دبي (الاتحاد)
أدى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، صلاة عيد الفطر المبارك في مسجد زعبيل الكبير بدبي، وإلى جانبهما سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وعدد من الشيوخ والمسؤولين، وجمع من المصلين.
واستمع سمو ولي عهد دبي ونائب حاكم دبي والمصلون إلى خطبة العيد التي ألقاها خطيب وإمام مسجد زعبيل الكبير فضيلة الشيخ الدكتور عمر الخطيب، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الإسلامية بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وتناول فيها مبدأ الاستدامة بمفهومه الواسع، من منطلق الحفاظ على النِعَم التي أنعم الله تعالى بها على عباده حفاظاً على حق الأجيال القادمة فيها، وكيف قدّم القرآن الكريم نموذجاً واضحاً لإدارة النِعَم واستدامتها في قوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام «قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ في سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ»، إذ حث المولى عزّ وجلّ نبي الله يوسف على العمل والاجتهاد في الزراعة لضمان استمرار الحياة، انطلاقاً من مسؤولية الإنسان في إعمار الأرض وتنمية مواردها والحفاظ على استدامة خيراتها.
واستعرضت الخُطبَة العديد من أوجه الاستدامة وأهمية التزام الإنسان المسلم بأمر المولى عزّ وجلّ في تجنب إهدار النعم في قوله تعالى: «وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، إذ أكد خطيب الصلاة على أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية ومن أهمها الماء الذي هو أساس الحياة، حيث نهى النبي الكريم (ص) عن الإسراف في استخدام الماء حتى وإن كان في الوضوء ولو كان على نهر جارٍ، حيث توضأ، عليه الصلاة والسلام، ثلاثاً، ثم قال: «هكذا الوضوءُ فمن زادَ على هذا أو نقصَ فقد أساءَ وظلمَ».
كما تطرقت الخُطبَة إلى أهمية حفاظ المسلم على دوام صلته بخالقه والمحافظة على عبادته، كذلك أهمية الحرص على صلة الرحم والحفاظ على استدامة الروابط الأسرية والعلاقات الاجتماعية والصلات الإنسانية، لترسيخ أسس المحبة والوئام في المجتمع.
وفي ختام الخُطبَة، دعا فضيلة خطيب وإمام مسجد زعبيل الكبير، الله العلي القدير أن يحفظ دولة الإمارات قيادة وشعباً، وأن يديم عليها نعم الاستقرار والرقي والازدهار، وأن يعيد عليها الأعياد بالخير والزيادة وسائر بلاد المسلمين والعالم، مبتهلاً إلى الخالق جلّ في علاه أن يوفّق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وولي عهده، وأخاه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وولي عهده، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حُكام الإمارات، وأولياء عهودهم، إلى كل الخير، وأن يسدّد خطاهم لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يديم عليهم موفور الصحة والعافية.
كما توجه إمام وخطيب الصلاة بالدعاء إلى الله تعالى أن يرحم المغفور لهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والقادة المؤسسين، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وشيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى جوار ربهم، وأن يتغمدّهم بواسع رحمته ورضوانه، إنه قريب سميع مجيب الدعاء.