إبراهيم سليم (أبوظبي) 

أكد سلطان الحجي، نائب الرئيس للشؤون العامة وعلاقات الخريجين في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أن البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي يدعم ريادة دولة الإمارات في مؤشرات التنافسية العالمية، ومسيرتها نحو تحقيق التنويع الاقتصادي والنمو المستدام، كما يعزز شراكاتها مع رواد الصناعة العالميين من خلال مواصلة تطبيق بحوث الجامعة المبتكرة، معرباً عن سعادته بالتعاون مع شركة «جوجل»، من خلال دعمهم لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وهيئتها التدريسية، مؤكداً أن هذا التعاون يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة والاستفادة من خريجي الجامعة الذين يعدون من أفضل الخريجين في مجال الذكاء الاصطناعي، كما يملكون الخبرة في مجال البحث والتطوير، سواء مع «جوجل» أو الشركات العالمية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقدته الجامعة بمقرها استضافت خلاله شركة «Google» التي أعلنت إطلاق ودعم 3 مبادرات وحلول للذكاء الاصطناعي في مجال البحث والاستدامة في دولة الإمارات، وذلك بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لتقديم منح دراسية، وجلسات حوارية لمفاهيم وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ودائرة البلديات والنقل في إمارة أبوظبي، في مشروع «بروجكت جرين لايت» والذي يستهدف رفع كفاءة إشارات المرور للحد من الازدحام في المستقبل.
منح البحوث
وخلال الفعالية التي أقيمت أمس بمقر الجامعة، أعلنت Google تفاصيل ثلاث مبادرات - والتي تشمل: «منح البحوث»: سوف تمنح Google منحاً خاصة بالبحوث لأعضاء هيئة التدريس في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، بهدف المساهمة في زيادة الأبحاث القادمة من الدول العربية في مجال نماذج التعلم الآلي وإيجاد حلول لتغير المناخ، وفضلاً عن الدعم المادّي، سيتمكن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من الاستفادة من خدمات الحوسبة السحابية من Google وأدوات تحليل البيانات وأخرى قائمة على تعلم الآلة، بالإضافة إلى فرصة مشاركة المعرفة والخبرة مع باحثين ومهندسين من Google.
بروجكت جرين لايت
وتضمنت المبادرة الثانية «Project Green Light»، وهو مشروع بالتعاون مع دائرة البلديات والنقل في إمارة أبوظبي، حيث يعمل على جمع البيانات حول حالة حركة المرور عند التقاطعات، ويرفع من كفاءة إشارات المرور في المدينة، وذلك بالاعتماد على تقنيات تعلّم الآلة، ما يساهم في تقليل الازدحام وتحسين جودة الهواء.
مجالس الذكاء الاصطناعي
والمبادرة الثالثة «سلسلة مجالس الذكاء الاصطناعي»، وهي مبادرة من Google بالتعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في دولة الإمارات، وذلك بهدف عقد سلسلة جلسات نقاش حول مبادئ وسياسات الذكاء الاصطناعي مع مسؤولين من Google والمؤسسات الحكومية والأكاديمية والشركات.
وأعلنت عقد أول مجلس للذكاء الاصطناعي خلال هذه الفترة مع معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، وكاران بهاتيا، نائب رئيس الشؤون الحكومية العالمية والسياسات العامة في Google، حيث ستتمّ مناقشة موضوع الابتكار المسؤول مع مجموعة من الرواد في المجال الحكومي، وريادة الأعمال، والتعليم، والسياحة، والإعلام، والنشر، وقطاع التجزئة وقطاع الاتصالات. وسوف تناقش الجلسات القادمة تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على الاستدامة، والصحة ومستقبل العمل.
نقطة تحول هامة
قال كاران بهاتيا، نائب رئيس الشؤون الحكومية العالمية والسياسات العامة في Google: «بعد سبع سنوات من رحلة Google في مجال الذكاء الاصطناعي، نحن اليوم أمام نقطة تحول هامة ولدينا فرصة لجعل تقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر فائدة للأفراد والمجتمعات والشركات. ولتحقيق ذلك، لابد من مضافرة جهود الباحثين والخبراء والحكومات والأفراد لتطوير هذه التقنيات بمسؤولية لتعمّ الفائدة للجميع. نحن نتطلع إلى تعاون مستمر وعلى مدى أكبر مع الشركاء المحليين في دولة الإمارات، والتركيز على زيادة مستوى الأبحاث المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والحلول التي تناسب احتياجات الدولة». 
أنظمة نقل مستدامة
قال محمد كرمستجي، المدير التنفيذي لقطاع أنظمة النقل الذكية في مركز النقل المتكامل: «نحن ملتزمون بقيادة جهود الانتقال نحو أنظمة نقل مستدامة وفعالة. فعلى سبيل المثال، سيحقق تعاوننا مع شركة جوجل نتائج سيستفيد منها مستخدمو الطرق. ويعد مشروع (Green Light) مشروعاً تجريبياً لتطوير أداة ذكاء اصطناعي لجمع البيانات المهمة حول حركة المرور عند التقاطعات والتي ستعمل على تحسين كفاءة عمل إشارات المرور، مما يساعد على تقليل الازدحام المروري، وبالتالي تحسين جودة الهواء في جميع أنحاء الإمارة عن طريق خفض انبعاثات الكربون. ومن خلال شراكات مثمرة مع الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص وأصحاب العلاقة في المجتمع، فإننا نقوم برسم مستقبل يتم فيه تقليل الازدحام المروري إلى الحد الأدنى وتحسين جودة الهواء وتزدهر فيه مدننا ضمن بيئية معيشية نظيفة، صحية ومستدامة. ومع إطلاق أدوات جديدة تسخر الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع، نتخذ خطوة مهمة نحو تعزيز تجربة التنقل اليومية لسكان إمارة أبوظبي وروادها، ونحن متحمسون للتأثير الإيجابي المنتظر على مدننا، ونتطلع إلى التعاون مع جميع الشركاء للوصول إلى نظام نقل ذكي ومستدام».
وقال مروه خوست المتحدث باسم جوجل خلال الفعالية، إن هذه المبادرة تستشرف المستقبل بشكل كبير، وتدعم جهود الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز مفهوم الذكاء الاصطناعي وتقنياته بالمنطقة العربية انطلاقاً من الإمارات، كما أن المبادرة الخاصة بدائرة البلديات والنقل، من شأنها رفع كفاءة إشارات المرور للحد من الازدحام على المدى الطويل، باستخدام تقنيات تعلم الآلة، والتعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي عبارة عن مجالس أو لقاءات حوارية لمفاهيم وتقنيات الذكاء الاصطناعي والنقاشات المرتبطة بذلك.