شعبان بلال (القاهرة)
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة العمل على تحقيق التعاون المستمر مع شركائها في القارة الأفريقية لدعم السلام والازدهار في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك على مدار عقود طويلة من العمل المشترك مع دول أفريقيا والاتحاد الأفريقي الذي يحتفل بمرور 60 عاماً على تأسيسه.
وقال خبراء ومحللون سياسيون إن الإمارات تلعب دوراً رائداً في تحقيق التنمية والاستقرار لدول أفريقيا عبر برامجها التنموية ومشاريعها الاستثمارية ومواجهة التحديات في إطار الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية القائمة على مبادئ الشراكة والاحترام المتبادل.
واحتفلت دول القارة الأفريقية أمس، بـ«يوم أفريقيا»، والذي يواكب ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في اليوم نفسه من عام 1963، حيث مثلت أولى منظمات العمل الأفريقي المُشترك، وتجسدت فيها معاني التضامن الأفريقي ووحدة الهدف والمصير بين دول وشعوب القارة.
وأكد رئيس مؤسسة «النيل للدراسات الأفريقية والاستراتيجية» محمد عز الدين، أن الإمارات لها علاقات قوية واستثمارات واسعة مع دول أفريقية متعددة، مضيفاً أن الإمارات من أكبر من المشاركين في تنمية القارة الأفريقية.
وأوضح عز الدين في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات لها دور بارز في تحقيق التنمية بخلاف دورها في تحقيق السلام كرعايتها لمباحثات السلام بين إريتريا وإثيوبيا وعدد من الملفات المهمة الأخرى في القارة الأفريقية.
وأشار عز الدين إلى أن هذه الملفات لابد أن تكون من خلال الاتحاد الأفريقي، مؤكداً أن العلاقات بين الإمارات والاتحاد الأفريقي متوطدة منذ القدم وليس اليوم وكذلك مع الدول الأفريقية.
ولفت إلى أن أهمية الاتحاد الأفريقي ظاهرة وواضحة بعد مرور 60 عاماً من تأسيسه، مشيراً إلى أنه بدأ في تحقيق أهدافه، والفترة الأخيرة ظهر تأثيره في قضاياه البارزة وآلياته المختلفة.
وتعمل دولة الإمارات على دعم الاتحاد الأفريقي الذي تلتف حوله دول وشعوب القارة الأفريقية من أجل تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية، ودفع قضايا التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والأمراض والأوبئة والإرهاب والتطرف، وهي أهداف تسعى الدول الأفريقية لبلوغها من خلال العمل على تنفيذ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة خليجية وثالث دولة عربية بعد اليمن وسوريا تنضم كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي في عام 2011، وعملت خلال هذه الفترة على دعم الخطط التنموية في الدول الأفريقية.
توطيد العلاقات
بدوره، أكد الدكتور عدلي سعداوي، عميد معهد البحوث والدراسات الاستراتيجية المصري سابقاً، المتخصص في الشأن الأفريقي، أن الإمارات مهتمة بمحيطها الأفريقي، وتسعى لتوطيد علاقتها مع الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن الإمارات لديها الكثير من الأفكار الاستثمارية لتنفيذها في القارة الأفريقية لإعطاء دفعة قوية للعلاقات الإماراتية الأفريقية. وأضاف سعداوي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تسعى لتعزيز العلاقات الشاملة والممتدة للمجالات الثقافية والعلمية والاقتصادية، وتعزيز مسارات التعاون والشراكة مع دول أفريقيا، ومد جسور التواصل والتبادل الحضاري والثقافي والمعرفي والاقتصادي مع هذه الدول الصديقة في مختلف القطاعات.
وأوضح سعداوي أن أفريقيا تسعى لتكون قارة لها تأثيرها على المستوى الدولي، وتحقق التنمية من خلال تمويل ذاتها وقدراتها، وهو ما يستلزم الاستقرار وتحاشي النزاعات الداخلية المستمرة والدائمة في القارة الأفريقية، والقضاء على الفقر والإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب ربطاً بين الدول الأفريقية لدعم المشاركة الإقليمية في التجارة والاستثمار لتحقيق التنمية المرجوة.
وتستمر العلاقات بين دولة الإمارات ودول القارة الأفريقية في التطور والنمو لتقدم نموذجاً استثنائياً تماشياً مع التطلعات الطموحة، وترجمة للترابط الإماراتي الأفريقي المشترك لتحقيق التنمية.