وجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدعم الشباب لتحقيق غايتهم، ونجاح مشروعاتهم التي تخطت 67 مشروعاً ضمن مبادرة الوزارة التي تم إطلاقها في 23 يونيو من العام الماضي تحت عنوان «التطوع لخدمة المجتمع والإنسان».
وعبر معاليه عن سعادته البالغة بالتطور وحجم الإنجاز الذي شهدته المرحلة الماضية من المبادرة التي جاءت بالتعاون مع صندوق الوطن وركزت على إشراك شباب الإمارات في نشر القيم الإنسانية لدى كافة فئات المجتمع الإماراتي وعلى مستوى العالم.
وأكد معاليه أن المشاريع الشبابية التي طرحها الشباب من كافة إمارات الدولة والتي تتعلق جميعها بالعمل على تطوير مجتمعاتهم المحلية، وتعزيز القيم الإنسانية، يطرح كل منها رؤية الشباب لتطوير بيئتهم المحلية، لاسيما الفئات الأحق بالرعاية، وكانت هذه المشروعة نتيجة عمل مستمر من جانب وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مؤسسة صندوق الوطن، حيث تم تنظيم 10 ورش عمل في كافة إمارات الدولة، بمشاركة حوالي 1150 من أبناء وبنات الإمارات لتشكيل مجموعات شبابية لكي يعملوا معاً لإنجاز مشروعاتهم التي اقترحوها ووضعوا لها خططاً وأهدافاً واضحة.
جاء ذلك خلال متابعة معاليه لنتائج المرحلة الأولى من المبادرة ومعدلات الإنجاز في مختلف مشاريعها التي ابتكرها الشباب وخططوا لها وقاموا بتنفيذها على أرض الواقع.
ومن جهة أخرى، اعتمدت وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع صندوق الوطن عدداً كبيراً من المشاريع الشبابية التي تعنى بتعزيز القيم الإنسانية في المجتمع، والتي مرت بعدة مراحل مدروسة لضمان نجاحها في تحقيق غايتها، وبدأتها الوزارة بتنظيم ورش العمل التطويرية لنماذج وخطط العمل، وتم تقييم المشروعات والأفكار المقدمة من الشباب من خلال اللجان الفنية لمبادرة العمل التطوعي، وضمت القائمة الأولى للمشروعات التي تم تبنيها لصالح المجتمع الإمارات عددا كبيرا من المبادرات في مختلف إمارات الدولة.
وأكدت وزارة التسامح أن هذه المشاريع جميعاً هي من أفكار الشباب، ونابعة من تجاربهم، وتخدم بيئتهم المحلية، وتركز على فئات بعينها، لكي تصل إيها بهذه المبادرة، مشيدة بدور صندوق الوطن في نجاح هذه المبادرة، ومن هذه المشروعات مشروع فر سان خليفة ويركز على استقطاب الأيتام الذين لديهم مبادرات وإسهامات إيجابية في المجتمع، بهدف نقل معارفهم وخبراتهم إلى إخوانهم الأيتام، الأمر الذي يزيد ثقتهم بنفسهم وتفعيل قدراتهم ومواهبهم ليكون شركاء في نهضة مجتمعهم، وتشمل المبادرة تقديم ورش التوعية للأيتام بهدف تنمية المهارات والمواهب، المشاركة في المسابقات المحلية والعالمية، تشكيل فريق تطوعي، توفير فرص تدريبية، دمج الفرسان مع كبار المواطنين للاستفادة من خبراتهم.
أما المشروع الثاني فيحمل عنوان «مخوه» ويهدف إلى خدمة كبار السن من خلال بناء منصة توفر فرص التطوع المتاحة لتسهيل الأنشطة في الحياة اليومية لكبار المواطنين مثل أنشطة تسوق البقالة، والمواعيد الطبية، والرياضة اليومية والمشي.. وتعمل المنصة على مد جسور التواصل بين المتطوعين الشباب وكبار السن، حيث ستعزز هذه التجربة الهوية الوطنية من خلال نقل التراث وإثراء التاريخ الثقافي والأصالة إلى الأجيال الشابة.
كما وافقت الوزارة وصندوق الوطن أيضا على مشروع «همم التسامح» الذي يركز على دمج أصحاب الهمم رياضياً على مستوى إمارة أبوظبي، حيث إنه يتضمن تنسيق وتنظيم بطولة تنافسية بين أصحاب الهمم بمشاركة طلاب المدارس الأخرى على مدار أسبوع، بهدف خلق روح تنافسية بين الأفراد، وتعزيز قيمة التسامح بين المشاركين، وسوف يتم تنظيم هذا المشروع في إحدى مدارس إمارة أبوظبي، حيث يستهدف هذا المشروع الفئة العمرية من 10 إلى 20 سنة.
