آمنة الكتبي (دبي)
يتابع هزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي مهمة «البعثة 69» المتواجدة في محطة الفضاء الدولية بصفته مسؤولاً عن المتابعة، ويعمل المنصوري على تنسيق وإنجاز مهام رواد الفضاء الموجودين على متن المحطة، ويشمل ذلك مسؤوليات عديدة، منها تطوير، وإدارة، ومتابعة تطبيق عمليات المهمة والتواصل بين الفرق.
ويحرص هزاع، مستندا إلى خبرته، على التأكد من أن المهمة الفضائية تسير بشكل جيد، وفقاً للخطة المقررة، وسيكون المسؤول الأول عن نقل المعلومات بين فريق المهمة على الأرض ورواد الفضاء، ويتواجد في غرفة العمليات في المحطة الأرضية في هيوستن.
وكان رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي قد أكملا التدريبات الخاصة بالمهمة، إضافة إلى التدريبات العامة، والتي بلغت أكثر من 1700 ساعة مع وكالة «ناسا»، خلال العامين الماضيين، وشملت بعضها السير في الفضاء، وقد جرت في مختبر الطفو المحايد التابع للوكالة الدولية، حيث خضعا لـ 9 جولات من التدريبات، امتد كل منها لـ 6 ساعات، وتدربا تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء، باستخدام النموذج الكامل لمحطة الفضاء الدولية.
كما تدربا على استخدام بدلة السير في الفضاء (EMU)، كذلك تدريبات نظرية وعملية على طائرة (T-38)، وأخرى تتعلق بالروبوتات، بالتعاون مع وكالة الفضاء الكندية، ووكالة الفضاء الأوروبية، حيث تم تدريبهما على استخدام الذراع الروبوتية «كندارم 2»، المخصصة لالتقاط مركبات الشحن، والعمل على مساعدة رواد الفضاء في مهام السير في الفضاء، والتعامل مع الحمولات الخارجية، أيضاً تم تدريب الرائدين على أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، والأعمال اليومية على متن المحطة، إلى جانب تدريبات إنقاذ الطاقم، وتدريبات على حالات الطوارئ.
وخضع رائدا الفضاء الإماراتيان لعدة تدريبات مكثفة في وكالات فضاء عالمية، كان آخرها الحصول على رخصة «اختصاصي» في مركز الرواد الأوروبي «إيسا» التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، في مدينة كولون الألمانية، وسبق ذلك تدريبات في وكالة الفضاء اليابانية «جاكسا» وغيرها، كما خضعا لتدريبات صحية لاكتساب مهارات طبية، تجعلهما مهيأين للتعامل مع حالات الطوارئ، وتضمن التدريب الإسعافات الأولية، ومراقبة المؤشرات الحيوية.
وتشمل المهمة جانباً مختصاً بالتوعية التعليمية، من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، إذ يركز المشروع الأول على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما سيعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى.
ويشارك في كلا المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء، وبالإضافة إلى جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، سيتم مشاركة بيانات المهمة مع عدد من الجامعات المحلية، مثل جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعات أخرى.