سامي عبد الرؤوف (دبي)
التمريض مهنة إنسانية تصب في جميع جوانب صحة الإنسان من الناحية الجسدية والنفسية والمعنوية، ففي مهنة التمريض أهمية عظيمة حيث تشارك المريض آلامه وتخفف عنه معناته، من خلال الرعاية الكاملة التي تبدأ من الولادة إلى الحالات الحرجة وإنقاذ الأرواح. ويعتبر التمريض من أهم المهن الاستراتيجية والرئيسية في نظم الرعاية الصحية ؛ لذلك اكتسبت هذه المهنة أهمية كبيرة في دولتنا الحبيبة ؛ حيث تسعي الجهات الصحية إلي تطوير وتمكين الكفاءات التمريضية بشتى السبل وخاصة الوطنية منها. واحتفت دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم أمس، باليوم العالمي للتمريض الذي يصادف في الثاني عشر من مايو من كل عام، لتسليط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمهنة التمريض في نظم الرعاية الصحية، ومكانتها الحيوية في دعم التغطية الصحية الشاملة.
وأكد المسؤولون والعاملون بالكادر التمريضي في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن حكومة دولة الإمارات تولي اهتمامًا كبيرًا بجذب المزيد من الكادر التمريضي المتميز عالميا وتمكين الممرضين المحليين وعلى راسهم الكوادر الإماراتية، وذلك لتحسين جودة الرعاية الصحية وتلبية الاحتياجات الراهنة في الساحة والقدرة على مواجهة التحديات الصحية.
دور حيوي
وتفصيلاً، أكدت حوريه أحمد المري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لأمراض القلب الخلقية، أن اليوم العالمي للتمريض يمثل مناسبة لإبراز الدور الحيوي الذي تؤديه الكوادر التمريضية في النظام الصحي والمشاركة في وضع وتنفيذ الخطط الاستراتيجية المتكاملة، مما يعزز من مكانة مهنة التمريض في تطوير خطط الرعاية الصحية المستقبلية. وأشارت إلى أهمية الدور الفاعل والمؤثر الذي تؤديه الكوادر التمريضية في دولة الإمارات، لتوفير أفضل مستويات الخدمات الصحية، بما يسهم بإرساء منظومة رعاية صحية متكاملة وفق أعلى المعايير العالمية ضمن رؤية الإمارات للخمسين عاماً القادمة. وقالت: «للكادر التمريضي دور حيوي وكبير في توفير الرعاية الصحية لكل المرضى وخاصة المصابين بأمراض القلب الخلقي، حيث يشارك التمريض في توفير الرعاية الطبية والصحة الوقائية أو التأهيلية». وأضافت: «المرأة الإماراتية لعبت دور مهم في مهنة التمريض على مختلف المستويات القيادية والإدارية والإشرافية والإكلينيكية حتى قبل قيام الاتحاد وقد أثبتت جدارتها متحدية كافة العقبات. وذكرت أن الممرضة الإماراتية قد ساهمت بشكل فعال في تخطيط وإدارة نظام الرعاية الصحي من خلال تولي المناصب القيادية ووضع الخطط الاستراتيجية والتشغيلية التي تسهم في تحقيق الرؤى الاستراتيجية والريادة كجزء من النظام الصحي ككل.
الفئة الأهم
وترى خولة الشاعر رئيس هيئة التمريض مستشفى الكويت دبي، أن الكادر التمريضي يشكل أكبر شريحة في منظومة الرعاية الصحية وهذا إن دلّ، فإنما يدل على أهمية هذه الشريحة في هذه المنظومة ولما لها من دور اجتماعي، صحي ونفسي على صحة المريض وذويه وبيئته.
جهود صادقة
بدورها، أشارت شمسة اليماحي، مساعد المدير للشؤون التمريضية مستشفى الذيد مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إلى انه في كل عام يحتفل العالم بيوم التمريض العالمي، وذلك احتفاء وتقديرا بجهود الكوادر التمريضية في المجتمع و الشعار لهذا العام»ممرضاتنا مستقبلنا.
وتؤكد أن مهنة التمريض تعتبر من أنبل المهام التي يؤديها الإنسان وأكثرها إحساناً.
17 عاما
أما موزه المري، الحاصلة على بكارليوس تمريض ومسؤولة العناية المركزة الأقسام الداخلية بمستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله، فتقول: «أعمل في المستشفى منذ ما يقارب 17 سنة في مجال التمريض، وهذه المهنة لها من تأثير كبير علي وعلى البيئية التي اعمل بها».
وتقول: «في بداياتي عملت كممرض بقسم الباطنية العام اكتسبت خلالها العديد من المهارات سواء كانت العملية او العملية ساعدتني على بناء خبرات وقدرات حيث كان المسؤولين يهتمون بالجانب التدريبي وتأهيل الكادر بالصورة المطلوب».
وتضيف:«عملت مع المرضى وتعاملت مع ذويهم شاركناهم جميع المراحل في علاجهم إلى حين خروجهم بصحة وعافية إلى منازلهم، كما عشنا بعض المواقف التي مرت بحزن على البعض منهم».
وأوضحت أنها تقوم بإدارة الطاقم التمريضي المتواجد لتحقيق رؤية مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بتقديم أفضل الممارسات المتبعة عالميا.
الحلم يتحقق
تقول الممرضة بمستشفى الذيد المواطنة ريم الخاصوني: «في فترة المدرسة تعرفت على مهنة التمريض وأصبحت الحلم الذي يراودني تحقيقه يوما بعد يوم، حيث اهتمت دولتي بهذه المهنة العظيمة من خلال الدعم المستمر». وتضيف: «لقد حرصت دولة الإمارات على تطوير برامج التمريض بمؤسسات التعليم العالي، بالإضافة إلى المنح الدراسية والبعثات الخارجية والامتيازات بعد التخرج، والحصول على الوظيفة».
وتقول: «منحتني مستشفى الذيد التدريب الكافي والحصول على الثقة الكافية، وهو مس ساعدني على رفع معنويات المرضى ومساندتهم في اشد فترات الضعف وهي فترة المرض».
وتضيف:«علمتني مهنة التمريض الكثير فهي مصدر للصبر وللدعوة الصادقة من أفواه مرضاي وما زالت تعلمني وهنا أدركت أهمية التمريض في كل زاوية من الرعاية الصحية فهي المهنة التي تتضمن مجموعة من الأساليب الطبية والنفسية والمعنوية للتعامل مع المريض ومساعدته على الشفاء والتعافي».