هدى الطنيجي (رأس الخيمة)
«سمك المالح» تتزين بها المائدة خلال أيام عيد الفطر المبارك، وتعد الوجبة الشعبية لأهالي الإمارات، والمحافظة على طابعها حتى وقتنا الحاضر.
حيث تُحضَّر الوجبة بغمرها بكميات كبيرة من الملح لتكتسب مذاقاً فريداً، عبر اختيار الأنواع المختلفة من الأسماك الطازجة منها «الكنعد والقباب» بعد فصل الرأس عن السمك، وتقديمها على وجبة الغداء مع الأرز والليمون، وتختلف الطرق التي تدخل في إعدادها بحسب رغبة الأفراد والأسر.
وقال خالد علي، أحد تجار سمك المالح في رأس الخيمة الذي أمضى قرابة 35 عاماً في هذا المجال: «إن سمك المالح من الوجبات المفضلة لدى أهالي الإمارات، خاصة في أيام عيد الفطر المبارك، وذلك لانقطاعهم عن تناوله لما يحويه من كميات كبيرة من الملح الذي يدخل في طريقة إعداده، والذي قد يتسبب في العطش نهار رمضان».
وذكر أن وجبة المالح، تشهد طلباً كبيراً بشكل ملحوظ ليلة العيد لكي يتم تقديمها وجبة رئيسية خلال أيام العيد عبر تناولها مع الأرز، ويتم إعدادها بأشكال مختلفة منها «المردودة» أو «المجبوس» أو مع «المرق»، مشيراً إلى أن طريقة إعداد هذا السمك تتم عبر اختيار الأصناف المتنوعة من الأسماك، منها «الكنعد القباب» وغيرها، والعمل على اتباع الطرق الرئيسية في التمليح والتي لا تزال محافظة على طريقتها منذ أمد بعيد، والمتمثلة في تنظيف السمك وتمليحه وتخزينه في صناديق مخصصة وذلك قرابة الشهرين، من ثم التحقق من صلاحيته للاستهلاك، وبعدها عرضه للبيع أمام المستهلكين بأسعار مختلفة بحسب النوع والكمية المطلوبة.
اشتراطات
قامت دائرة بلدية رأس الخيمة متمثلة في إدارة الصحة العامة، بتنظيم آلية بيع سمك المالح في أسواق السمك، عبر إيجاد اشتراطات للفئات المعنية بإعداده، منها المتعلقة بأمور التسويق والعرض أمام المستهلكين، وتوفير احتياجات فئات المجتمع من هذه الأصناف المرغوبة خاصة لدى المجتمع المحلي.
وقالت شيماء الطنيجي، مدير إدارة الصحة العامة: «إن الإدارة قررت تنظيم آلية عمل بيع أسماك المالح في أسواق السمك، حيث يبلغ عدد الموجود حالياً 7 أكشاك لبيع المالح بسوق رأس الخيمة، ودكة واحدة في سوق المعيريض».
وعن آلية الرقابة على هذا المنتج الذي يلاقي إقبالاً من قبل المستهلكين، ذكرت أن آلية الرقابة على المالح من خلال شراء الأسماك الطازجة والتي يتم تقطيعها وتمليحها في غرفة مخصصة لتصنيع المالح تحت إشراف مراقبي الصحة بالسوق، من ثم العمل على تخزينها في براميل كبيرة الحجم مخصصة لذلك والتي تتسع لما يقارب (150 قطعة)، وبعد استكمالها مدة النضوج، أي التمليح الكامل والذي يستغرق ما بين (2.5 إلى 4) أشهر حسب حجم ونوع الأسماك المستخدمة، يتم التفتيش عليها والتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي قبل إعادة تعبئتها في عبوات صغيرة تحمل (10 إلى 12) قطعة.