سامي عبد الرؤوف (دبي)

كشف المؤتمر العالمي للعلاج الطبيعي الذي تستضيفه دولة الإمارات كأول دولة بمنطقة الشرق الأوسط، عن أن آلام الهيكل العظمي العضلي أصبحت تشكل عبئاً عالمياً، حيث أسهمت في 107 ملايين حالة عجز وآلام مزمنة تؤثر على جودة حياة المصابين حول العالم، وفق أحدث الإحصائيات العالمية المتاحة. 
وأشار المؤتمر في يومه الثاني (أمس)، إلى أن 50% من إجمالي حالات آلام الهيكل العظمي العضلي، يعانون آلاماً مستمرة، معلناً أن أكثر حالات الإصابة تتمثل في آلام أسفل الظهر، ثم آلام الرقبة، تليها في الترتيب آلام الركبة. وأكد المتحدثون والمختصون من العديد من دول العالم، أن عوامل الخطر المعروفة للآلم المستمر، لها تأثير على الحالة النفسية والاجتماعية للمصابين، ما يترك فجوة في الآليات البيولوجية المعروفة التي قد تساهم ويمكن أن تكون مستهدفة في العلاجات.
وقالت نعيمة صالح، رئيسة المؤتمر، رئيس شعبة العلاج الطبيعي بجمعية الإمارات الطبية، في تصريح خاص لـ «الاتحاد»: «المؤتمر يناقش أحدث طرق العلاج الطبيعي للأمراض الخطيرة لمشاكل جهاز الهيكل العظمي العضلي، وطرح الحلول من قبل اختصاصيي علاج طبيعي متخصصين وباحثين مرموقين في هذا المجال». 
وأضافت: «الحالات العضلية الهيكلية هي واحدة من أبرز الأسباب المساهمة في العجز على مستوى العالم، وتشمل الحالات التي تؤثر على العمود الفقري مثل آلام الظهر والرقبة». 
وأشارت إلى أنه يتلقى العديد من الأشخاص علاجاً لآلام أسفل الظهر وآلام الرقبة أو الصداع من قبل اختصاصي العلاج الطبيعي، ومع ذلك، على الرغم من كونها نادرة، قد يكون هناك مرض خطير في الأشخاص الذين يعانون الحالات العضلية الهيكلية. 
وتعد الأمراض الخطيرة مصطلحاً يستخدم لوصف مجموعة متنوعة من الحالات التي قد تظهر على أنها حالات عضلية هيكلية حميدة، ولكنها بسبب حالات أساسية أكثر خطورة، وتتضمن هذه الحالات الكسور والأورام والعدوى وأمراض الأوعية الدموية في الجمجمة والعنق.
وأوضحت صالح أن «تعد القدرة على الفحص السريري للتعرف على تلك الأمراض الخطيرة التي قد تظهر على أنها حالات عضلية هيكلية حميدة أمراً مهماً لضمان تلقي الأشخاص للتدخلات العلاجية المناسبة في الوقت المناسب». 
 ونبهت إلى أنه يمكن أن يكون للتشخيص الخاطئ أو التأخير في التشخيص تبعات كارثية وخيمة على الأفراد، وفي حالات نادرة يمكن أن يكون سبباً في الموت إذا لم يتم تداركه في الوقت المناسب.
وقالت: «لذلك، ينبغي أن يركز جميع استشاريي العلاج الطبيعي على التقييم لتحديد مستوى القلق بشأن التشوهات الخطيرة المحتملة». ثم تحدثت عن أنه تم استخدام علامات التحذير التي يشار لها طبياً بالعلامات الحمراء، وتاريخياً لمساعدة الممارس (الطبيب أو اختصاصي العلاج الطبيعي) على تحديد الأمراض الخطيرة في العمود الفقري، ولذلك توصي معظم الإرشادات باستخدام العلامات التحذيرية من أعراض وقياسات سريرية وعدم التهاون فيها. 
ولفتت إلى أنه مع ذلك، هناك عدم اتفاق بين الإرشادات بشأن العلامات السريرية التي يجب أن تنظر فيها عند فحص الأشخاص الذين يطلبون الرعاية الطبية للحالات العضلية الهيكلية. 
