أبوظبي (الاتحاد)
بفضل الدعم غير المحدود في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أصبح العمل الإنساني والخيري يمثل ركيزة أساسية في النهج الإنساني الشامل للدولة، مما جعلها من أكثر الدول دوراً وحضوراً في ميادين العطاء التنموي والإغاثي. وسيراً على نهج الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في العمل الإنساني، عزز المغفور له الشيخ خليفة جهود الدولة في هذا المجال، وأسس للعديد من المبادرات الخيرية والإنسانية والريادية. ويحسب للشيخ خليفة، رحمه الله، نشره لروح التسامح، وتعميق قيم التراحم والتكافل والعمل التطوعي ومساعدة المحتاجين ودعم مؤسسات العمل الإنساني والخيري في الدولة، وفي كل مكان من العالم.
عام الخير
ومن أبرز المبادرات الخيرية التي كانت في عهد المغفور له الشيخ خليفة، إعلان عام 2017 عاماً للخير. وبموجب هذه المبادرة، أطلقت الحكومة الاتحادية، والحكومات المحلية، فضلاً عن القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية، مئات من المبادرات الإنسانية، التي تخدم قضايا خيرية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، كما ساهم أفراد المجتمع بالتبرعات السخية وساعات العمل التطوعي لخدمة قضايا مجتمعية وإنسانية.
ورسمت حكومة الإمارات أطراً تشريعية وتنفيذية فعالة لترسيخ دور الدولة عاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا وفي كل أنحاء العالم.
صندوق خليفة
وضمن مبادرات العمل الوطني الداعمة لنهج الخير، عمل صندوق خليفة لتطوير المشاريع على خلق جيل من رواد الأعمال المواطنين، وغرس ثقافة الاستثمار لديهم، إضافة إلى دعم المشاريع الصغيرة، والمتوسطة في الدولة.
ويوفر الصندوق برامج شاملة تلبي احتياجات المستثمرين أثناء سعيهم لتأسيس، أو توسيع النشاط الاستثماري، بالإضافة إلى إنشاء نظام لخدمات الدعم والمساندة يشمل التدريب، والتطوير، وإعادة التأهيل، وتوفير البيانات، والخدمات الاستشارية، والمبادرات التسويقية.
ويوفر صندوق خليفة حلولاً تمويلية لإقامة مشاريع ملائمة في قطاعات عدة، تساهم في رفد الاقتصاد الوطني مثل المزارع، والصيد، أو مشروعات الأعمال التي تباشر من المنزل. وتتضمن هذه البرامج كلاً من: المشاريع المتناهية الصغر، خطوة، بداية، الحاصلة، زرعي، زيادة، وتصنيع.
«خليفة الإنسانية».. صرح خيري
في يوليو 2007، أصدر المغفور له الشيخ خليفة، رحمه الله، قانوناً بتأسيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وتتركز استراتيجيتها في تقديم المساعدات في مجالي الصحة والتعليم محلياً، وإقليمياً، وعالمياً. ووصلت مساعدات المؤسسة منذ نشأتها إلى أكثر من 91 دولة حول العالم.
وتوفر المؤسسة الدعم لمشاريع التعليم المهني في دول المنطقة، والاحتياجات الصحية المتعلقة بمواجهة سوء التغذية، وحماية الأطفال ورعايتهم، إضافة إلى توفير المياه الآمنة عالمياً. كما تساهم في توفير البنى التحتية الأساسية، مثل المدارس، والمستشفيات، للمجتمعات الفقيرة والمحتاجة.
وتلتزم المؤسسة محلياً بتلبية احتياجات مستحقي الدعم من المرضى والعجزة والأرامل والأيتام والمعاقين وطلاب العلم، وأعدت برامج دائمة وأخرى موسمية لتلبية تلك الاحتياجات في كافة إمارات الدولة. كما وضعت المؤسسة التعليم المهني والتدريب الصناعي في صلب أولوياتها مساهمة منها في دعم الجهود المبذولة للتصدي للفقر والبطالة في العالم العربي.
مبادرات ومشاريع
أما دولياً، فتمتد مبادراتها الإنسانية على رقعة واسعة من المعمورة، وذلك من خلال محورين أساسيين، الأول: الاستجابة الفورية لحالات الطوارئ والأزمات. والثاني: الدخول في شراكات مدروسة ومُقننة مع هيئات ومؤسسات دولية منتقاة لأجل تنفيذ مبادراتها ومشاريعها في مجالات الصحة والتعليم.
وتركز استراتيجية البرامج التي تنفذّها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على وجود مردود تنموي مستدام للمساعدات التي تقدمها من خلال حرصها على دعم المشاريع.
وتقوم المؤسسة بتمويل وتنفيذ المشاريع التنموية المستدامة التي تستهدف الدول والمجتمعات الفقيرة، وكذلك تلبي النداءات الإنسانية التي تصدر عن الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية خلال الكوارث والأزمات.
ومن أبرز إنجازات المؤسسة على الساحة العالمية: بناء سلسلة مستشفيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في المغرب، ولبنان، وسوقطرى، وجزر القمر، وكازاخستان، وباكستان، وكذلك المساجد في القدس، وكازاخستان، والصين.
خريطة العمل الإنساني
كما تمت إعادة بناء جسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على نهر سوات في باكستان، بعد أن دمر بفعل الفيضانات. وكذلك استثمار 550 مليون درهم في مبنى الشيخ زايد لأبحاث أمراض السرطان في هيوستون، بولاية تكساس الأميركية. وتم تشييد مركز أحمد بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض سرطان البنكرياس، الذي يهدف إلى دفع عجلة الاكتشافات التي تؤثر بشكل كبير في علاج سرطان البنكرياس. وتم تأسيس مستشفى الإمارات في باكستان بتكلفة قدرها 108 ملايين دولار أميركي، وإقامة تعاون بين المؤسسة وبين أهم مؤسستين طبيتين في العالم وهما: أم دي أندرسون ومايو كلينك في أميركا. واستفادت أيضاً أكثر من 65 دولة من مشروع إفطار الصائم الذي نفذته المؤسسة، ويُعد أحد المشاريع الموسمية المهمة على خريطة العمل الإنساني للمؤسسة، فضلاً عن تقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى الشعب اليمني.. وغير هذا كثير من إنجازات المؤسسة وأعمالها الخيرية والإنسانية الممتدة في مختلف أنحاء العالم.