سامي عبد الرؤوف (دبي) 
انطلقت في دبي، أمس، فعاليات المؤتمر العالمي للعلاج الطبيعي، لتكون الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تستضيف الحدث، الذي يشارك فيه أكثر من 2000 متخصص في مجال العلاج الطبيعي من 115 دولة من حول العالم، وذلك في مركز دبي التجاري العالمي.
ويناقش المؤتمر الذي أقيم برعاية جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، أحدث طرق العلاج في العالم وآخر ‏الدراسات والبراهين الطبية ‏القائمة على الأدلة في تخصص العلاج الطبيعي، بالإضافة إلى دور التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في علاج المرضى عن بعد. ويتناول المؤتمر الذي تستمر فعالياته ثلاثة أيام التحديات التي تواجه توفر خدمات العلاج الطبيعي والتأهيل في المناطق النائية والمناطق المتأثرة بالحروب والكوارث والحلول الحديثة لإعادة التأهيل في مقار المستشفيات في حالات الإغاثة الإنسانية. ويصاحب المؤتمر معرض تخصصي كبير لعرض ما توصلت إليها التكنولوجيا في مجال التأهيل والعلاج الطبيعي، يتضمن خلاله منطقة خاصة للتمارين والرفاهية في مجال إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي.وأكد المتحدثون في اليوم الأول للمؤتمر، أن الإمارات تقدم نموذجاً متقدماً في توفير خدمات العلاج الطبيعي للمرضى والخدمات الخاصة بالعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، بما يسهم في استعادة الوظائف الحيوية للمرضي، وتحسين جودة حياتهم، وبما يدعم التطور المستمر الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولفتوا إلى ما يتمتع به القطاع الصحي بالإمارات من حيث استخدامه أحدث الأجهزة والتقنيات المتوافرة عالمياً في مختلف مجالات العلاج الطبيعي، خاصة علاج الأمراض أو الإعاقات أو الإصابات التي تؤثر على الحركة قبل وبعد الجراحة لتحسين رحلة تعافي المرضى من خلال التطورات العلمية والتكنولوجية. 
ونوهوا بحرص دولة الإمارات على توفير مستويات رعاية عالية الجودة للمرضى لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم، بما يتسق مع رؤيتها الهادفة إلى تقديم خدمات صحية مستدامة ومتكاملة تتميز بجودتها العالية التي تلبي رؤية الإمارات، وتتسق مع المعايير العالمية. ونظم المؤتمر العالمي بالتعاون مع شعبة العلاج الطبيعي بجمعية الإمارات الطبية، زيارات عدة لعدد من مراكز التأهيل للعلاج الطبيعي، للتعرف وتبادل الخبرات مع بعض دول العالم في  المجال نفسه. 
حضر افتتاح المؤتمر، عبد الله بن سوقات، المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، والدكتور عبد الله الخياط، المدير التنفيذي، نائب رئيس مجلس إدارة مستشفى الجليلة للأطفال، عضو مجلس أمناء جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، والدكتور مروان الملا، المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي، والدكتورة موزة الشرهان، رئيس جمعية الإمارات الطبية، والدكتورة أمل الشملان، الرئيس السابق لشعبة العلاج الطبيعي، والدكتورة ايما ستوك، رئيس الجمعية العمومية لمنظمة العلاج الطبيعي، والدكتور جوناثان كروجر، الرئيس التنفيذي للجمعية.

التعاون متعدد التخصصات
قالت نعيمة صالح، رئيسة جمعية الإمارات للعلاج الطبيعي في كلمتها الافتتاحية: «شهد العلاج الطبيعي في دولة الإمارات العربية المتحدة نموًا وإنجازات ملحوظة على مدار السنوات القليلة الماضية، حيث إن التزامنا بالممارسة القائمة على الأدلة والتعاون متعدد التخصصات والرعاية التي تركز على المريض جعلنا في طليعة مجال الرعاية الصحية».  من جانبه، صرح عبدالله بن سوقات المدير التنفيذي لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، أن الجائزة تحرص على ‏العمل وتضافر الجهود مع شركائها لتنمية مختلف جوانب الرعاية الصحية في دولة الإمارات، بما يعزز مكانتها ‏الإقليمية والعالمية في هذا القطاع الحيوي تماشياً مع رؤية القيادة الرشيدة.  وتتضمن فعاليات المؤتمر 17 ندوة تخصصيه و12 جلسة مناقشة و48 جلسة عروض تقديمية، بالإضافة إلى عرض 800 ملصق مطبوع لأحدث المنشورات والدراسات الحديثة التي تتعلق بالعلاج الطبيعي.
