سعيد أحمد (أم القيوين) 

تواصل «الاتحاد للماء والكهرباء» القيام بدورها في دعم الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، ممثلة في قطاعي المياه والطاقة الكهربائية، ومسترشدة في ذلك بالرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، في إطار الاستراتيجيات والبرامج وخطط العمل الوطنية المترجمة لها.
وقال المهندس يوسف أحمد آل علي، الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، لـ «الاتحاد»، إن الشركة تحرص عند التخطيط لمشروعاتها وتنفيذها على أرض الواقع، على الاعتماد على أحدث تقنيات وابتكارات التشغيل والإنتاج، بما يواكب أفضل الممارسات العالمية، ويعزز الموقع الريادي للدولة في هذا المجال من جهة، ويسهم في تخصيص وتوجيه الموارد التخصيص الأمثل والمستدام من جهة أخرى، مع الوضع بعين الاعتبار البعد البيئي للتنمية المستدامة، بما يتضمنه من تحول تدريجي إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتخفيض للبصمة الكربونية.
وأضاف: إن أهم المشاريع الاستراتيجية للشركة، التي عملت عليها أو أطلقتها خلال الفترة من أول 2022 وحتى نهاية الربع الأول من 2023، دعماً لجهود الدولة في تحقيق الاستدامة، هي المشاريع التي قامت من خلالها باستخدام وتوظيف أحدث تقنيات التشغيل والإنتاج، بما ينعكس إيجاباً على مستهدفات وطنية أخرى تتمثل في تخفيض البصمة الكربونية، لافتاً إلى أن المشاريع المشار إليها تضم محطة «نقاء» لتحلية مياه البحر بالتناضح العكسي بأم القيوين، ومركز الخريجة لتخزين وتوزيع المياه برأس الخيمة، ومشروع إحلال شبكة المياه بمنطقة النعيمية في عجمان.

مشروع محطة «نقاء»
وأشار المهندس يوسف آل علي، إلى مشروع محطة «نقاء» لتحلية مياه البحر بنظام التناضح العكسي، التي تم إطلاقها بعد الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي في عام 2017، وتبلغ سعة إنتاجها 150 مليون جالون يومياً، وتمثل واحداً من أهم المشاريع الاستراتيجية التي تترجم رؤية القيادة بشأن تحقيق الأمن المائي في الإمارات، وذلك بالنظر إلى دورها في استدامة إمدادات المياه العذبة وخفض مؤشر ندرة المياه.
التنمية المستدامة
ولفت إلى أهم الأهداف المعلنة من إنشاء المحطة هو تلبية الطلب المتنامي على إمدادات المياه بالمناطق الشمالية من الدولة، دعماً لمختلف القطاعات الاستهلاكية ودفعاً لعجلة النمو الاقتصادي فيها، وانطلاقاً من أهمية دور القطاع الخاص في رفد الاقتصاد الوطني باستثمارات تسهم في التغلب على تحديات تحقيق التنمية المستدامة، حيث تم تنفيذ المشروع الضخم بالشراكة مع القطاع الخاص، من خلال نموذج المنتج المستقل وبمبلغ استثماري يفوق 2.2 مليار درهم.
وقال: إن معظم الطاقة المستهلكة في محطات التحلية التي تعمل بنظام التناضح العكسي تنتج من محركات المضخات، وتعتمد محطة «نقاء» على تقنيات بديلة، مثل تقنية محولات التردد المتغير (VFD)، والتي تتيح التحكم في المحركات تبعاً لحاجة عمليات التشغيل، كما تعتمد المحطة على تقنية مبادل الضغط (PX) التي يتم من خلالها تحويل الطاقة من المياه المرتجعة «المالحة» إلى المياه المغذية للأغشية، هذه التقنية المبتكرة خفضت من معدلات الطاقة الكهربائية المستهلكة في تشغيل المحطة بنسبة تصل إلى 60%.
