آمنة الكتبي (دبي) 
يجري سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، اليوم مهمته التاريخية السير بالفضاء، خارج محطة الفضاء الدولية، برفقة زميله الأميركي ستيفن بوين، والتي تستمر لمدة 6 ساعات ونصف الساعة، وذلك ضمن مهام البعثة 69 بهدف إجراء أعمال الصيانة الخارجية بالمحطة الدولية، وتشمل من بينها تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band، وذلك تمهيداً لإعادتها إلى الأرض، فضلاً عن إكمال سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية للمحطة.
ويطلق مسمى السير في الفضاء على أي نشاط يقوم به رائد الفضاء عند خروجه من المركبة وأثناء وجوده في الفضاء، ويسمى السير في الفضاء أيضاً بـ «EVA»، أي النشاط خارج المركبة، ويقوم رواد الفضاء بالسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، وتستغرق هذه المهمة ما بين خمس إلى ثماني ساعات اعتماداً على نوعية المهمة التي يقومون بها.
السير في الفضاء  
وهناك 5 أسباب تدفع رواد الفضاء إلى السير في الفضاء، منها إجراء التجارب العلمية، والقيام بالتجارب على السطح الخارجي للمركبة الفضائية، وهو ما يتيح للعلماء معرفة كيف يؤثر وجود الرواد في الفضاء على أمور مختلفة، بالإضافة إلى اختبار معدات جديدة، إضافة إلى إصلاح الأقمار الصناعية أو المركبات الفضائية الموجودة في الفضاء، وإصلاح المواد المعطلة بدلاً من إعادتها إلى الأرض لإصلاحها.
ويرتدي رواد الفضاء أثناء السير في الفضاء، بذلات فضائية للحفاظ على سلامتهم، ويوجد داخل بذلات الفضاء كميات من الأكسجين يحتاجونها للتنفس وماء للشرب، ويلبس رواد الفضاء بذلاتهم الفضائية قبل عدة ساعات من السير في الفضاء وتكون البذلات مضغوطة، ما يعني أنها مليئة بالأكسجين، وبمجرد ارتدائها، يتنفس رواد الفضاء الأكسجين النقي لبضع ساعات، ويعمل تنفس الأكسجين على المساعدة في التخلص من كل النيتروجين في جسم رائد الفضاء. 
وعندما يصبح رواد الفضاء جاهزين للخروج من مركباتهم الفضائية، فإنهم يغادرون المركبة من خلال غرفة معادلة الضغط، ولها بابان، وعندما يكون رواد الفضاء داخل المركبة الفضائية، يكون باب غرفة معادلة الضغط محكم الإغلاق بحيث لا يخرج أي هواء.
 وعندما يستعد رواد الفضاء للذهاب في السير في الفضاء، فإنهم يمرون عبر الباب الأول ويغلقونه خلفهم، ويمكنهم بعد ذلك فتح الباب الثاني من دون خروج أي هواء من المركبة الفضائية وبعد انتهائهم من السير في الفضاء، يعود رواد الفضاء إلى الداخل من خلال غرفة الضغط، وأثناء السير في الفضاء، يستخدم رواد الفضاء حبال السلامة للبقاء بالقرب من مركباتهم الفضائية، وتكون نهاية الحبل مربوطة برائد الفضاء، فيما يكون الطرف الآخر متصلاً بالمركبة، تمنع حبال السلامة رواد الفضاء من العوم في الفضاء، ويستخدم رواد الفضاء أيضاً الحبال لمنع الأدوات من العوم بعيداً، ويربط رواد الفضاء أدواتهم ببذلاتهم.
سلامة رواد الفضاء 
وهناك طريقة أخرى للحفاظ على سلامة رواد الفضاء أثناء السير في الفضاء، وهي ارتداء ما يسمى «SAFER» وتعني المساعدة المبسطة لإنقاذ رواد الفضاء في مهمة السير في الفضاء، وتلبس كحقيبة الظهر، وهي مزودة بمحرك للدفع الصغير للسماح لرائد فضاء بالحركة في الفضاء، وإذا فقد رائد فضاء ارتباطه بالمركبة وذهب بعيداً، فتساعده في العودة إلى المركبة الفضائية ويتحكم رائد الفضاء بها بعصا تحكم صغيرة.
وتعد إحدى الطرق لتدريب رواد الفضاء على السير في الفضاء هي للسباحة، والتي تشبه إلى حد كبير العوم في الماء، ويحاكي رواد الفضاء تجربة السير في الفضاء من خلال السباحة تحت الماء في حوض سباحة كبير، ويطلق على المجمع الذي يقوم به رواد الفضاء بهذا التدريب في أميركا اسم «نيوترال بيويانسي لابوراتيري» أو NBL ويقع بالقرب من مركز جونسون للفضاء التابع لناسا في هيوستن، تكساس، ويحتوي المجمع على 6.2 مليون جالون من المياه، ويتدرب رواد الفضاء لمدة سبع ساعات في المسبح لكل لساعة يقضونها في السير في الفضاء.
تدريبات متخصصة
استعد سلطان النيادي، رائد الفضاء الإماراتي، لمهمة السير في الفضاء مسبقاً، حيث أجرى تدريبات متخصصة في هذا الشأن بمختبر الطفو المحايد «NBL»، وهو أحد أهم الأساليب لتحضير الرواد لمهمات السير في الفضاء، وتطوير إجراءات المهمات للتحقق من عمل الأجهزة بشكل جيد، فضلاً عن التأقلم على بذلة رواد الفضاء «EMU» الخاصة بهذه المهمات.
ويتم تدريب رواد الفضاء لتحسين الإجراءات المعتمدة خلال هذه المهمات النوعية، حيث يكون جسم رائد الفضاء خلال هذه التدريبات، معلقاً خلالها في حالة بين الطفو والغرق، وذلك في حوض سباحة ضخم، يبلغ طوله 202 قدم، وعرضه 102 قدم، وعمقه 40 قدماً، ويأتي ذلك لوضع رواد الفضاء في حالة شبيهة إلى انعدام الوزن والجاذبية، حيث يمضون 6 ساعات تحت الماء، والتي تعادل ساعة سير بالفضاء.
سلسلة مهام
تحمل مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، أهمية كبيرة، حيث سيؤدي رائد الفضاء سلطان النيادي إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين من ناسا، عدداً من المهام الأساسية . ومن المتوقع أن تستمر فترة تواجدهما خارج المحطة لمدة 6.5 ساعات تقريبًا، بغرض العمل على صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها، ويتمثل الهدف الأساس لهذه المهمة في تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيدًا لإعادتها إلى الأرض. كما سيكمل النيادي والفريق سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، حيث سيتم تركيب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، وستسهل هذه التحضيرات على رواد الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة؛ وتقوم الألواح الشمسية بدور محوري في تشغيل محطة الفضاء الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها. ينطلق البث المباشر لتغطية المهمة عند الساعة 4:30 مساءً (بتوقيت دولة الإمارات)، ويمكن متابعته عبر الرابط التالي www.mbrsc.ae/live ، في حين ستبدأ المهمة عند الساعة 5:15 مساءً.