إيهاب الرفاعي (منطقة الظفرة)

لم يكن يدري أن صديقه الذي طالما عاشا معاً اللحظات الحلوة قبل الصعبة سيأتي يوماً ويتعدى عليه حتى حدث خلاف بينهما، ففوجئ به يتعدى عليه بالسب والقذف مستخدماً وسائل التواصل الاجتماعي، فتقدم برفع دعوى قضائية طالب فيها إلزام المدعى عليه «صديقه» بأن يؤدي له مبلغاً قدره 50,000 درهم تعويضاً عن الأضرار المادية والأدبية جراء أفعال المدعى عليه.
وأكد الشخص في دعواه: «أنه تربطهما علاقة صداقة، وعلى إثر خلاف مادي قام المدعى عليه بالتعدي عليه بالسب والقذف والتهديد عن طريق برنامج التواصل الاجتماعي (واتساب)». وبسبب ذلك، تمت إحالته من قبل النيابة العامة للمحكمة التي قضت بعدم قبول الدعوى الجزائية في مواجهة المتهم عن جريمة السب لرفعها بعد الميعاد المقرر، وبمعاقبته عن تهمة التهديد بارتكاب جناية ضد النفس بالغرامة ألف درهم، وأن تلك الأفعال تسببت في الإضرار به معنوياً ومادياً وأدبياً، الأمر الذي حدا به لرفع هذه الدعوى بما تقدم من طلبات.
وقضت محكمة أبوظبي للأسرة والدعاوى المدنية والإدارية، بإلزام المدعى عليه بأن يؤدي للمدعي مبلغ 5.000 درهم وإلزامه بالرسوم والمصاريف، وأكدت في حيثيات حكمها أن المدعي يطالب بتعويض عن ما أصابه من التعدي عليه من قبل صديقه بالسب والقذف بمبلغ 50.000 درهم، وترى المحكمة أن أسباب الحكم وما جاء في طياته قرينة لوقوع الفعل ولم يستأنف المدعى عليه ذلك الحكم بالأسباب المحمول بها، وأن كل إضرار بالغير يلزم فاعله بالضمان، وأن الضرر الأدبي هو كل ما يمس الكرامة والشعور أو الشرف، بما في ذلك الآلام النفسية، وأن المدعى عليه قام بسب المدعي بألفاظ السباب عن طريق برامج التواصل الاجتماعي مما تستخلص معه المحكمة خطأ المدعى عليه، وكان الثابت أنه تسبب في الإضرار في المدعي، مما ترى المحكمة تعويض المدعي عن الأضرار كافة، ماعدا المادية مبلغ 5.000 درهم وبها تقضي المحكمة.