آلام الظهر والرقبة 
من أهم الندوات في اليوم الأول للمؤتمر العالمي للعلاج الطبيعي بحث الأمراض الخطيرة والتي قد تكون أعراضها مشابهة لأعراض مشاكل الجهاز الهيكل العظمي العضلي وسيتم طرحه من قبل اختصاصيي علاج طبيعي متخصصين وباحثين مرموقين في هذا المجال.
وتعتبر الحالات العضلية الهيكلية هي واحدة من أبرز الأسباب المساهمة في الإعاقة على مستوى العالم، وتشمل الحالات التي تؤثر على العمود الفقري مثل آلام الظهر والرقبة، ويتلقى العديد من الأشخاص علاجًا لآلام أسفل الظهر وآلام الرقبة أو الصداع من قبل اختصاصي العلاج الطبيعي. ومع ذلك، على الرغم من كونها نادرة، قد يكون هناك مرض خطير في الأشخاص الذين يعانون من الحالات العضلية الهيكلية. 
وتعد الأمراض الخطيرة مصطلحاً يستخدم لوصف مجموعة متنوعة من الحالات التي قد تظهر على أنها حالات عضلية هيكلية حميدة، ولكنها بسبب حالات أساسية أكثر خطورة، تتضمن هذه الحالات الكسور والأورام والعدوى وأمراض الأوعية الدموية في الجمجمة والعنق.
حلول ابتكارية لإعادة التأهيل بمناطق الأزمات 
وتشهد فعاليات المؤتمر، استعراض التحديات التي تواجه توفر خدمات العلاج الطبيعي والتأهيل في المناطق النائية والمناطق المتأثرة بالحروب والكوارث وإعادة التأهيل في مقار المستشفيات في حالات الإغاثة الإنسانية- التحديات والحلول الابتكارية المطروحة. 
ويوجد حوالي 2.4 مليار شخص بحاجة إلى التأهيل في جميع أنحاء العالم، منهم أكثر من ملياري شخص يعانون من حالات حادة عضلية هيكلية أو عصبية 
بالنسبة لهؤلاء المرضى الذين يعانون من حالات حادة. 
ويهدف التأهيل في المستشفى إلى تقليل مخاطر الآثار الجانبية وتحسين عملية التعافي، وكذلك تيسير الخروج المبكر والإحالة المناسبة للمتابعة المجتمعية. 
وتعمل استراتيجية منظمة الصحة العالمية 2030 على تعزيز دمج خدمات التأهيل بين مستويات الصحة الأولية والثانوية والتكميلية، وضمان استمرارية الرعاية. 
وشدد المتحدثون على ضرورة أن تشمل المستشفيات وحدات التأهيل المتخصصة للمرضى المحتجزين فيها ذوي الاحتياجات المعقدة. 
ولفتوا إلى أن هناك افتراضات خاطئة تجاه التأهيل في المستشفى، حيث يتم اعتبارها خدمة فاخرة أو معتبرة التأهيل يستهدف المرضى ذوي الإعاقات المزمنة فقط، وهو ما يعوق تنفيذه.
وشددوا على أنه لا تزال الحاجة إلى التأهيل غير ملبّاة إلى حد كبير، بما في ذلك على مستوى المستشفيات، خاصة في الدول ذات الدخل المحدود وقليلة الموارد، بالإضافة إلى نقص الكوادر المدربة في التأهيل في المستشفيات، لافتين إلى أن الدول النامية والفقيرة تملك أقل من عُشر الكوادر التأهيلية اللازمة لإعادة تأهيل المرضى.