أبوظبي (الاتحاد)

 تتبنى هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بدعم ورعاية من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة «الهيئة»، برنامجاً طموحاً لتطوير واستدامة تربية النحل وإنتاج العسل في إمارة أبوظبي، اعتماداً على الدراسات والأبحاث العلمية والتطبيقية لتطوير أفضل الأساليب والممارسات الملائمة لبيئة دولة الإمارات.
وبمناسبة اليوم العالمي للنحل الذي يصادف 20 مايو من كل عام، ويقام هذا العام تحت شعار: «ملتزمون بحماية النحل في الإنتاج الزراعي والمراعي للملقِّحات»، أعلنت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية عن بدء إنتاج ملكات الجيل الثامن من سلالة النحل الإماراتية التي طورتها «الهيئة» ضمن مشروع تطوير واستدامة تربية النحل وإنتاج العسل.

وقال المهندس سعيد على اليماحي، مدير إدارة الأبحاث والتطوير في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية: إن تطوير سلالة النحل الإماراتية هو الركيزة الأساسية لاستدامة تربية النحل في الدولة لأنه يعتمد على تطوير وإنتاج ملكات نحل يمكنها التأقلم مع بيئة ومناخ دولة الإمارات.
وأوضح أن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية حققت في هذا المجال إنجازات غير مسبوقة، حيث تم تطوير سلالة نحل إماراتية تتميز بصغر حجم الشغالات ونشاطها في جمع الرحيق، وزيادة كفاءتها في إنتاج العسل مع التقدم في تربية الأجيال، كما أن الملكات ذات نشاط عالٍ في وضع البيض وإنتاج أنماط ممتازة من الحضنة، بالإضافة إلى تأقلمها مع الظروف البيئية المحلية بشكل جيد، وتمت تربية وإنتاج الملكات حتى وصلنا اليوم إلى إنتاج الجيل الثامن.
وأضاف: «خلال العام الماضي 2022، تم إنتاج ما يزيد على 3079 ملكة وتم توزيع أكثر من 2700 ملكة على 90 من مربي النحل الإماراتيين، وذلك بهدف دعم مربي النحل وإنتاج العسل، وتحفيز المزيد من المربين لتعزيز كفاءة واستدامة هذا القطاع الحيوي». وذكر أن تربية النحل وإنتاج العسل تمثل أحد جوانب التنمية الزراعية المستدامة الداعمة لمنظومة الأمن الغذائي، حيث إن العسل هو أحد المنتجات الغذائية المهمة لما له من فوائد غذائية كبيرة، بالإضافة إلى الأهمية البيئية لتربية النحل لضمان النظام البيئي، من خلال مساهمة النحل في عملية التلقيح المرتبطة بإكثار النباتات والأشجار، وللتلقيح تأثير إيجابي على البيئة عموماً إذ يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي والنُظم الإيكولوجية التي تعتمد عليها الزراعة وتحتاج إليها مجموعة واسعة من النباتات، حيث يقدم النحل وسائر الملقحات خدمة هامة تتمثل في ضمان نقل حبوب اللقاح، وبالتالي تكاثر العديد من النباتات المزروعة والبرّية.

وأشار إلى أن «الهيئة» تعتمد على مختبرات علمية وتقنيات متطورة لتشخيص أمراض وآفات نحل العسل ضمن الأنشطة البحثية والتطويرية التي تقدمها محطة أبحاث الكويتات التابعة لـ«الهيئة» في العين، منوهاً بأنه تم تزويد مختبر تشخيص أمراض وآفات نحل العسل بأحدث التقنيات للكشف عن مسببات أمراض النحل، وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية على تشخيص الأمراض والآفات ومساعدة مربي النحل في الكشف عن الأمراض في المناحل، وتقديم التوصيات والمشورة الفنية اللازمة لمكافحة هذه الأمراض والآفات، وقد نجح المشروع في إثبات إمكانية استمرار طوائف النحل في الدولة طوال العام والتكيف مع حرارة الصيف. ولفت المهندس سعيد على اليماحي إلى أن «الهيئة» تعمل على تطوير البرامج والخطط الإرشادية التي تضمن نقل المعرفة لمربي النحل في كافة مناطق إمارة أبوظبي، حيث تقوم وحدة تربية نحل العسل بتقديم الخدمات الإرشادية للنحالين وتنمية معرفتهم بأحدث طرق ومبادئ تربية نحل العسل، وتطعيم اليرقات لتربية وإنتاج الملكات ومكافحة وتشخيص أمراض وآفات النحل، وتحسين جودة الإنتاج، بالإضافة إلى بناء قدرات الكوادر الوطنية في مجالات التلقيح الاصطناعي لملكات النحل.