أبوظبي (الاتحاد)
لقد مثّل نهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مدرسة سياسية في بناء الدول، وفي ممارسة الحكم، وتحقيق أرفع مستويات التنمية والبناء والنماء والرخاء لجميع أبناء الوطن، في فترة زمنية قياسية. وقد سار على نهج القائد المؤسس قائد مرحلة التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، فقاد مسيرة العمل الوطني والإنجاز والبناء والنماء مرسخاً هذا النهج الخالد وهذه المدرسة السياسية الرشيدة. وتسير دولتنا اليوم بكل ثقة وجدارة واقتدار تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مواصلةً المسيرة نفسها، مسيرة الإنجازات الكبرى والنجاحات العظمى، من إنجاز إلى إنجاز ومن ازدهار إلى ازدهار، نحو الغد المُشرق الآتي، بإرادة تسامِق قمم السماء، وهمم تعانق الفضاء.
إنها مدرسة في العدل والعمل والحكمة والحنكة والسياسة الرشيدة وبُعد النظر، والقدرة الفائقة على ترجمة الخطط السياسية والتنموية إلى عمل مثمر مدروس، وواقع إنجاز ملموس، ينعم بنتائجه اليانعة وثماره الخيّرة كل أبناء الوطن، وكل مَن يعيش على هذه الأرض الكريمة الطيبة. مدرسة في رقي الروح الإنسانية ومكارم القيم السامية التي ينال خيرها الإنسان في كل مكان من هذا العالم. مدرسة في بناء نموذج للقيم السياسية والفضائل الأخلاقية الرفيعة الملهمة، عنوانه ترسيخ الأمان والسلام والاستقرار والازدهار المستدام، والتسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
لقد اجتمع في سيرة الشيخ زايد ومسيرته السياسية ما تفرّق في سيَر غيره من القادة العظماء وآباء الأمم ومؤسسي الدول المعاصرة، من حكمة سياسية وفضائل قيمية وعظمة إنجاز يكاد يلامس حدود الإعجاز. وقد رسّخ القائد المؤسس نموذجاً إرشادياً قيادياً ملهماً سيبقى على مر التاريخ والأجيال نهجاً مستداماً ووصْفة تنير دروب المستقبل، سارت وتسير على هداها قيادتنا الرشيدة، ويستمد منها جميع أبناء هذا الوطن العزيز روح الوطنية والولاء والانتماء والإخلاص والتميز والإنجاز في مجالات العمل الوطني كافة. وهو نموذج إرشادي ووصْفة للنجاح قادت وطننا، والحمد لله، إلى مقدمة الصفوف بين الأمم السائرة في ركب التقدم والحضارة، وجعلت النموذج الإماراتي قدوةً وهادياً وملهماً لمختلف شعوب المنطقة والعالم.
وقد تجسدت استدامة وبقاء هذا النموذج الإرشادي القيادي الوطني، نموذج البناء والنماء والعطاء والرخاء، في أبهى وأزهى تجلياته، في سيرة ومسيرة قائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي حمل الأمانة وتسلم الراية من القائد المؤسس، فسار على النهج، وأعْلى البناء، ورسّخ كل ما شأنه رفعة الوطن والمواطن، وسار بدولة الاتحاد أشواطاً بعيدة على طريق التنمية والتقدم والازدهار. ويسّر ووفّر كافة مقومات بناء وترسيخ مجتمع السعادة والمعرفة والريادة في مختلف مجالات العمل الوطني.
ولا شك أن ما تحقق للوطن والمواطن من مكاسب كبرى وإنجازات عظمى في عهد قائد التمكين، يندُّ عن الإحصاء أو العد، لأن سيرته العطرة ومسيرته الوطنية المبهرة تستحق أن تبقى على مر الزمن مخلّدة في القلوب ومدونة بحروف من نور في أنصع صفحات التاريخ. لأنها سيرة خالدة وسجل حافل من الأعمال والإنجازات الوطنية الجليلة، بدأت منذ بدايات شبابه الأولى ودوره الوطني الكبير في تأسيس الدولة مع القائد المؤسس، واستمرت طيلة العقود اللاحقة بالسير بها من نجاح إلى نجاح، ومن إنجاز إلى إنجاز، مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهم الشيوخ الكرام، ضمن شراكة في الإنجاز وثيقة وملهمة، ومتكاملة ضمن أطر العمل الوطني كافة، في دولةٍ مؤسساتٍ تصنع التاريخ بتضافر جهود القادة معاً، وتوافر الإرادة والولاء والانتماء والإخلاص لدى كافة أبناء الوطن. وهي مسيرة إنجاز مشتركة ألهمت فيها جهود القادة العظماء وإخلاصهم للوطن جميع أبناء الوطن بوفائهم للقيادة وجِدهم واجتهادهم في كافة مجالات ومنجزات العمل الوطني. وكانت النتيجة كل هذا النجاح السياسي المبهر والصعود الاقتصادي المتواصل والمستمر منذ لحظة قيام الاتحاد وحتى بلوغ كافة أهداف الخمسين المقبلة وتحقيق كافة مستهدفات مئوية الإمارات.
إنها سيرة وطن عزيز، وقيادة رشيدة، وشعب وفيٍّ مخلص لقادته ووطنه، وسيرة رجال أخلصوا وأنجزوا وبنوا فأعلوا سقف البناء والإنجاز، وحذفوا من قواميس اللغة كلمة «المستحيل». سيرة ومسيرة متكاملة من الإنجازات الكبرى والمكاسب العظمى التي تحققت للوطن والمواطن. مسيرة ملهمة ممتدة من العمل الوطني بدأت مع القائد المؤسس وتواصلت مع قائد التمكين، وتسير الآن، بحمد لله، على طريق الخمسين بخطى واثقة وسياسة حكيمة وجهود حثيثة إلى أعلى ذرى المجد والتقدم وأزهى مستويات التنمية والازدهار بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتصبح الإمارات، اليوم وغداً وكل يوم، هي الدولة رقم 1 في مجالات التميز والتفـوق والتألق كافة، على المستويين الإقليمي والعالمي.