئة، الذين كان لهم دور كبير في تنفيذ الحظر. لقد سجلوا نسب كبيرة وصلت إلى خفض استخدام الأكياس البلاستيكية بنسبة أكثر من 95 في المائة في عدد من منافذ البيع بالتجزئة الرئيسية. وأدى هذا الخفض في أعداد الأكياس المستخدمة لمرة واحدة وزيادة الطلب على الأكياس القابلة لإعادة الاستخدام إلى انخفاض إجمالي وزن البلاستيك الذي تم استهلاكه بنسبة 77 في المائة، وهو ما يعادل خفض استهلاك أكثر من 1,000 طن من الأكياس البلاستيكية التي تم تجنبها في عام واحد فقط."
وأضافت: "لقد أدى مجتمع أبوظبي بأكمله دوراً محورياً في مساعدتنا على تحقيق هذا النجاح الملموس، من خلال التحول لاستخدام أكياس قابلة لإعادة الاستخدام بشكل سريع، الأمر الذي يؤكد على اهتمامهم والتزامهم بالمحافظة على البيئة. لقد قام سكان أبوظبي بتغيير نمط استهلاكهم وتكيفوا بسرعة مع الحظر، ما ساعدنا على تحقيق مهمتنا المتمثلة في إنقاذ كوكب الأرض وضمان مستقبل مستدام للجميع."
وأردفت: "من خلال تقليل كمية الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة وتأثيرها السلبي على البيئة، ساهمنا في حماية تنوعنا البيولوجي البري والبحري، وفي الحفاظ على حق الأجيال القادمة في التمتع ببيئة صحية ومستدامة".
وتعادل بصمة الكربون لكمية البلاستيك التي تم تجنبها 272,000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، ما يعادل توفير الانبعاثات من 629,000 برميل من النفط خلال العام الماضي.
وفي إطار دعم جهودها لتطبيق الحظر، أطلقت هيئة البيئة - أبوظبي حملة توعية موجهة للجمهور باسم "معاً نحو الصفر" سعت من خلالها إلى تحقيق هدفها الطموح طويل الأمد للوصول إلى صفر نفايات من المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وصفر انبعاثات كربونية، دون ترك أي أثر يذكر على التنوع البيولوجي.
كما تضمنت الحملة العديد من الأنشطة الافتراضية وغير الافتراضية الموجهة لمختلف شرائح المجتمع، بما فيها المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وتجار التجزئة ومنافذ البيع وشركات توريد الطعام والمطاعم ومحلات البقالة الصغيرة، لتشجيعهم على وضع وتنفيذ مبادرات لتقليل استهلاك المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة. كما يتم تشجيع عامة الجمهور على تبنى أهداف الحملة ونشر رسائل التوعية في مجتمعهم ومحيطهم واعتماد ممارسات مستدامة بيئياً.
وساهمت الإعلانات الخارجية في تعزيز فاعلية التوعية بحملة "معا نحو الصفر" من خلال أعمدة الإنارة، ولافتات الجسور، والإعلانات الخارجية المثبتة على الحافلات ووسائط النقل العام وشاهدها 5 ملايين شخص، في حين وصلت نسبة المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي وحدها إلى نصف مليون مشاهدة.
كما أطلقت الهيئة حملة عبر الرسائل النصية القصيرة تهدف إلى تشجيع مجتمع أبوظبي على أن يصبح أكثر وعياً بأضرار المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وتعزيز ثقافة إعادة التدوير. استهدفت الرسائل النصية محلات السوبر ماركت، ومحلات البقالة، وشركات تقديم الطعام، التي تقدم خدماتها لمعسكرات العمال بالإضافة إلى عامة الجمهور. وتم إرسال الرسائل النصية بعدة لغات شملت العربية والإنجليزية والهندية والأوردو، وضمت سلسلة من سبع رسائل لكل مجموعة مستهدفة. ومع نهاية الحملة، وصل مجموع الرسائل النصية التي تم إرسالها إلى 655,000 رسالة نصية قصيرة.
كما استهدفت الحملة المتاجر الصغيرة ومحالات البقالة حيث تم تنظيم 1,600 زيارة إلى بقالات قام بها متطوعون من طلاب المدارس للتوعية بأضرار الأكياس البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة. كما تم تنظيم 24 جلسة توعوية حضرها 4,142 مشاركاً. وفي يونيو 2022، أصدرت الهيئة دليلاً إرشادياً بعنوان "حكومة خالية من المواد المستخدمة لمرة واحدة: دليل الجهات الحكومية في أبوظبي". وحتى الآن نجحت 14 مؤسسة حكومية في أن تصبح خالية من المنتجات المستخدمة مرة واحدة. ومن المتوقع أن تضم المزيد من المؤسسات الحكومية الأخرى لهذه المبادرة. وقد شجعت هذه المؤسسات موظفيها على تقليل استهلاكهم للمنتجات المستخدمة لمرة واحدة مثل الأكياس والأكواب والأغطية، وأدوات المائدة والأطباق والقناني وعيدان التحريك في فعالياتها وعملياتها اليومية، كما أطلقت الهيئة أخيراً نظاماً لاسترداد القناني. وتشمل المبادرات المستقبلية التي ستطلقها الهيئة حظر منتجات الستايروفوم في عام 2024.