وذكرت أنه قد أدى ذلك إلى الارتباك وعدم التوافق في الفحوص اللازمة للأشخاص عند وجود شبهة بوجود تشوه أو مرض خطير، بما في ذلك الأمراض الخطيرة في العمود الفقري، مثل متلازمة الحبل الشوكي الخيطي، والكسور في العمود الفقري، والأورام العمودية، والعدوى العمودية، وأمراض الأوعية الدموية في الرقبة.
وأكدت رئيسة شعبة العلاج الطبيعي بجمعية الإمارات الطبية، أنه يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي العامل في مجال العضلات والهيكل العظمي أن يلعب دوراً مهماً في التعرف المبكر على الأمراض الخطيرة، ما يضمن تحقيق أفضل نتيجة ممكنة للأشخاص. 
التشوهات الخطيرة
أفادت صالح، بأنه تم تطوير إطارين مؤخراً لمساعدة ممارس العلاج الطبيعي في توجيهه، وتوفير نهج موحد في التعرف على التشوهات الخطيرة، الإطار الدولي للعلامات التحذيرية للتشوهات العضلية الهيكلية الخطيرة المحتملة، والإطار الدولي لفحص منطقة العنق لاحتمال وجود أمراض الأوعية الدموية في الرقبة قبل العلاج اليدوي العظمي. 
وشددت على أنه من المهم أن يكون لدى جميع اختصاصيي العلاج الطبيعي المشاركين في علاج الأشخاص الذين يعانون حالات عضلية هيكلية، معرفة محدثة حول التعرف على الأعراض التي قد تنم عن أمراض خطيرة. 
وتتضمن فعاليات المؤتمر العالمي للعلاج الطبيعي الذي يختتم فعالياته اليوم (الأحد) بدبي، 6 جلسات نقاش و7 ندوات ومناقشة الملصقات، قدمها أكثر من 40 محاضراً في 6 قاعات بالمركز التجاري، أيضاً شهد المعرض الكثير من الإقبال، خاصة علي الأقسام الخاصة بالنشاط الرياضي. 
وشهد المعرض المصاحب، عرض الكثير من الأجهزة الحديثة، منها جهاز المشي القائم على تخفيف الضغط على الركب والكاحل، وأجهزة التقوية للعضلات، والتدرج في تقوية العضلات.
استعراض الآليات العصبية البيولوجية الجديدة للدماغ 
وتضمنت فعاليات البرنامج العلمي، مناقشة العديد من الموضوعات المهمة والحيوية في مجال العلاج الطبيعي، مثل ندوة ناقشت موضوع العلامات الحيوية التي تساعد على الدقة في إعادة تأهيل الدقة العصبية والعضلية من خلال استعراض الآليات العصبية البيولوجية الجديدة للدماغ التي قد تساهم في الشعور بالألم والتعافي من الآم الجهاز العصبي الهيكلي. 
كما تناول كيفية تفاعل المؤشرات الحيوية المحيطة، مثل الدم وكورتيزول الشعر مع المتغيرات النفسية والاجتماعية والتعافي بعد حالات آلام الهيكل العظمي العضلي، وكيف يمكن استخدام هذه المعلومات لتطوير علاجات جديدة ودمجها في نماذج دقيقة تتمحور حول المريض.
فيما بحثت ندوة أخرى تأثير تمارين القوة على كبار السن والتي هدفت إلى إجراء مراجعة نظامية للمعلومات العلمية حول تأثير تدريب القوة مقارنة بتدريب وتمارين الطاقة لدى المسنين باستخدام الاختبارات في مجالات وظائف الجسم والنشاط والمشاركة في التصنيف الدولي لوظائف الجسم والإعاقة والصحة، بهدف التمييز بين مفاهيم قوة العضلات «الوظيفة».
وناقشت ندوة الوقاية من الإصابات الرياضية التي هدفت إلى تعزيز معرفة أخصائيي العلاج الطبيعي ببرامج الوقاية من الإصابات الرياضية، وإجراء تقييم نقدي للأدلة العلمية الحالية بشأن الوقاية من الإصابات الرياضية.