أما مشروع «الفرية» والذي يعد نموذجاً رائعاً لهذه المبادرات التطوعية من جانب الشباب، حيث يعتمد خطط عمل واضحة على مدار العام، لتقديم خدماته للمجتمع، ويضم مجموعة متنوعة من أبناء وبنات الإمارات الذين يستثمرون خبراتهم ومواهبهم تطوعا من أجل مجتمعهم، ويركز المشروع على إنشاء مراكز لكبار المواطنين (المتقاعدين والمنتجين) الذين يمكن تنمية مهاراتهم في مجالات معينة، وتمكينهم من المشاركة الفعالة في مجتمعهم، والاستفادة من خبراتهم، في شتى المجالات، بهدف إعادة دمجهم مع مختلف الفئات العمرية في المجالات الاجتماعية والثقافية والتخصصية.
ويُعد مشروع «مسيار الأجداد» مبادرة تحمل طابعاً مختلفاً لتركيزها على اللياقة البدنية لكبار السن، حيث إنها تسليط الضوء على الجانب الرياضي والصحي والنفسي لكبار المواطنين، خاصة في ظل انتشار الأمراض والضغوطات النفسية الأمر الذي جعل فئة كبار السن (المتقاعدين) يمرون بفترات اكتئاب وعزلة، حيث يتم من خلال المبادرة المساعدة على تغيير نمط حياة كبار المواطنين فئة المتقاعدين، مثل إشراكهم في الأنشطة الرياضية والمجتمعية والثقافية المختلفة.
وأوضحت وزارة التسامح والتعايش أن التنوع هو السمة الرئيسية للمشروعات الشبابية المختارة، ومنها على سبيل المثل مشروع «متحفكم بينكم»، وتتمحور فكرة المشروع حول تصميم متحف متنقل يعرض مجموعة من الأعمال التراثية على كبار المواطنين، حيث يشجعهم أيضاً على ممارسة الأعمال الإبداعية والاستمتاع بالمعرض التراثي المُصغر، الأمر الذي يعمل على إخراج هذه الفئة من العزلة والملل والاستفادة من خبراتهم وإشراكهم في المجتمع، وكذلك مشروع «جيل ألفا المستقبل» الذي يركز على تقديم الدعم وتنمية مهارات الأطفال من سن 5 سنوات إلى 12 سنة للعمل بطريقة منتجة في المستقبل، كما يساعد المشروع في إعداد الطفل لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، حيث تطوير ورش عمل مختلفة في برامج مختلفة للتغلب على هذه التحديات للأطفال والآباء، وإنشاء مجلة إلكترونية للأطفال لتسليط الضوء على عملهم وورش العمل من خلال إيصال هذه الجهود إلى العالم، وصولاً إلى بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة التطورات المستقبلية، عبر استغلال الموارد المتاحة في خدمة المجتمع.
ومن المشروعات المتميزة التي أقرتها اللجنة وبدأت العمل بالفعل، مشروع «مخيم لطيفة وراشد»، ويهدف إلى العمل على تقديم ورش متنوعة للأطفال، بخطة مدروسة لكل مجموعة، بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين الأنشطة الترفيهية والتعليمية خلال أيام المخيم. ويشارك في المخيم من الشخصية الكرتونية لطيفة وراشد، لما تحمله هذه الشخصيات من مظاهر الهوية الإماراتية، لملامستها قلوب الأطفال وتوصيل الرسالة بطريقة أقرب للطفل لترسيخ الهوية الوطنية، وتوظيف هذه الشخصيات للوصول للغاية والهدف المرجو من هذا المشروع.
ومن المشاريع المهمة كذلك مشروع «مركز حياة للدعم النفسي والمعنوي للمراهقين»، وهو عبارة عن إنشاء مركز يختص بتقديم الدعم النفسي والمعنوي المجاني للمراهقين الذين يعانون مشاكل النفسية والعاطفية، ويهدف المركز للحد من التبعات التي تنجم من الظروف العائلية والمجتمعية وما قد يترتب عليها من ضغوطات وتحديات نفسية واجتماعية. سيقدم هذا بالمركز بالتعاون مع بمركز اجتماعي ونفسي متخصص بتقديم الاستشارات والدعم المجاني في مجال الصحة للنفسية والمعنوية للمراهقين.
وأضافت وزارة التسامح أنه إلى جانب عشرات المشاريع التي يتم حاليا العمل عليها نجد مشروع «بطولة الطيبين» الذي يركز على ما جاءت به استراتيجية الدولة 2071 المتعلقة بالسياسة الوطنية لكبار المواطنين.