سامي عبد الرؤوف (دبي)

بتوجيهات  صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، غادرت طائرة من مطار آل مكتوم الدولي بدبي، متجهة إلى العاصمة التشادية نجامينا، تحمل مساعدات بسعة نحو 80 طناً مترياً من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، أكبر مركز إنساني في العالم، وذلك مساء يوم أمس (الاثنين)، لإغاثة المتضررين من الأزمة في السودان ممن فروا بحثًا عن الأمان في الدول المجاورة. 
فيما تستعد للمغادرة شحنة جوية ثانية خلال الأيام المقبلة تحمل 42 طناً مترياً، وتضم 25 ألف قطعة مساعدات متنوعة، ومن المقرر أن تغادر دبي الشحنة الثانية لاحقاً هذا الأسبوع. وتشمل المواد الإغاثية للطائرة الأولى، إمدادات أساسية من المخزون العالمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمتوفرة في مستودعات المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي.
وتضم هذه الطائرة أكثر من 58 ألف قطعة مادة إغاثية، وهي تشمل البطانيات، وفرش النوم، والمصابيح الشمسية، والدلاء، وصفائح المياه، والواقيات من الذباب (الناموسيات)، والأغطية البلاستيكية، وأدوات المطبخ.
 وستنقل الطائرة الثانية، مواد إيواء إضافية من مفوضية شؤون اللاجئين أيضاً، بالإضافة إلى معدات اتصالات أساسية لفريق الطوارئ والاتصال والدعم السريع التابع لبرنامج الأغذية العالمي للطوارئ. 
ويأتي تسيير هاتين الطائرتين، بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وانطلاقاً من دور المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في تسهيل علميات الإغاثة الإنسانية العاجلة وقيادة التنسيق بين الشركاء، حيث قامت المدينة بتسيير عملية الشحن، والتي تم تمويلها من خلال صندوق الأثر الإنساني العالمي التابع للمدينة. 
في هذا الإطار، أعرب معالي محمد إبراهيم الشيباني، رئيس مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، عن امتنانه لعمال الإغاثة المتفانين والمنظمات في المدينة فيما يسعون جاهدين ويعملون على مدار الساعة لتلبية احتياجات الشعب السوداني. 
 وقال: «إن الأحداث المستمرة في السودان تتسبب بأزمات إنسانية متفاقمة وتبقى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ملتزمة ومستعدة للاستجابة لها، وهي ستواصل العمل بلا كلل لتسهيل إيصال المساعدات من جميع شركائها من أجل ضمان حصول المتضررين على المساعدة التي يحتاجون إليها بشكل عاجل».
من جهته، قال خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي: «يعد الوضع الإنساني في السودان وحولها مأساوياً. تشكل النساء والأطفال معظم الأشخاص الفارين والباحثين عن الأمان. لا يزال بعضهم في العراء أو تحت الأشجار، بينما يبيت آخرون في مآوٍ مؤقتة ويفتقرون إلى المياه النظيفة والطعام». 

وأكد أن هناك احتياجاً عاجلاً للمزيد من الدعم لضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة في الوقت المناسب.
وقال: «نقدر الدعم المقدم من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية لنقل مواد الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها من مخزون المفوضية العالمي في دبي، مما يقدم لنا يد العون في تقديم المساعدة الطارئة لأولئك الذين يفرون من السودان ويصلون إلى الدول المجاورة بما في ذلك تشاد». وأشار إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ستقوم بالاستجابة للمتضررين في السودان، حسب الحاجة ووفقاً لتطورات الحالة على الأرض، حيث يتم العمل على المتابعة الآنية للأوضاع في السودان وتدفقات الفارين، بشكل مستمر لتقدير المساعدات الممكن تقديمها.   
المركز الأكبر
وتدرك المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الوضع الصعب والاحتياجات الإنسانية الملحة وتقدّم موقفاً ثابتاً بدعم أعضائها وشركائها والعمل معهم لضمان وصول الإغاثة بسرعة وكفاءة أينما دعت الحاجة.  وتمثّل المدينة العالمية للخدمات الإنسانيّة أكبر مركز إنساني لوجستي في العالم حيث تضاعفت مساحتها 4 مرات خلال العقدين الماضيين من 30.000 متر مربع إلى أكثر من 140.000 متر مربّع.
وتتميّز المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بموقع استراتيجي إذ تقع على مفترق طرق بين الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وشرق وجنوب آسيا مما يسمح بالوصول، في غضون 4 ساعات، إلى ثلثي سكان العالم الذين يعيشون في المناطق الأكثر تعرضاً للأزمات.
وخلال العام الجاري، تكون المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، أكملت 20 عاماً في تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين في جميع أنحاء العالم، وقد أقر مجلس الإدارة استراتيجية 2022-2025 ، مما يمهد الطريق لعصر جديد من العمل الإنساني ودفع نشاط المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى آفاق جديدة. 
وتواصل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية ريادتها في تسهيل الاستجابة للأزمات المتعددة والمعقدة، وتوسيع بصمتها العالمية، والتعاون مع المراكز الإنسانية الأخرى لتعزيز التأهب لحالات الطوارئ والاستجابة لها.