هالة الخياط (أبوظبي)
شارك 25 طالباً وطالبة ضمن شبكة المدارس المستدامة بإمارة أبوظبي في دورة تدريبية ضمن برنامج المراقب البيئي للشباب «مرشد» الذي أطلقته هيئة البيئة في أبوظبي لتحفيز الشباب على التطوع ليكونوا مراقبين بيئيين.
وخضع المشاركون الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً من طلاب الحلقة الثانية والثالثة لتقييم ميداني كامل قبل الحصول على شارتهم وتعيينهم كمراقب مبتدئ في محمية الوثبة للأراضي الرطبة.
ويعتبر برنامج «مرشد»، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي ودائرة التعليم والمعرفة، برنامجاً تعليمياً تسعى الهيئة من خلاله لإلهام وإشراك الطلبة الملتزمين والمهتمين بحماية البيئة والمحافظة عليها، كما يوفر البرنامج الفرص الكافية لتقديم وتلقي الإرشاد والتطوير القيادي، بالإضافة إلى اكتساب الخبرة في التعليم البيئي وتعزيز جهود الشباب المبذولة في مجال استعادة النظم البيئية تماشيا مع عقد الأمم المتحدة المشاركة في أنشطة المحافظة على البيئة، والتفاعل مع الخبراء في هيئة البيئة للتعرف على المسؤوليات العامة والخاصة للمراقبين البيئيين.
ويهدف البرنامج على المدى الطويل إلى تعريف الشباب بالفرص الوظيفية في مجال التعليم البيئي والمحافظة على الحياة الفطرية، وسبل تنظيم أنشطة قيادية للتطوير المهني، وذلك من خلال تدريبهم ليصبحوا مراقبين بيئيين فضلاً عن زيادة الوعي البيئي للطلاب، وتعريفهم بالتاريخ الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال الزيارات الميدانية إلى المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي.
وعن تجربتها في برنامج «مرشد»، قالت هيا المحمود إنها «تعلمت الكثير عن الحيوانات والنباتات المحلية، وهو أمر مثير للاهتمام. وأكثر ما أعجبني رؤية طائر«الفلامنجو»عن قرب من خلال التلسكوب».
وأضافت «أريد أن أصبح ناشطة في مجال البيئة لأنني متحمسة لزيادة وعي مجتمعنا عن تفرد بيئتنا المحلية، وتحفيزهم للمساهمة في حماية البيئة والتنوع البيولوجي من خطر الانقراض».
وأكدت المحمود أن المحافظة على البيئة تعني المحافظة على حياتي وحياة الآخرين، سواءً الآن أو في المستقبل. وأنا مهتمة بالمشاركة بالأنشطة البيئية مثل إعادة التدوير، وتقليل استهلاك الكهرباء والماء والمواد البلاستيكية، للمساهمة في تقليل آثار الاحتباس الحراري. وكما أحاول العمل على حث المجتمع المحيط بي للمشاركة في حماية البيئة.
وقالت شيماء السويدان: «تعلمت الكثير عن دور مراقبي البيئة من خلال برنامج «مرشد»، بما في ذلك كيفية مراقبة وإحصاء الحيوانات مثل طيور«الفلامنجو»، ورصد النباتات، وصيد الحشرات التي كانت الجزء المفضل بالنسبة لي ضمن برنامج «مُرشد»، فأنا أريد أن أصبح مراقباً بيئياً لأساهم بنشر الوعي بين أفراد المجتمع وتشجيعهم على حماية النباتات والحيوانات من الانقراض».
وأوضحت فاطمة السويدان أنه من خلال التدريب، تمكنت من استكشاف بعض أنواع الطيور والحشرات المثيرة للاهتمام، كما تعلمت كيفية يمكن مراقبة النباتات. وكان الجزء المفضل لي بهذا البرنامج مشاهدة الطيور، فقد أتيحت لي الفرصة للتعرف على أنواع مختلفة وجديدة شاهدتها للمرة الأولى.
وأفادت نور قريشي أنها تشعر بالامتنان لإتاحة الفرصة لها للتعرف على الأنواع المختلفة من الطيور والثدييات والزواحف التي تأويها محمية الوثبة للأراضي الرطبة.
وأوضحت: «أريد أن أكون مراقبة بيئية لأنني على استعداد لفعل أي شيء لإنقاذ كوكبنا، فمن خلال إنقاذ كوكبنا، فإننا ننقذ أنفسنا، فإذا لم نتخذ خطوات سريعة، سيؤدى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى تفاقم تغير المناخ وتؤدي هذه الغازات أيضًا إلى تلوث الهواء والماء والتربة.
وشارك حمدان المرزوقي كذلك تجربته قائلاً:«لقد تعلمنا الكثير عن الحياة البرية وتاريخ محمية الوثبة للأراضي الرطبة. ومع ذلك، أعتقد أن أهم الأشياء التي ناقشناها كانت واجبات المراقب البيئي، مثل القيام بدوريات في الأراضي الرطبة واستقبال الزوار.
وعن أسباب انضمامه إلى برنامج «مرشد»، قال المرزوقي: «أريد أن أكون مراقباً بيئياً لأنها طريقة رائعة بالنسبة لي للتعرف عن قرب على طبيعة المهنة التي أريد أن امتهنها في المستقبل. فأنا اخطط لدراسة العلوم البيئية، وتحديداً التنوع البيولوجي، لذلك من الرائع بالنسبة لي مقابلة الخبراء والتعلم منهم والتعرف على البيئة المحلية وكيف يمكنني أن أساهم في حمايتها، من خلال القيام بإجراءات بسيطة مثل تقليل استخدامي للمواد البلاستيكية، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية كالمياه والطاقة».
وأكد محمد راشد الدرعي مدير موقع محمية الوثبة للأراضي الرطبة، أن الطلبة المشتركين في برنامج «راشد» كانوا حريصين على التعلم والتغلب على التحديات، ويمتلك الطلاب جميع الامكانيات التي تساعدهم على المساهمة في حماية البيئة في المستقبل.
وأشار الدرعي إلى أن بيئة أبوظبي تتميز بتنوع بيولوجي فريد وببيئة صحية تضم العديد من النظم البيئية الطبيعية الغنية. وقد عملت حكومة أبوظبي، ممثلة بهيئة البيئة في أبوظبي، جاهدة لتدريب وتوعية الجيل الجديد بأهمية الحفاظ على البيئة وتنوعها البيولوجي.