لمياء الهرمودي (الشارقة)
أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة مشروع الترميز الجيني للإمارة، وهو برنامج يُعنى بدراسة وتصنيف الكائنات الحية من نباتات، وثدييات، وزواحف، وحشرات في إمارة الشارقة خاصة وفي دولة الإمارات عامة، كما يعنى البرنامج بتسجيل بياناتها وترميزها جينياً، وذلك باستخدام الحمض النووي.
ويعتبر برنامج الترميز الجيني لتصنيف التنوع الحيوي في إمارة الشارقة الأول من نوعه على مستوى المنطقة، والذي سيتم من خلاله تصنيف الكائنات الحية في الإمارة وتسجيل بياناتها وترميزها جينياً باستخدام الحمض النووي التسلسلي، ومن خلال البرنامج سيتم إنشاء قاعدة بيانات موحدة للترميز الجيني الخاصة بأنواع الكائنات الحية.
وقالت هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الإمارة لـ«الاتحاد»: يهدف البرنامج إلى إنشاء قاعدة بيانات وطنية موحدة للترميز الجيني الخاصة بأنواع الكائنات الحية، وتسخير المختبرات لتحديد هوية الكائنات الحية على مستوى الحمض النووي. كما يقوم البرنامج بتزويد منظمة الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بالمعلومات التي تساهم في تقييم القوائم الحمراء، بالإضافة إلى المساهمة في وضع خطط الحفاظ على الكائنات الحية، وتسهيل الوصول إلى البيانات وإتاحتها للمجتمع العلمي. فضلاً عن إرساء قاعدة علمية وتأهيل نخبة من الكوادر الوطنية المؤهلة في مجال أبحاث الترميز الجيني.
وحول آلية تنفيذ المشروع، قالت السويدي: تتلخص آلية التنفيذ أولاً بتجميع العينات والأنسجة من خلال الرحلات الميدانية، ومن ثم استخلاص الحمض النووي وتضخيمه باستخدام PCR، ثم تحديد تسلسل الحمض النووي. ويتم بعد ذلك تطبيق المعلوماتية الحيوية تحليل تسلسل الحمض النووي وتحديد هوية أنواع الكائنات الحية، وإيداع التسلسلات الترميز الجيني في قواعد البيانات. ثم نشر البيانات نشر بيانات الباركود في BOLD Systems.
وحول أهمية المشروع، أوضحت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، أن البرنامج له أهمية وتطبيقات عملية متعددة منها: الحصول على التصنيف السريع، من خلال تصنيف وتعريف الأنواع غير المعرفة واكتشاف أنواع جديدة إن وجدت. وتأمين الأمن الدوائي والغذائي، من خلال تعريف دقيق للنباتات التي تدخل في صناعة الأدوية، والأعشاب، والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى الأغذية المعلبة.
الكشف المبكر
أشارت إلى أن المشروع يسهم في عملية الكشف المبكر عن الأنواع الغازية أو الدخيلة، وذلك من خلال اتخاذ تدابير لمواجهة الأنواع الغريبة الغازية وحماية الموارد الطبيعية، فضلاً عن مراقبة التجارة غير المشروعة، إذ إنه تم منع التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية. وأضافت: الترميز الجيني هو عملية تحويل المعلومات الوراثية الموجودة في الحمض النووي (DNA) إلى رموز أو مجموعات من الأحرف، وتتم هذه العملية باستخدام مجموعة من القواعد الحمضية التي ترمز للأحماض الأمينية المستخدمة في بناء البروتينات، وعندما يتم فهم الترميز الجيني، يمكن قراءة العمليات الحيوية التي يتم تحفيزها في الخلايا الحية، مثل تصنيع البروتينات. ويمكن فهم الترميز الجيني بواسطة العديد من الأساليب، مثل الجزئية الحركية والبيولوجية والوظيفية، حيث تتضمن هذه الأساليب استخدام الحوسبة، وتحليل البيانات والتجارب المخبرية، ويستخدم العلماء هذه الأساليب لتحسين فهمهم للطرق التي يتم بها ترميز المعلومات الوراثية، وتطبيق هذه المعرفة في البحوث الوراثية والعلاجية.