الاستراتيجية الوطنية
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للماء والكهرباء، أن الاستراتيجية الوطنية للأمن المائي 2036، تهدف إلى ضمان استدامة واستمرارية إمدادات المياه في مختلف الظروف، وفي سبيل رفع القدرة التخزينية لهذا المورد الحيوي واستيعاب إنتاج محطة «نقاء» لتحلية المياه تمهيداً لتوزيعه على القطاعات المستهلكة، حيث تم إنشاء مركز الخريجة للتوزيع، والذي تم إدخاله للخدمة بكامل طاقته التخزينية مؤخراً، ويضم المركز 9 خزانات رئيسة بسعة استيعاب تبلغ نحو 180 مليون جالون يمكن زيادتها مستقبلاً، الأمر الذي يجعله من أكبر مراكز تخزين المياه الاستراتيجية في الدولة.
شبكة مياه
وأكد المهندس يوسف آل علي، أنه في إطار سعي الشركة إلى تطوير البنية التحتية لقطاع المياه ورفع درجة كفاءته واعتماديته وضمان استدامته، أطلقت مشروعاً لإحلال شبكة المياه بمنطقة النعيمية في عجمان، وتم من خلال المشروع استبدال 95 كم من شبكة الاسبستوس الإسمنتي، بما لا يزيد على 77 كم فقط من أنابيب البولي إيثيلين عالي الكثافة، وبالتالي تم تركيز المساحة الجغرافية للشبكة، فضلاً عن منع التسربات التي كانت تنتج عن وصلات أنابيب الاسبستوس، وبالتالي خفض نسبة الفاقد الفني في الشبكة إلى 6% فقط، بدلاً من 23% قبل تنفيذ المشروع. وتعمل الشركة في الوقت الحالي على إجراء بعض الدراسات على معدلات الفاقد في كل من شبكات نقل وتوزيع المياه، بهدف وضع البرامج وخطط العمل الهادفة، إلى جانب غيرها من الجهود في هذا المجال، إلى تقليل الفاقد الفني في الشبكة إلى الحد الأدنى بحلول عام 2028.
أحدث التقنيات
قال المهندس يوسف آل علي: إنه تمت مراعاة في تصميم وتنفيذ المركز، اعتبارات عدة أسهمت إلى حد بعيد في جودة مخرجات عمل المركز والحفاظ على البيئة، وتوفير النفقات واستدامة القطاع، حيث تم إنشاؤه بالقرب من محطة «نقاء» لتحلية المياه، باعتبارها الرافد الرئيس لخزاناته، مع توسطه في الوقت ذاته لمناطق شمال الإمارات، التي تمثل مناطق الاستهلاك الأساسية للمياه الموزعة من خلاله، كما رُوعي إنشاء المركز على ارتفاع يصل إلى نحو 80 متراً من سطح البحر، حيث تتواجد منطقة الخريجة في أعلى منطقة جغرافية غرب إمارة رأس الخيمة، الأمر الذي يسهل من توزيع المياه لمعظم المناطق بطريقة الإسالة عوضاً عن الضخ. 
وأضاف: إنه تم استخدام طرق متقدمة في بناء المركز، سواء من ناحية المعالجة الابتدائية أو الحفر أو الصب، لتقليل كمية النفايات الناتجة عن الإنشاء والطاقة المستهلكة فيها، وتمت تهيئة أراضي المنطقة لتحسين امتصاصها للكربون، لافتاً إلى أن الشركة اعتمدت في إنشاء خزانات المركز على أحدث التقنيات المستخدمة عالمياً في هذا المجال، من ضمنها تقنية الشدائد المنزلقة، ومن خلال طريقة الصب المستمر بالخرسانة المسلحة الصديقة للبيئة، يساعد على زيادة العمر الافتراضي للخزان، ويقلل من متطلبات الصيانة الدورية، كما تسهم تقنية الشدائد المنزلقة في منع تشكل فواصل التمدد التي تظهر عند استخدام الأساليب التقليدية للإنشاء، ويحد من تسرب المياه من الخزان. وأشار إلى أنه نتيجة وجود المركز على منطقة مرتفعة جغرافياً واعتماد طريقة توزيع المياه من خلال الإسالة الناتجة عن قوة الجاذبية الأرضية بديلاً عن طريقة الضخ العكسي، تم توفير كمية طاقة كهربائية كان من المفترض أن تستخدم في أنظمة الضخ تناهز 36 مليون كيلووات/سنة، بتكلفة تزيد عن 16 مليون درهم سنوياً، الأمر الذي انعكس إيجاباً على ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية.