طارق عبد الرحيم الحوسني
سطرت القوات المسلحة منذ توحيدها إنجازات كبيرة في دعم السلام العالمي وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التعاون الدولي عن طريق الاستثمار في قدراتها العسكرية، لتصبح واحدة من أفضل الجيوش في الشرق الأوسط تنظيماً وتسليحاً، وساهمت في الحفاظ على استقرار الأمن الإقليمي والعالمي.
يعظم الجهد عندما يكون الهدف الأسمى «الوطن»، وينمو الحلم حين تكون البيئة الحاضنة له «قيادة تبحث عن المستقبل»، ويصبح واقعاً حينما يُذكر باسم «الإمارات»، هذا أقل ما يمكن أن نوجز به مسيرة عمل وإصرار وتحدٍّ تجاوزت في عمرها 30 عاماً، بحثاً عن الريادة في التنمية والازدهار الاقتصادي واستشراف أدوات استثمارية وعقد الشراكات الصناعية محلياً وعالمياً، حين كانت البداية في عام 1992، واليوم بعد ثلاثة عقود، يبرز اسم «مجلس التوازن» كإحدى أهم المؤسسات الاقتصادية الوطنية في الدولة، وشريك موثوق به للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتفي بالذكرى الـ47 لتوحيدها. هذه المؤسسة العسكرية العريقة التي تقترب من اليوبيل الذهبي لها، يُشكل «مجلس التوازن» جزءاً من مسيرة نهضتها وتطورها، عبر دعمها وتعزيز قدراتها، بمنظور مستدام، يلبي طموح القيادة واحتياجات الدولة في الجانبين الدفاعي والأمني.
في «مجلس التوازن»، نمضي بثقة ضمن رؤية دولة الإمارات التي ترى في السلام وحفظ الأمن باباً لاستقرار المنطقة والعالم، كما نرى في طموح قيادتنا، منهج عمل لا يعرف حداً للتميز والتطور، فكل يوم هناك ابتكار جديد وتكنولوجيا أحدث في عالم الصناعات الدفاعية والعسكرية. هذا هو دورنا في «مجلس التوازن»، حيث نضمن التميز في قطاع الصناعات الدفاعية والأمنية، ونعزز عملية التحسين، ونوحد الجهود، ونُمكن الكفاءات المحلية، ونجلب كل جديد، ومعه نواكب تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، لذلك نجد أنفسنا في المجلس، في حالة تعاون وتنسيق تام مع القوات المسلحة لمواكبة كل هذه التطورات، لكي تكون مشاركتنا فعالة في بناء اقتصاد معرفي يدفع بمسيرة التنمية الشاملة على مستوى الدولة، سواء كان ذلك عبر عمليات الاستحواذ الاستراتيجية أو إدارة العقود أو حتى نقل التكنولوجيا المتطورة وتكييفها وتسخيرها لخدمة الشركاء الاستراتيجيين، مما يسهم في تحقيق رؤية الدولة المتمثلة في بناء قطاع دفاعي متطور موجه نحو المستقبل.
ومع احتفال قواتنا المسلحة بالذكرى الـ47 لتوحيدها، نفخر أننا أمام صرح عسكري له بصمات واضحة إقليمياً ودولياً في نشر السلام والاستقرار وإعادة الأمل لشعوب المنطقة، بفضل ما تمتلكه من أدوات متطورة ومعدات تعد الأحدث على مستوى العالم. والأهم من ذلك فخرها بأبنائها، جنودنا البواسل الذين يشكلون بشجاعتهم الباسلة وحبهم للوطن نبراساً لنا وللأجيال المقبلة، والذين تلقوا أحدث مناهج التعليم في الأكاديميات العسكرية، وتدربوا على آخر ما توصلت إليه الصناعات العسكرية والدفاعية عالمياً في ساحات المعركة، ليشكلوا حصناً منيعاً للحفاظ على المنجزات والمكتسبات، ويقدموا أرواحهم رخيصة للدفاع عن الوطن.
وعلى هذا النحو، يواصل «مجلس التوازن» دوره المحوري والمهم في مد جسور الشراكات والتعاون مع دول العالم، بعد أن ساهم منذ تأسيسه في إنشاء أكثر من 111 شركة وأداة استثمارية ضمن 12 قطاعاً تنافسياً، ما يشكل إضافة قيمة قدمها المجلس على مدار العقود الماضية للاقتصاد الوطني ودفع عجلة نموه، حيث يتواصل هذا الدور على أكثر من صعيد، خاصة في الصناعات الدفاعية والأمنية وبرامج الهندسة والبحث والتطوير والابتكار، وتوطين التكنولوجيا المتقدمة والبناء عليها وتطويرها بهدف الحفاظ على مكانة الدولة وسمعتها عالمياً.
الأمين العام لمجلس التوازن